أعضاء حزب "أمل جديد" في الكنيست: موجز تفصيلي

وكالة أنباء آسيا

2025.05.10 - 11:02
Facebook Share
طباعة

 مقدمة

تأسس حزب "أمل جديد" في ديسمبر/كانون الأول 2020 بقيادة جدعون ساعر، السياسي البارز والمنشق عن حزب الليكود، في خطوة وُصفت حينها بمحاولة مباشرة لكسر هيمنة بنيامين نتنياهو على اليمين الإسرائيلي. جاء تأسيس الحزب بعد سلسلة من التوترات داخل الليكود، دفع خلالها عدد من الأعضاء إلى الانفصال والانضمام إلى التشكيل الجديد، ما عكس شرخًا سياسيًا داخل المعسكر اليميني في إسرائيل.

دخل الحزب انتخابات الكنيست عام 2021 محققًا حضورًا لافتًا، ومشاركًا لاحقًا في تشكيل حكومة وحدة، في مؤشر على قدرته على التأثير رغم حداثته. وفي تطور لافت عام 2022، تحالف "أمل جديد" انتخابيًا مع حزب "أزرق أبيض" بقيادة بيني غانتس، وأُعلن عن تشكيل حزب "الوحدة الوطنية".

شهد الحزب تقلبات في موقعه داخل الحكومة، فقد شارك في ائتلاف الوحدة الوطنية الذي انضم للحكومة بعد اندلاع حرب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قبل أن ينسحب من الائتلاف في مارس/آذار 2024، ثم يعود للمشاركة في الحكومة مجددًا في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.

رغم حيازته لعدد محدود من المقاعد في الكنيست الخامس والعشرين، يظل الحزب لاعبًا سياسيًا قادرًا على التأثير في التوازنات البرلمانية، خاصة في ظل الانقسام الحاد داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية.

يهدف هذا التقرير إلى تقديم قراءة شاملة لواقع الحزب من خلال استعراض المسارات المهنية والسياسية لأعضائه في الكنيست الخامس والعشرين، وتحليل مواقفهم، ومشاركتهم في اللجان، إضافة إلى تسليط الضوء على إنجازاتهم أو الملفات الجدلية المرتبطة بهم.

 

أعضاء حزب "أمل جديد" في الكنيست الخامس والعشرين

شهد حزب "أمل جديد" سلسلة من التبدلات في تمثيله داخل الكنيست الخامس والعشرين، انعكاسًا لحالة من الحراك السياسي والتنظيمي داخل الحزب. ضم التشكيل البرلماني للحزب شخصيات أساسية مثل مؤسسه جدعون ساعر، الذي عاد إلى الحكومة وزيرًا للخارجية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بعد فترة قصيرة شغل فيها منصب وزير بلا حقيبة وزارية. إلى جانبه، يواصل زئيف إلكين—أحد أبرز قادة الحزب—أداء أدواره البرلمانية، إذ يرأس اللجنة الخاصة للمحليات الحدودية الشرقية ويشارك في عدد من اللجان الأخرى.

شارين هاسكل وميخائيل بوسكيلا يشغلان أيضًا عضوية الكنيست عن الحزب، مع الإشارة إلى أن بوسكيلا دخل الكنيست في يوليو/تموز 2024 خلفًا ليفعات شاشا بيتون التي أعلنت استقالتها من العمل السياسي.

أما مئير يتسحاق هاليفي، فغادر الكنيست في سبتمبر/أيلول 2022، بينما أنهى داني دانون ولايته البرلمانية في أغسطس/آب 2024، بعد تعيينه ممثلًا دائمًا للاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة.

وتكشف هذه التغيرات في تركيبة الكتلة البرلمانية عن ديناميكية داخل الحزب وتبدلات ترتبط إما باعتبارات مهنية أو بتطورات سياسية متصلة بالتحالفات والمواقع الحكومية.

