مقدمة:
يمثل حزب "يهدوت هتوراة" أحد أوجه التحالفات الدينية المتشددة في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهو صوت مركزي لجماعات الحريديم الأشكناز، من خلال تكتل حزبي يضم "أغودات يسرائيل" و"ديجيل هاتوراة". منذ تأسيسه في عام 1992، سعى هذا الائتلاف إلى تعظيم النفوذ السياسي للطائفة الحريدية، عبر تعزيز تمثيلها في الكنيست، بما مكّنه من التأثير في تشكيل السياسات العامة، لا سيما تلك المتعلقة بالدين والدولة.
يستند الحزب إلى أيديولوجيا دينية محافظة، تعكس موقفًا غير صهيوني تقليديًا، رغم مشاركته النشطة في مؤسسات الدولة، مع تبني خطاب اجتماعي يزعم الانحياز لمطالب الفئات المستضعفة، ضمن رؤية داخلية ضيقة تخدم مجتمعه المغلق. وقد تناوب على قيادة الحزب شخصيات بارزة من داخل مركبيه، من بينهم موشيه جافني ويعقوب ليتزمان، بينما يتولى حاليًا يتسحاق غولدكنوب رئاسة "أغودات يسرائيل"، في تحوّل يُعبر عن إعادة توزيع للأدوار داخل التيار الحريدي.
في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين عام 2022، حصل "يهدوت هتوراة" على سبعة مقاعد، ما أتاح له دخول الائتلاف الحكومي بقيادة اليمين، ومنحه موقعًا مؤثرًا في صنع القرار، خصوصًا فيما يتعلق بتوسيع امتيازات الحريديم وتعزيز هيمنة التوجهات الدينية على الفضاء العام. ومن أبرز ممثليه في الكنيست يتسحاق غولدكنوب وموشيه جافني وأوري مكليف، إضافة إلى آخرين تم تداولهم داخل الحزب بموجب ما يُعرف بـ"القانون النرويجي"، الذي يتيح للوزراء الاستقالة من البرلمان مؤقتًا لصالح مرشحين آخرين، ما يعكس الطابع البراغماتي للحزب في توزيع السلطة والحفاظ على النفوذ المؤسسي.
تركيبة وفد "يهدوت هتوراة" في الكنيست الـ25:
يضم وفد "يهدوت هتوراة" في الكنيست الإسرائيلي الخامس والعشرين سبعة أعضاء، توزعت أسماؤهم بين الحزبين المكوّنين للتحالف: "أغودات يسرائيل" و"ديجيل هاتوراة"، في توازن يعكس حرص الطرفين على تقاسم النفوذ داخل الكتلة الحريدية.
من بين الأعضاء البارزين يتسحاق غولدكنوب، ممثل "أغودات يسرائيل"، والذي يتولى في الوقت ذاته قيادة الحزب، إلى جانب موشيه جافني عن "ديجيل هاتوراة"، وهو أحد أقدم السياسيين الحريديين في الكنيست. كما يشغل أوري مكليف ويعقوب آشر المقاعد عن "ديجيل هاتوراة"، في حين يمثّل "أغودات يسرائيل" كل من يعقوب تيسلر ويسرائيل إيخلر، بالإضافة إلى مئير بوروش، الذي تم استبداله في يناير 2023 بعضو جديد هو موشيه روت، في خطوة جاءت ضمن ما يُعرف بـ"القانون النرويجي"، الذي يسمح للوزراء بالاستقالة مؤقتًا من عضوية الكنيست لصالح مرشحين من القائمة ذاتها.
يعكس هذا التبديل الديناميكية الداخلية داخل "يهدوت هتوراة"، حيث تسعى قيادته إلى ضمان استمرار النفوذ البرلماني حتى في ظل المشاركة في الحكومة، وهو ما يعزز من قدرة الحزب على تمرير أجندته الدينية والاجتماعية ضمن التحالفات اليمينية الحاكمة، على حساب أولويات الفئات العلمانية أو غير المتدينة في المجتمع الإسرائيلي.
