أهم الأهداف التي تسعى لها الصحة النفسية للطفل هو شعور الطفل بالأمان، والاطمئنان، والقدرة على الشعور بالشجاعة في أصعب المواقف والتحديات، وتساعد الطفل على أن ينشأ في وسط أسرة متوازنة نفسياً، فكون الطفل لديه قدر من السلام النفسي، ويتمتع بصحة نفسية جيدة، فهذا دليل على أنه يعيش في أسرة تتمتع بالضرورة بذات الأمر، وهذا يجعله فرداً سوياً في المجتمع.
وتعد الصحة النفسية للطفل المنقذ الأول له للخروج من المشاعر السلبية التي يمكن أن يكونها المجتمع تجاهه، وتعيد له الثقة بذاته، وبمن حوله، كما أنها تساعده على اكتشاف شخصيات من حوله، وشخصيته ذاته، وتفتح له آفاقاً جديدة حول ما يريد أن يصبح في المستقبل، وخلق التوازن بين المشاعر، والأفكار العقلية، وتعيد له التوازن، وتساعده على عدم الانفعال بسهولة، كما تمكنه من فتح حوار مع شخصيات لا يعرفها، وتكوين صداقات مع غيره، كما تهدف الصحة النفسية إلى أن يكون الطفل قادراً منذ صغره على تحمل المسؤوليات المكلف بها، والتي تتناسب مع قدراته.
وتكمن أهمية الصحة النفسية للطفل في أنها جزء أساسي من الصحة العامة وتنمية الجوانب المعرفية والاجتماعية لأي طفل، ولها علاقة كبيرة مع الصحة البدنيَّة، وتسهم في نجاحه في المدرسة أو العمل أو المجتمع؛ فالأطفال الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية سيواجهون صعوبة في التأقلم مع الأوضاع المختلفة التي تمرُّ بهم، حيث تكون الاحتياجات النفسية للطفل أكثر صعوبة وأقل وضوحاً بالنسبة للأهالي، خصوصاً بالنسبة إلى الأب الذي يعمل لساعاتٍ متأخرة من اليوم ولا يحظى بوقتٍ كافٍ لرؤية أطفاله، كذلك إن كانت الأم عاملة أيضاً، فقد تُوكل مهام رعاية أطفالها لمن يستطيع مساعدتها، فهذه الأمور تؤثر في إمكانية حصول الطفل على احتياجاته العاطفية من أبويه.
وحيث إنَّ تَمتُّع الطِّفل بصحةٍ نفسيةٍ جيدة يمكِّنه من التفكير تفكيراً سليماً، وتعلُّم مهارات جديدة، وبناء ثقته بنفسه وبناء علاقات اجتماعية جيدة مع محيطه، وبناء شخصيته بناءً صحيحاً، والحفاظ على صحته البدنية، كما يقلِّل من تعرضه لاضطراباتٍ تؤثر في صحته ومستقبله.