 

ملفات تعريف الأعضاء الأفراد
جدعون ساعر
يُعد جدعون ساعر أحد أبرز الشخصيات السياسية في إسرائيل خلال العقدين الأخيرين، حيث جمع بين الخبرة القانونية والتجربة الحكومية الواسعة، متدرجًا في مناصب رفيعة داخل حزب الليكود قبل أن ينشق عنه ويؤسس حزب "أمل جديد". وُلد ساعر عام 1966 في تل أبيب، وتنقل في طفولته بين متسبيه رامون وكيبوتس سديه بوكير، حيث التقى لأول مرة دافيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، في مشهد أثّر على وعيه السياسي المبكر.

خدم ساعر في جيش الاحتلال الإسرائيلي كضابط صف في جهاز الاستخبارات بلواء جولاني، قبل أن يتابع دراسته العليا في جامعتي تل أبيب والقدس، حاصلًا على درجات في العلوم السياسية والقانون. بدأ مسيرته المهنية مساعدًا قانونيًا في مكتب النائب العام، ليُعين لاحقًا سكرتيرًا للحكومة في فترتين متباعدتين (1999، 2001-2002). وعلى هامش عمله الرسمي، حافظ على ارتباطه بالمجال الأكاديمي والأمني، محاضرًا وباحثًا في معهد دراسات الأمن القومي، ومستشارًا قانونيًا في القطاع الخاص.

دخل ساعر الكنيست لأول مرة عام 2003 عن حزب الليكود، وبرز كأحد صقوره، معارضًا بشدة خطة فك الارتباط عام 2005. تولى لاحقًا مناصب وزارية مؤثرة، أبرزها وزير التعليم (2009-2013) ووزير الداخلية (2013-2014). وخلال ولايته في التعليم، عمل على تقديم التعليم المجاني للأطفال دون سن الخامسة، وافتتح جامعة أرئيل في الضفة الغربية المحتلة، مع تركيز على منهج قومي يرسّخ ما يصفه بـ"الارتباط بأرض إسرائيل".

في عام 2014، استقال ساعر فجأة من الحياة السياسية وسط تقارير غير مؤكدة عن شبهات تحرش، لكنه عاد في 2019 متحديًا بنيامين نتنياهو على زعامة الليكود، في خطوة سلطت الضوء على تصاعد الانقسامات داخل الحزب. وبعد فشله في إزاحة نتنياهو، أعلن نهاية 2020 تأسيس حزب "أمل جديد"، مع طموح لإعادة تشكيل اليمين الإسرائيلي بعيدًا عن هيمنة الليكود.

في الحكومة التي أعقبت انتخابات 2021، تولى ساعر منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء في ائتلاف بينيت-لابيد، قبل أن يندمج حزبه في تحالف "الوحدة الوطنية" مع حزب "أزرق وأبيض" بقيادة بيني غانتس. وعقب هجوم 7 أكتوبر 2023، دخل التحالف إلى حكومة طوارئ، وشغل ساعر منصب وزير بلا حقيبة حتى مارس 2024، ليعود لاحقًا في نوفمبر وزيرًا للخارجية، في مؤشر على استمرار نفوذه داخل المشهد السياسي رغم تقلص عدد مقاعد حزبه.

أيديولوجيًا، يصنَّف ساعر ضمن معسكر اليمين القومي، مع معارضة صريحة لحل الدولتين ودعواته المتكررة لضم أجزاء من الضفة الغربية. ويؤمن أن الأردن يجب أن يكون طرفًا في أي تسوية إقليمية طويلة الأمد. وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، شدد على ضرورة تقليص مساحة القطاع واعتبر أن الجهات التي تبدأ الحرب ضد إسرائيل "يجب أن تخسر أرضًا".

في السياسة الخارجية، يدعو ساعر إلى تعزيز التحالفات الإقليمية مع أطراف مثل المملكة العربية السعودية والأكراد، واصفًا الأكراد بـ"الحليف الطبيعي". ويستند في رؤيته هذه إلى مقاربة براغماتية تنطلق من محددات أمنية واضحة، رغم طابعها الأيديولوجي المحافظ.