ملفات تعريف الأعضاء الأفراد:
يتسحاق غولدكنوب:
يُعد يتسحاق غولدكنوب أحد أبرز الوجوه السياسية في حزب "يهدوت هتوراة"، حيث يشغل منصب زعيم الحزب، إلى جانب قيادته لفصيل "أغودات يسرائيل" الحسيدي. وقد عزز حضوره داخل الائتلاف الحاكم بتولّيه حقيبة وزارة الإسكان والبناء، وهو منصب استقال منه مؤقتًا في يناير 2023 بموجب "القانون النرويجي" الذي يتيح للوزراء مغادرة الكنيست لصالح مرشحين آخرين، قبل أن يعود لاحقًا إلى البرلمان، في خطوة تعكس الأهمية التي يتمتع بها داخل المنظومة الحريدية وقدرته على التنقل بين المناصب التنفيذية والتشريعية بما يخدم نفوذ تياره.
ينتمي غولدكنوب إلى خلفية دينية محافظة متجذرة، إذ ترأس في السابق شبكة "بيت يعقوب" و"بيت بيتحيا" لرياض الأطفال، والتي ورثها عن والده، إلى جانب عضويته في اللجنة الوطنية لـ"أغودات يسرائيل"، وانتخابه لعضوية مجلس بلدية القدس عام 2003، ما أتاح له خبرة في الإدارة المحلية وتعزيز حضوره كممثل للحريديم في دوائر الحكم.
وبرز اسمه على نطاق أوسع من خلال رئاسته لـ"لجنة قدسية السبت"، التي تقود حملات لإغلاق الفضاء العام الإسرائيلي خلال يوم السبت، في مسعى لفرض معايير دينية صارمة على المجتمع بأكمله. ويُعدّ هذا الملف من أبرز أولوياته السياسية، إلى جانب مطالبته المتكررة بتوسيع الإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية للشبان الحريديين، وهي قضية خلافية تُثير انقسامًا واسعًا في الشارع الإسرائيلي، حيث يُنظر إليها باعتبارها تمييزًا لصالح فئة محددة على حساب التجنيد العام.
أثارت تصريحات غولدكنوب، التي قلّلت من شأن التعليم العلماني والخدمة في جيش الاحتلال، انتقادات داخل الأوساط العلمانية والعسكرية، لكنها تجد صدى داخل المجتمع الحريدي، الذي يضع دراسة التوراة فوق أي التزام وطني أو مدني. كما أبدى اهتمامًا بالحصول على حقيبة المالية، في مؤشر على سعيه لتعزيز سيطرة "يهدوت هتوراة" على توزيع الموارد، ما يفتح الباب أمام دعم سياسات تمويل موجهة لمؤسسات الحريديم الدينية والتعليمية.
وقد هدد الحزب بقيادة غولدكنوب بعرقلة إقرار ميزانية الدولة لعام 2025، في حال لم يتم سن تشريعات تضمن الإعفاء من التجنيد، وهو تهديد يعكس حجم النفوذ الذي تمارسه الأحزاب الدينية على الائتلاف الحاكم في إسرائيل، مقابل تجاهل متصاعد لمطالب الفئات العلمانية واليسارية.
سياسيًا، لم يكتف غولدكنوب بأدواره الرسمية، بل دخل على خط النزاع الداخلي في الساحة الحريدية بشأن الترشح لرئاسة بلدية القدس، مؤكّدًا مكانته كوسيط نافذ بين الحاخامات والتيارات المتنافسة. وقد تم تثبيت زعامته داخل "أغودات يسرائيل" من قبل الحاخام المركزي لطائفة "غور"، أحد أقوى المرجعيات الدينية الحسيدية، ما يمنحه دعمًا معنويًا ومؤسساتيًا يعزز موقعه داخل الخريطة السياسية والدينية على حد سواء.
