سَراب

كتبت مايا شعيب

2023.02.02 - 08:48
Facebook Share
طباعة

كيف حالك يا صديقي؟
أنا منذ سقطت ذراعي لم أجد ضالتي في هذا الدرب الممل، سمعت يوماً أنّ في نهاية المطاف أعياداً تنتظرنا ، انا لأجل ذلك يا عزيزي عازم رغم الثقل، رغم الفقد،ورغم طول المسير، يراودني طيف يشبه السراب حينا، وحيناً يجري كالشلال الدافق في عروقي فأطوي الأزمان و الأماكن أطارد ضفافه لأحظى برشفة من ترياقه الشافي واذا بأنامل دافئة تقدّ قميص أحلامي وتنثر جدائلها على الهضاب المحنية، تتسلل كشعاع الشمس من بين الخمائل، أحاول جاهداً لململة الشتات، وحدتي و أصداء الضحكات، ارى في عينيها وجه أمي، وصوتها وهي تسامر في السهرات الدافئة، تسرقني هنيهة، تسكب كؤوس العنب المعتق في خوابي الحب، يفوح عبير النرجس و الخزامى، تسحب أذيال ثوبها وتخبئ بين ذراعيها الورود و أكواز الصنوبر، تمشي على الماء نحو شمس المغيب، فألحق بها نحو العيد، أعانق المركب و الشراع و أخرق لجة البحر و المحيط، نجمتي هناك وراء تلك الزرقة القاتمة وأبحر معها حتى الرمق الأخير، تلوح لي على الشطآن فأضرب في البحر عصا الصبر و الحب و الشوق، ينفلق الماء من أمامي، تتكسر على صخورها أمواج التعب و المشقة…هنا العيد! هنا الحب و الفرح، هنا أشلائي التي سقطت مني في المسير ، جمعتها يا صديقي و أضأتها نجوماً في سمائي الحالكة، التقطت ذراعي وحملت فيها سنابل الحب والخبز و رحت اطوف في البلاد أن كل يوم اقطف فيه نجمةً هو لي عيد!

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1