برلمانيًا، يُعد من أكثر أعضاء الكنيست نشاطًا في مجال التشريع، إذ قدم ومرر عشرات القوانين، من بينها تمديد إجازة الأمومة، وتعديلات على آلية تعيين قضاة المحكمة العليا، فضلًا عن قوانين تتعلق بحماية العمال وحقوق الأطفال المرضى. كما ترأس لجانًا برلمانية رفيعة، من بينها اللجنة الخاصة بقضية قريتي إقرت وبيرام المهجرتين، ولجنة وضع المرأة.

تاريخ ساعر الحافل بالتحولات السياسية، والانتقال من قلب الليكود إلى تأسيس حزب منافس، يضعه في موقع معقد على الخارطة السياسية الإسرائيلية، إذ يجمع بين خطاب قومي صارم، ونزعة إصلاحية داخل معسكر اليمين. ومع توليه حقيبة الخارجية، يبدو أن ساعر يراهن على موقع متقدم في معادلة الحكم المقبلة، في ظل تجاذبات داخلية وتحولات إقليمية متسارعة.

 

زئيف إلكين

زئيف إلكين، سياسي إسرائيلي من أصول أوكرانية، وُلد عام 1971 في خاركيف، وهاجر إلى إسرائيل عام 1990. يتمتع بخلفية أكاديمية متنوعة شملت دراسة الرياضيات والفيزياء في جامعة خاركيف، والتاريخ والدراسات اليهودية في الجامعة العبرية بالقدس. كما تلقى تعليمًا دينيًا في "يشيفات هار عتسيون"، وكان ناشطًا في حركة "بني عكيفا" خلال شبابه، حيث شغل منصب أمينها العام في الاتحاد السوفيتي السابق. أسس جمعية المعلمين العبريين واليهود في خاركيف، وشارك في جهود التعليم اليهودي في الاتحاد السوفيتي. نظرًا لإتقانه اللغة الروسية، عمل مترجمًا لرئيسي الوزراء بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت خلال لقاءاتهما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بدأ إلكين مسيرته السياسية في الكنيست السابع عشر عام 2006 ممثلًا عن حزب "كاديما"، حيث ترأس اللجنة الفرعية المعنية باستيعاب الأطفال والشباب المهاجرين. في عام 2008، غادر الحزب بسبب ما اعتبره انحرافًا نحو اليسار، وانضم إلى "الليكود". أعيد انتخابه للكنيست مرارًا ضمن قائمة الليكود حتى عام 2020، وتولى خلال تلك الفترة مناصب وزارية مختلفة شملت نائب وزير الخارجية، وزير استيعاب المهاجرين، وزير الشؤون الاستراتيجية، ووزير حماية البيئة. كما ترشح لرئاسة بلدية القدس عام 2018 دون أن ينجح.

في ديسمبر 2020، استقال من "الليكود" وانضم إلى حزب "أمل جديد" الذي أسسه جدعون ساعر. انتُخب للكنيست في مارس 2021 ضمن هذا الحزب، ولاحقًا في 2022 ضمن تحالف "الوحدة الوطنية" قبل أن يعود إلى "أمل جديد". تولى في الحكومة اللاحقة منصبي وزير شؤون القدس ووزير الإسكان والبناء، واستقال من الكنيست مؤقتًا بموجب "القانون النرويجي". يشغل حاليًا مقعدًا في الكنيست الخامس والعشرين ممثلًا عن "أمل جديد".

تعكس مسيرته تنقلًا بين عدة أحزاب يمينية، ما يشير إلى مواقف أيديولوجية محافظة مع قدر من البراغماتية السياسية. كما يظهر اهتمامًا خاصًا بقضايا استيعاب المهاجرين، وشؤون القدس، والبيئة، ما يشير إلى أولويات سياسية تتجاوز القضايا الأمنية التقليدية. وخلال توليه حقيبة البيئة، أشرف على تنفيذ قانون الأكياس البلاستيكية، وتعامل مع تسرب نفطي في محمية عفرونة، وبدأ بإعادة تأهيل موقع رمات حوفاف للنفايات الخطرة. كما شارك في مراجعة خطة النمو الديموغرافي في الجولان، وناقش في الكنيست قضايا مثل الدعم المالي للمهاجرين واستراتيجيات مواجهة حماس. على الصعيد الدولي، شارك في رسالة برلمانية تتهم روسيا بالمسؤولية عن تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا.