موشيه غافني: زعيم الحريديم في قلب الميزانية الإسرائيلية
يُعد موشيه غافني شخصية محورية في السياسة الإسرائيلية، ليس فقط كعضو كنيست وزعيم حزب "يهدوت هتوراة"، بل كرئيس لجنة المالية التي تتحكم في ميزانية الدولة، ما يمنحه نفوذًا واسعًا في توجيه السياسات الاقتصادية بما يخدم مصالح المجتمع الحريدي.
ينحدر غافني من جذور دينية عميقة، إذ قاد سابقًا "كوليلاً"، مؤسسة دينية للدراسة المتقدمة في التوراة، قبل أن يدخل البرلمان عام 1988. شغل منصب نائب وزير الشؤون الدينية في حكومة إسحاق شامير بين 1990 و1992، وهو دليل على بقاء دوره السياسي ثابتًا على مدى عقود. وقد تولى قيادة "ديجيل هتوراة" في فترات انفصالها عن "أغودات يسرائيل"، مؤكدًا هيمنته داخل التشكيلة الحريدية.
يتبنى غافني مواقف محافظة صارمة تركز على تعزيز الشريعة اليهودية في الحياة العامة، حيث يدافع عن الإعفاء من التجنيد لطلاب المعاهد الدينية ويطالب بزيادة الدعم الحكومي للمؤسسات الدينية والعائلات ذات الأولاد الكثر، ما يعكس أجندة الحزب في الحفاظ على امتيازات الطائفة الحريدية على حساب المساواة في المجتمع الإسرائيلي.
وعلى صعيد السياسة الدينية، يعارض غافني التوسع في ما يُعرف بالقسم المساواتي عند حائط المبكى، ويرفض الاعتراف بالتيارات اليهودية الإصلاحية، معتبراً إياها تهديدًا للثوابت الدينية التي يحرص على حمايتها. كذلك، يتصدر معركته المستمرة ضد النشاط التبشيري المسيحي داخل إسرائيل، حيث قاد جهودًا تشريعية لمنع التبشير، استهدف من خلالها أيضًا المنظمات التي تدعم ذلك من خلال حرمانها من المزايا الضريبية.
وفي مواجهة أزمات البلاد، مثل حرب أكتوبر 2023، حرص غافني على توجيه موارد مالية إضافية للمجتمع الحريدي، ما يبرز اهتمامه بحماية مصالح طائفته حتى في ظل الظروف الطارئة. كما اقترح في الآونة الأخيرة مشروع قانون لخفض العتبة الانتخابية، ما قد يمهد الطريق لانقسام "يهدوت هتوراة" إلى أحزابه الأصلية، وبالتالي إعادة ترتيب المشهد السياسي الحريدي.
يُعرف غافني بنشاطه التشريعي المكثف، حيث قدم مئات مقترحات القوانين خلال فترات عمله، غالبًا بالتعاون مع يعقوب آشر، ما يعكس حرصه على تثبيت النفوذ الحريدي داخل مؤسسات الدولة. ورغم خبرته الطويلة، فقد أثيرت شبهات حول استغلاله منصبه لتوجيه الميزانيات بشكل يخدم قاعدة ناخبيه بشكل خاص.
مواليد عام 1952 ومقيم في بني براك، يظل غافني أحد أبرز ممثلي حركة المتناجديم، التي تشكل عمودًا فقريًا في مجتمع الحريديم الإسرائيلي، متشبثًا بتقاليدها المحافظة ومعززًا دورها داخل النظام السياسي الذي غالبًا ما يعزز الفوارق الاجتماعية والدينية.
مئير بوروش: زعيم حريدي يجمع بين السياسة والجدل
يُعد مئير بوروش من الوجوه البارزة في حزب "يهدوت هتوراة" وفصيله "أغودات يسرائيل"، حيث يشغل حاليًا منصب وزير شؤون القدس والتراث اليهودي، مما يعكس دوره المستمر في تعزيز أجندة دينية تركز على القدس كمحور مركزي في الخطاب السياسي الحريدي.