شابت مسيرته أيضًا خلافات علنية، أبرزها اتهامه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتنظيم احتجاجات ضده بعد انشقاقه عن "الليكود"، وهو ما رد عليه نتنياهو بانتقاد انتقاله المتكرر بين الأحزاب. أثار هذا الانشقاق احتجاجات من أنصار "الليكود" أمام منزله، ما يعكس التوترات الشخصية والسياسية المصاحبة لتحولاته الحزبية.

شارك إلكين في عدد كبير من لجان الكنيست، أبرزها لجنة الشؤون الخارجية والدفاع التي ترأسها سابقًا، واللجنة الخاصة للمحليات الحدودية الشرقية التي يرأسها حاليًا. وهو عضو نشط في لجان تتعلق بالشؤون الاقتصادية، والهجرة، والتعليم، والثقافة، والبيئة، وشارك في قيادة عدد من لوبيات الكنيست المتعلقة بالجولان، والقدس، والتعليم العالي، وحقوق المهاجرين، والإسكان. يشير هذا النشاط البرلماني الواسع إلى دوره البارز في صياغة السياسات الإسرائيلية في مجموعة متنوعة من القضايا.

 

شارين هاسكل

شارين هاسكل، من مواليد 1984، هي عضو حالي في الكنيست الخامس والعشرين ممثلة عن حزب "أمل جديد". قبل انضمامها إلى هذا الحزب، كانت عضوة في الكنيست ضمن حزب "الليكود"، ما يعكس تحولًا سياسيًا مشابهًا لبعض الأعضاء الآخرين في "أمل جديد".

 

ميخائيل بوسكيلا

ميخائيل بوسكيلا، المولود عام 1966، هو عضو في الكنيست الخامس والعشرين ممثلًا عن حزب "أمل جديد". انضم إلى الكنيست في 5 يوليو 2024، ليحل محل عضو الكنيست السابق يفعات شاشا بيتون، مما يشير إلى أنه إضافة حديثة نسبيًا في تمثيل الحزب في الكنيست.

 

يفعات شاشا بيتون

ولدت يفعات شاشا بيتون عام 1973 في مدينة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة، وامتد نشاطها المهني من المجال الأكاديمي والتعليمي إلى العمل السياسي في مستويات محلية ووطنية. خدمت في الجيش الإسرائيلي قبل أن تتفرغ للدراسة الجامعية، حيث نالت درجة الدكتوراه في التربية من جامعة حيفا، وكان بحثها يركّز على مفاهيم السلام في صفوف الطلاب الإسرائيليين والفلسطينيين.

قبل دخولها الكنيست، تولّت مناصب عدة في قطاع التعليم، من بينها إدارة قسم التعليم في بلدة كفار فراديم، ونيابة رئاسة كلية أوهالو، إضافة إلى ترؤس برامج للتعليم المستمر. كما شغلت منصب نائبة رئيس بلدية كريات شمونة، وكانت أول امرأة تتقلد هذا المنصب في المدينة.

دخلت الحياة السياسية رسميًا عام 2015 عندما فازت بمقعد في الكنيست ضمن قائمة حزب "كولانو"، الذي قدّم نفسه كتيار يمين معتدل. ركّزت في بداية مسيرتها البرلمانية على قضايا الرعاية الاجتماعية وحقوق الطفل، وترأست اللجنة الخاصة بهذه القضايا، حيث دفعت باتجاه تشريعات تتعلق بحماية الأطفال ومنع الاعتداءات عليهم.

في عام 2019، تولّت منصب وزيرة البناء والإسكان، ومع اندماج "كولانو" في حزب الليكود، استمرت في الكنيست ضمن قائمته، ثم ترأست لجنة الكنيست لشؤون فيروس كورونا عام 2020، وهو دور أثار جدلاً واسعًا إثر معارضتها لعدد من القيود الحكومية خلال الجائحة.