تتميز مسيرة بوروش بطولها وتعقيداتها، إذ بدأ نشاطه السياسي منذ انتخابه للكنيست عام 1996، بعد سنوات من الخدمة في مجلس بلدية القدس التي استمرت 13 عامًا، شغل خلالها مناصب قيادية بينها نائب رئيس البلدية. ورغم محاولاته المتكررة للترشح لرئاسة بلدية القدس في ثمانينيات القرن الماضي، لم ينجح في تحقيق ذلك. على المستوى الوطني، شغل بوروش عدة مناصب نائب وزير في قطاعات الإسكان والتعليم ضمن حكومات إسرائيلية مختلفة، مما يكشف عن تداخل دور الحريديم في مؤسسات الدولة.
ويثير بوروش جدلًا خاصًا بتناقض مواقفه بشأن الخدمة العسكرية للحريديم؛ ففي حين يُعتبر من الداعمين نسبيًا لزيادة مشاركة الحريديم في الجيش، أطلق خلال فترة توليه وزارة شؤون القدس والتقاليد اليهودية خطًا ساخنًا يقدم نصائح لطلاب المعاهد الدينية حول كيفية التهرب من التجنيد الإلزامي، مما يعكس ازدواجية في التعامل مع هذه القضية الحساسة، ويبرز الانقسامات داخل "يهدوت هتوراة" حول العلاقة مع الخدمة العسكرية.
ومن المعروف عن بوروش تصريحاته الصريحة والمثيرة للجدل، التي قادت إلى توبيخه رسميًا من لجنة الأخلاقيات في الكنيست عام 2016، بعد تصريحاته المسيئة لمجموعة "نساء الحائط"، في إطار الصراعات المستمرة بين التيارات الدينية المختلفة في إسرائيل. كما أثار ضجة عام 2005 عندما شبّه أرييل شارون بالديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني، مما يعكس توجهه الخطابي الاستفزازي في بعض الأحيان.
ينتمي بوروش إلى عائلة حريدية سياسية، فهو نجل الحاخام مناحيم بوروش، أحد الأعضاء البارزين سابقًا في "أغودات يسرائيل"، مما يؤكد استمرارية النفوذ العائلي داخل السياسة الحريدية. تربى بوروش على القيم الدينية في معهد ديني، وينتمي إلى مجتمع محافظ يلتزم بتقاليد الأسرة الكبيرة، حيث لديه اثنا عشر طفلاً، وهو نمط شائع في دوائر "أغودات يسرائيل".
تجسد مسيرة بوروش تعقيدات التداخل بين السياسة الحريدية والمجتمع الإسرائيلي الأوسع، حيث تتقاطع قضايا التمثيل الديني، والخدمة العسكرية، والتوترات الاجتماعية في نسيج متشابك يعكس الأبعاد المتعددة للصراع على الهوية داخل إسرائيل.
أوري مكليف: غياب الأدوار الواضحة
يُدرج أوري مكليف كعضو في حزب "يهدوت هتوراة" في الكنيست الـ25، لكن المعلومات المتاحة عنه محدودة للغاية، إذ لا تظهر سجلات واضحة عن نشاطاته البرلمانية أو مواقفه السياسية، ولا توجد بيانات كافية حول مشاركته في لجان الكنيست أو مبادراته التشريعية. هذا الغموض يطرح تساؤلات حول دوره الفعلي داخل الحزب وقدرته على التأثير في صنع القرار، خاصة في ظل الأدوار القوية التي يلعبها زملاؤه في التشكيلة السياسية نفسها.
يعقوب تيسلر: ممثل فيزنيتز وصوت للحريديم
يشغل يعقوب تيسلر موقع عضو الكنيست ضمن تحالف "يهدوت هتوراة"، ويُعتقد أنه شغل منصب نائب وزير الثقافة والرياضة، رغم أن هذه المعلومة تحتاج إلى تأكيد من مصادر إضافية. ينحدر تيسلر من خلفية دينية عميقة، إذ وُلد في القدس لأب كان حاخامًا ورئيسًا ليسيفا فيزنيتز، وهي جماعة حسيدية مؤثرة. بدأت مسيرته السياسية محليًا من خلال عضويته في مجلس مدينة أشدود منذ 2013، بالإضافة إلى دوره في المجلس الديني للمدينة، مع تجربة إعلامية كمحرر في صحيفة "هاموديا"، التي تخدم المجتمع الحريدي، وعمل كمستشار لوزير الصحة يعقوب ليتزمان.
تشير بعض مؤشرات نشاطه في الكنيست إلى انخراطه في قضايا حماية الحريديم، لا سيما من خلال ارتباطه بمشروع قانون يسعى إلى تجريم التحريض ضد هذه الجماعة، ما يعكس أولوية دفاعية تحيط بالمجتمع الحريدي في وجه ما يعتبره تيسلر تهديدات بالتصعيد العرقي أو الديني. رغم ذلك، يظل الدور التشريعي العام والفعلي لتيسلر في الكنيست غير واضح، ويغيب عنه حضور بارز مقارنة بزملائه الأكثر نشاطًا.
ولد عام 1973، ويقيم في أشدود بعد انتقاله من القدس، ويعتبر الممثل الأساسي لمجتمع فيزنيتز، ما يمنحه دعمًا خاصًا ضمن قطاع الحريديم لكن قد يقيده في توسيع قاعدة تأثيره السياسية.
يعقوب آشر: رائد الحكم المحلي والحارس الديني
يشغل يعقوب آشر منصب عضو الكنيست عن تحالف "يهدوت هتوراة" ورئيس لجنة الشؤون الداخلية والبيئة، وهي لجنة تتيح له تأثيرًا واسعًا على السياسات المتعلقة بالحكم المحلي والبيئة. تميّز آشر بخبرة طويلة في الحكم المحلي، خاصة كرئيس بلدية بني براك بين عامي 2008 وما بعد، حيث عمل على معالجة ديون المدينة وتعزيز البنية التحتية لمؤسسات الحريديم. كما شغل مناصب متعددة في بلديات بني براك وإلعاد منذ التسعينيات، مما يعكس جذوره العميقة في الإدارة المحلية ومجتمع الحريديم الليتواني.
بالإضافة إلى دوره الإداري، يتبوأ آشر موقعًا بارزًا داخل حزب ديجيل هتوراة كأمين عام سابق ونائب رئيس الكنيست منذ 2022. يبرز من بين مبادراته التشريعية مشروع القانون المقدم عام 2023 مع موشيه غافني، والذي يسعى لحظر التبشير بالمسيحية في إسرائيل، ما يعكس السعي المتواصل للحفاظ على هيمنة الطابع الديني اليهودي، وهو توجه يتلقى انتقادات من أطراف ترى في هذه الخطوة تقييدًا للحريات الدينية.
ينشط آشر أيضًا في لجان أخرى داخل الكنيست ويترأس مجموعات ضغط تهتم بشؤون اجتماعية متعددة، منها دعم مرضى الاضطرابات الهضمية وأطفال التربية الخاصة، وكذلك مبادرات إسكانية تستهدف الحريديم، ما يعكس اهتمامه بأبعاد اجتماعية وسياسية أوسع ضمن مجتمعه. وُلد عام 1965 في رمات غان ويقيم في بني براك، وله خلفية دينية وعسكرية (خدم ضمن برنامج شلاف ب.).
يسرائيل إيخلر: الإعلامي المتشدد وصاحب الرؤية الاجتماعية
يسير يسرائيل إيخلر عضو الكنيست عن "يهدوت هتوراة" مسارًا سياسيًا وإعلاميًا متميزًا، إذ يشغل حاليًا رئاسة لجنة العمل والرفاه، ما يمنحه قدرة مؤثرة على صياغة السياسات الاجتماعية والتشريعات المتعلقة بالعمل والرفاه. بدأ مسيرته في الإعلام الحريدي كمحرر لصحيفة "هامحانيه هحريدي" في ثمانينيات القرن الماضي، ثم ترأس مركز الدعاية اليهودية، قبل أن يعود للعمل السياسي داخل الكنيست منذ أوائل الألفية.