في مارس 2021، انضمت إلى حزب "أمل جديد" بقيادة جدعون ساعر، وفي يونيو من العام ذاته تولّت وزارة التعليم في حكومة نفتالي بينيت. خلال ولايتها، طرحت مبادرة لتقليص أيام الأسبوع الدراسي، كما كانت طرفًا في قرارات أثارت نقاشًا واسعًا، من بينها منع منح جائزة إسرائيل لبروفيسور عوديد غولدرايخ بسبب دعمه مقاطعة أكاديميين إسرائيليين.

في أكتوبر 2023، أدّت اليمين كوزيرة بلا حقيبة عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، لكنها استقالت من المنصب في مارس 2024 مع بقية أعضاء "أمل جديد". وفي يوليو من العام ذاته، أعلنت انسحابها من الحياة السياسية واستقالتها من الكنيست.

تميّزت مسيرتها داخل الكنيست بتعدد المهام، فقد شغلت منصب نائبة رئيس الكنيست وشاركت في لجان معنية بالتربية والثقافة والرياضة، وكانت ناشطة في عدة مجموعات ضغط برلمانية، من بينها تلك الداعية لتحسين ظروف المعلمين، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتقليص الفجوات في التعليم.

 

مئير يتسحاق هاليفي

مئير يتسحاق هاليفي، المولود في القدس عام 1953، هو شخصية سياسية تمتد مسيرتها من السياسة المحلية إلى الوطنية. خدم في حرب يوم الغفران، ثم انتقل إلى إيلات في 1978 حيث تولى إدارة المركز المجتمعي وكلية الإدارة. من عام 2003 حتى 2021، شغل منصب رئيس بلدية إيلات، وهو الدور الذي أتاح له اكتساب خبرة واسعة في القضايا المحلية، خصوصًا تلك المتعلقة بالمنطقة الجنوبية لإسرائيل.

بدأ هاليفي مسيرته السياسية في إيلات عام 1993 عندما تم انتخابه لعضوية مجلس المدينة. على الرغم من فشله في الفوز بمنصب رئيس البلدية في انتخابات 1998، إلا أنه شغل منصب زعيم المعارضة في المجلس من 1998 إلى 2003. في انتخابات 2003، فاز بمنصب رئيس البلدية، وأعيد انتخابه في 2008، ما يعكس استمراريته وشعبيته في المدينة. في خطوة نحو السياسة الوطنية، انضم هاليفي إلى حزب "أمل جديد" الذي أسسه جدعون ساعر في عام 2020. تم انتخابه لاحقًا لعضوية الكنيست حيث شغل منصب نائب وزير التربية والتعليم، وهو ما يعكس اهتمامه الكبير بمجال التعليم على الصعيد الوطني. ورغم هذه المشاركة، قرر عدم الترشح للكنيست في الانتخابات التالية عام 2022، ما يشير إلى تغيير في أولوياته السياسية.

تظهر مواقف هاليفي السياسية من خلال تصريحاته العامة. ففي عام 2009، انتقد الهجرة الأفريقية غير الشرعية إلى إسرائيل، ما يعكس اهتمامه بقضايا الهوية الوطنية والسيطرة على الحدود. كما اشتهر ببرنامج "مدينة بلا جريمة" الذي أطلقه في إيلات، وهو برنامج يهدف إلى تحسين الأمن في المدينة، خاصة بين الشباب، وتم اعتباره نموذجًا ناجحًا على المستوى الوطني. كما سعى خلال فترة ولايته إلى تحسين التعليم العالي في إيلات من خلال مشروع لإقامة مساكن طلابية لجامعة بن غوريون.

أبرز إنجازاته التشريعية تتضمن تطوير وتنفيذ برنامج "إيلات - مدينة خالية من العنف"، الذي أسهم في تقليل العنف في المدارس والمجتمع المحلي. كما شارك بنشاط في تطوير مشاريع تنموية إقليمية، بما في ذلك سعيه لتحقيق توسع في البنية التحتية التعليمية في إيلات.

ومع ذلك، لم تخلُ مسيرته من الجدل. فقد أثارت تعليقاته حول الهجرة الأفريقية غير الشرعية انتقادات واسعة، كما كانت هناك بعض المخاوف بشأن كيفية تعامله مع القضايا المحلية في إيلات، وهو ما يعكس التحديات التي قد يواجهها أي قائد سياسي في ظل التدقيق العام.

بصفته نائب وزير التربية والتعليم، كانت أنشطته تتعلق بشكل أساسي بسياسات التعليم، كما كان له دور في المناقشات الحكومية المتعلقة بهذا المجال. ورغم أن المقتطفات المتوفرة لا تفصل بشكل كامل عن مشاركته في لجان الكنيست المختلفة، إلا أن دوره التنفيذي في الوزارة يعكس تأثيره في السياسة التعليمية الوطنية.

 

داني دانون

داني دانون، المولود في 1971، هو شخصية سياسية بارزة في إسرائيل، تتمتع بتنوع كبير في خلفياته الأكاديمية والمهنية. حصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الشؤون الدولية والسياسة العامة من جامعة فلوريدا الدولية والجامعة العبرية في القدس على التوالي، مما أعطاه أساسًا قويًا في مجالات السياسة والدبلوماسية.

بعد خدمته في جيش الدفاع الإسرائيلي، بدأ دانون مسيرته الدبلوماسية من خلال عمله في الوكالة اليهودية في ميامي، حيث اكتسب خبرة في النشاط الدولي والدعوة لقضايا إسرائيل. كما عمل مستشارًا في الكنيست، وفي النهاية تولى عدة مناصب رفيعة، بما في ذلك رئيس حركة بيتار العالمية التي تعنى بأنشطة الشباب الصهيوني.

على الصعيد السياسي، شغل دانون عدة مناصب في الكنيست الإسرائيلي خلال فترات متفرقة، منها نائب رئيس الكنيست ورئاسة لجنة حقوق الطفل ولجنة الهجرة والاستيعاب وشؤون الشتات. كما شغل منصب نائب وزير الدفاع في فترة من الفترات قبل أن يقال بسبب انتقاده العلني لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

خدم دانون أيضًا كـ ممثل دائم لإسرائيل في الأمم المتحدة، في فترتين من 2015 إلى 2020، ومن ثم في 2024، مما يعكس تركز اهتمامه في الدبلوماسية الدولية. كما شغل مناصب دبلوماسية مرموقة أخرى في الأمم المتحدة، مثل ترؤس اللجنة القانونية للجمعية العامة للأمم المتحدة في 2016، وكان نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. كان له دور محوري في مواجهة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل.

سياسيًا، يُعتبر دانون من مؤيدي اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث أعلن في عام 2011 عن معارضته لحل الدولتين، داعيًا بدلاً من ذلك إلى إقامة "دولة واحدة" على أرض إسرائيل. كما دعم فكرة انتقال سكان غزة طوعًا إلى دول أخرى، مما أثار نقاشًا كبيرًا على الساحة السياسية والدولية.

أما على المستوى التشريعي، فقد أظهر دانون سجلًا ملحوظًا من الإنجازات. شمل عمله دعم قوانين لحماية أرامل أفراد الأمن الذين سقطوا وضحايا الهجمات الإرهابية، وتشريعات تهدف إلى تنظيم الإعلانات المتعلقة بالكحول والمحتوى التجاري، وكذلك تعديل قوانين العمل المتعلقة بالأطفال. كما كان له دور في تعزيز تمويل البحث العلمي خلال فترة عمله كوزير للعلوم والتكنولوجيا.

على الرغم من إنجازاته، لم تخلُ مسيرته من الجدل. انتقاداته العلنية لرئيس الوزراء نتنياهو أدت إلى إقالته من منصب نائب وزير الدفاع، كما واجه مزاعم فساد، تتعلق بترتيب مناصب سياسية مقابل دعم. كما أثار دعمه لفكرة نقل سكان غزة تساؤلات قانونية وسياسية دولية.