يُعرف إيخلر بمواقفه المتشددة في الدفاع عن القيم الدينية التقليدية، وهو ما ظهر جليًا في تصريحاته المثيرة للجدل، كتشبيهه لليهود غير الأرثوذكس بـ "المرضى العقليين" عام 2016، عقب حكم قضائي حول الوصول إلى الميكفاه، مما أثار موجة انتقادات واسعة ووصف بأنه يكرس الانقسام الديني داخل إسرائيل.
يشارك إيخلر في عدد من لجان الكنيست المهمة مثل الشؤون الخارجية والدفاع، التعليم والثقافة، مراقبة الدولة، الصحة، والأمن القومي، ما يعكس حضورًا برلمانيًا نشطًا يتجاوز اهتماماته الاجتماعية. ولد في القدس عام 1955، وحصل على تعليم ديني في مؤسسات "بيلز" و"يسيفا محزيكي هادات"، ويتحدث عدة لغات منها الإنجليزية والعربية واليديشية، ويُعرف بحجم عائلته الكبير المكونة من أربعة عشر طفلًا، وهو أمر شائع في مجتمع أغودات يسرائيل.
يعقوب تيسلر: ممثل مجتمع فيزنيتز وصوت الحريديم في الكنيست
يعقوب تيسلر يشغل حاليًا عضوية الكنيست عن تحالف "يهدوت هتوراة"، مع إشارات غير مؤكدة إلى شغله لمنصب نائب وزير الثقافة والرياضة، وهو ما يحتاج إلى تدقيق إضافي. ولد تيسلر عام 1973 في القدس لأب حاخام ورئيس ليسيفا فيزنيتز، ويُعد ممثلاً رئيسيًا لمجتمع فيزنيتز الحريدي، إحدى الجماعات الحسيدية الكبرى في إسرائيل.
بدأت مسيرته السياسية من خلال انتخابه في مجلس مدينة أشدود عام 2013، حيث كان عضواً في المجلس الديني المحلي، قبل أن يتوسع نشاطه السياسي على الصعيد الوطني. عمل مدير مشروع لصحيفة "هاموديا" التي تلبي احتياجات المجتمع الحريدي، وشغل منصب مستشار لوزير الصحة يعقوب ليتزمان بين 2015 و2019، ما يبرز خبرته في دمج الجوانب الدينية والسياسية.
يُرتبط تيسلر بمبادرات تشريعية، أبرزها مشروع قانون في يونيو 2023 يهدف إلى تعديل قانون العقوبات لتجريم التحريض ضد الحريديم، ما يعكس تركيزه على حماية مجتمعه من خطاب الكراهية والعداء. غير أن تفاصيل مشاركته في لجان الكنيست أو قيادته داخل المجلس غير واضحة حتى الآن.
يعقوب آشر: الحاخام ورئيس البلدية السابق ورئيس لجنة الشؤون الداخلية
يعقوب آشر، عضو الكنيست عن تحالف "يهدوت هتوراة"، يتبوأ حالياً رئاسة لجنة الشؤون الداخلية والبيئة، وهو منصب يمنحه سلطة رقابية على قضايا الحكم المحلي والسياسات البيئية. يُعرف آشر بسيرته الحافلة في الحكم المحلي، حيث تولى رئاسة بلدية بني براك في 2008، وهي بلدية محورية لمجتمع الحريديم الليتواني.
بدأ آشر نشاطه البلدي في التسعينيات، وشغل مناصب مثل مدير مكتب رئيس البلدية ورئيس قسم التعليم في بني براك، إلى جانب مناصب نائب رئيس في إلعاد وبني براك. داخل حزب ديجيل هتوراة، كان الأمين العام، وعُيّن نائبًا لرئيس الكنيست في فبراير 2022، مما يؤكد مكانته داخل الحزب.
من بين أبرز مبادراته التشريعية، مشروع قانون قدمه عام 2023 مع موشيه غافني لحظر التبشير بالمسيحية في إسرائيل، في خطوة تعكس التوجه الديني المحافظ للحزب وتثير جدلاً واسعًا حول حرية الأديان. خلال فترة رئاسته للبلدية، عمل على تحسين البنية التحتية وتقليل الديون المحلية، كما دعم توسع المؤسسات الحريدية في مناطق مثل إلعاد.
يشارك آشر في لجان أخرى مثل لجنة الترتيبات ولجنة الدستور والقانون والعدالة، ويقود مجموعات ضغط تركز على قضايا اجتماعية وصحية تخص مجتمعه، مثل مرضى الاضطرابات الهضمية وأطفال التربية الخاصة، إلى جانب تحديات السكن في القطاع الحريدي. ولد عام 1965، ونشأ في رمات غان، ويقيم في بني براك، وقد تلقى تعليمه في يسيفات متعددة، وخدم في الجيش ضمن برنامج شلاف ب.
يعتبر يسرائيل إيخلر عضوًا بارزًا في الكنيست عن تحالف "يهدوت هتوراة"، ويشغل حاليًا رئاسة لجنة العمل والرفاه، مما يمنحه نفوذًا كبيرًا في صياغة سياسات الرعاية الاجتماعية وتشريعات سوق العمل. يتمتع إيخلر بخبرة طويلة في الإعلام والسياسة، إذ عمل محررًا لصحيفة "هامحانيه هحريدي" منذ عام 1980، وترأس مركز الدعاية اليهودية منذ 1996. شغل عضوية الكنيست في فترتين متتاليتين، الأولى بين 2003 و2005، والثانية منذ 2011، كما كان رئيس المجموعة البرلمانية للحزب حتى عام 2013.
يشتهر إيخلر بمواقفه المحافظة الصارمة، خاصة معارضته التيار اليهودي غير الأرثوذكسي، حيث أثار جدلاً واسعًا في 2016 حين وصف أتباعه بـ"المرضى العقليين" بعد قرار المحكمة العليا بشأن الميكفاه. تتماشى مواقفه مع توجهات "يهدوت هتوراة" التي تركز على الحفاظ على القيم الدينية التقليدية.
بالإضافة إلى رئاسته للجنة العمل والرفاه، يشارك إيخلر في عدة لجان كنيست مهمة منها لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، لجنة التعليم والثقافة، لجنة مراقبة الدولة، لجنة الصحة، ولجنة الأمن القومي. وُلد عام 1955 في القدس، وتلقى تعليمه في مؤسسات دينية عريقة، ويتحدث عدة لغات بينها الإنجليزية والعربية واليديشية، وله عائلة كبيرة مكونة من 14 طفلًا، وهو نمط شائع في مجتمع أغودات يسرائيل.
موشيه روت: النائب القانوني ونائب رئيس الكنيست مع التركيز على الصحة العامة
انضم موشيه روت إلى الكنيست في يناير 2023 عن حزب "يهدوت هتوراة"، وسرعان ما تم تعيينه نائبًا لرئيس الكنيست ورئيسًا للجنة الأخلاقيات، مما يعكس مكانته السريعة كقائد مؤثر داخل الحزب.
يتمتع روت بخلفية قانونية مميزة، حيث تخصص في قانون العقود والعقارات. وُلد في بروكلين، نيويورك عام 1964، وهاجر إلى إسرائيل عام 1995. شغل مناصب بارزة في المجتمع، منها عضوية مجلس إدارة مستشفى لنيادو في نتانيا ورئاسة الإدارة لمؤسسات سانز الحسيدية في بني براك، كما كان مستشارًا سياسيًا لوزير الإسكان سابقًا، ما أكسبه خبرة واسعة في مجال السياسة والإدارة.
يركز روت سياسيًا على قضايا الصحة العامة، حيث يقود اللوبي البرلماني للمستشفيات العامة، ويشغل منصب رئيس لجنة الأخلاقيات. كما يشارك في لجان متعددة تشمل لجنة مراقبة الدولة، لجنة الصحة، اللجنة الخاصة لحقوق الطفل، ولجان خاصة تنشط في تعزيز التنمية في النقب والجليل وقضايا التعديلات الدستورية. هذه المشاركة الواسعة تعكس اهتمامه بالقضايا الوطنية والحوكمة على مستويات مختلفة.