إجمالاً، داني دانون يمثل شخصية سياسية ذات طابع قوي، تتراوح اهتماماته بين السياسة الداخلية الإسرائيلية والدبلوماسية الدولية، مع سجل حافل من التأثيرات والتحديات السياسية التي شكلت مسيرته المهنية.

 

حزب "أمل جديد" في الكنيست الخامس والعشرين يظهر مجموعة من الديناميكيات السياسية التي تساهم في تشكيل هويته كحزب ذي تأثير في السياسة الإسرائيلية. يشترك أعضاؤه في خلفيات وتجارب مشتركة، بما في ذلك الخبرة السابقة في حزب الليكود، وهو ما يعكس فهمًا عميقًا للمبادئ السياسية اليمينية. مغادرتهم لليكود تعكس أيضًا وجود خلافات مع القيادة الحالية للحزب، مما قد يشير إلى انقسام داخلي أو اختلاف في الرؤى السياسية.

أعضاء الحزب يمتلكون خلفيات قوية في السياسة، وقد شغلوا مناصب وزارية ولديهم تجارب في لجان الكنيست الرئيسية، مما يساهم في قدرتهم على التأثير في السياسة الإسرائيلية. كما أن هناك توافقًا في الأيديولوجية السياسية اليمينية التي تعزز هوية الحزب، مما قد يجذب الناخبين المعتدلين ذوي الميول اليمينية الذين يبحثون عن بديل للقيادة الحالية. بالإضافة إلى ذلك، يمثل الأعضاء من خلفيات متنوعة، مثل زئيف إلكين الذي يركز على استيعاب المهاجرين ويفعات شاشا بيتون التي اهتمت بشكل خاص بالتعليم، اتساع قاعدة الحزب لمجموعة من القضايا السياسية المهمة.

مع ذلك، يواجه الحزب تحديات في الحفاظ على وحدته الداخلية. بالرغم من توافق الأيديولوجية العامة، إلا أن الطموحات السياسية المختلفة بين الأعضاء قد تؤدي إلى خلافات حول تحديد الأولويات. كما أن حجم الحزب الصغير نسبيًا يشكل تحديًا في التأثير على السياسات بشكل مستقل، مما يتطلب تحالفات استراتيجية مع الأحزاب الأخرى لتوسيع نطاق تأثيره.

من جهة أخرى، يعد الحزب صغير الحجم نسبيًا، لكنه قد يمارس تأثيرًا قويًا في الكنيست الحالي بفضل الخبرة السياسية الكبيرة لأعضائه، خاصة في تشكيل الائتلافات الحكومية. ورغم التحديات الداخلية، يمكن أن يصبح الحزب لاعبًا محوريًا إذا تمكن من تشكيل تحالفات استراتيجية والاستفادة من الانقسامات الداخلية في الأحزاب الكبرى.

وفي الختام، يمتلك حزب "أمل جديد" قدرة على أن يكون قوة سياسية مؤثرة، لكن نجاحه على المدى الطويل يتطلب منه أن يتغلب على تحدياته الداخلية وأن يثبت نفسه في الساحة السياسية من خلال تطوير هوية مميزة ومستدامة بعيدًا عن كونه مجرد بديل للقيادة الحالية.

 

الخلاصة

حزب "أمل جديد" في الكنيست الخامس والعشرين يضم شخصيات سياسية ذات خبرة واسعة، بالرغم من كونه تأسس حديثًا. أعضاؤه، الذين جاءوا من خلفيات مختلفة داخل حزب الليكود، يجمعهم توجه سياسي يميني، مع اختلافات في الأولويات والاهتمامات. بينما يواجه الحزب تحديات مثل الحفاظ على التماسك الداخلي، إلا أنه يظل لاعبًا مهمًا في تشكيل التحالفات داخل الكنيست. سيعتمد تأثير الحزب في السياسة الإسرائيلية على قدرته على استغلال خبرات أعضائه والموازنة بين التنوع داخل صفوفه.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7