يحمل روت شهادات دينية وقانونية من مؤسسات في سويسرا وإسرائيل، ويتقن العبرية والإنجليزية واليديشية، ما يمنحه رؤية متعددة الأبعاد لمهامه البرلمانية.
حزب "يهدوت هتوراة" في الكنيست الـ 25: محافظون دينيًا ونفوذ سياسي واسع يخدم مصالح الحريديم
يبرز حزب "يهدوت هتوراة" في الكنيست الـ 25 ككتلة متماسكة تركز بشكل أساسي على حماية الطابع الديني لإسرائيل، وفقًا لتفسير تقليدي صارم للشريعة اليهودية. يتفق جميع أعضائه على التمسك بالقضايا الدينية التي تكرّس وضع اليهودية الأرثوذكسية في الدولة، والتي تشمل التأكيد على مراعاة السبت، والحفاظ على الإعفاءات العسكرية الخاصة بطلاب المعاهد الدينية، ومعارضة أي اعتراف بالتيارات اليهودية غير الأرثوذكسية، بالإضافة إلى رفض التبشير ومحاولات تحويل اليهود إلى ديانات أخرى.
يمثل دعم مجتمع الحريديم المحور المركزي لعمل الحزب، حيث يطالب بتخصيص موارد مالية ضخمة للمؤسسات الدينية والحفاظ على أنماط الحياة التقليدية التي تعتمد بشكل أساسي على الدراسة الدينية. يشكل الإعفاء من الخدمة العسكرية حجر الزاوية في هذا الدعم، رغم الجدل المستمر حول هذه القضية التي يعارضها شريحة واسعة من المجتمع الإسرائيلي، لما تمثله من امتيازات غير عادلة على حساب التجنيد الوطني.
يتمسّك أعضاء "يهدوت هتوراة" بمعارضة التعددية الدينية ورفض الاعتراف بالتيارات اليهودية الليبرالية أو الإصلاحية، ما يعكس رفضًا واسعًا لأي تنويع في المشهد الديني الإسرائيلي، ويعزز سياسة الاحتكار الديني التي تحكم مؤسسات الدولة الرسمية.
يعمل الحزب بجد لضمان السيطرة على لجان رئيسية في الكنيست، حيث يرأس موشيه غافني لجنة المالية، ويقود يعقوب آشر لجنة الشؤون الداخلية والبيئة، ويشغل يسرائيل إيخلر رئاسة لجنة العمل والرفاه، بينما يرأس موشيه روت لجنة الأخلاقيات. هذا التوزيع المتعمد للنفوذ يتيح لهم توجيه سياسات وميزانيات الدولة بما يخدم أولوياتهم الحصرية، ولاسيما تلك المرتبطة بمجتمع الحريديم.
تتسم أجندة "يهدوت هتوراة" برفض التغيير الذي قد يمسّ مكانة اليهودية الأرثوذكسية داخل إسرائيل، مع مقاومة شديدة لأي محاولات لتقليص الامتيازات التي تحظى بها مؤسسات الحريديم. يطالب الحزب باستمرار بتمويل متزايد للمعاهد الدينية وبرامج الرعاية الاجتماعية الخاصة بمجتمعه، مع التركيز على مواجهة التحديات التي يصفها بالتهديدات الخارجية، مثل أنشطة التبشير ومحاولات التمدد الديني لتيارات أخرى.
ويأتي الإعفاء العسكري لطلاب المعاهد الدينية في مقدمة أولوياتهم، رغم كونه قضية مجتمعية متنازع عليها بشدة في إسرائيل، حيث يُنظر إليه على أنه أحد الأسباب الرئيسية في التفاوت بالعبء الوطني ويُثير استياء واسعًا بين مختلف قطاعات السكان.
تمكن الحزب من خلال سيطرته على لجان مثل المالية والعمل والرفاه من تحويل السياسات العامة إلى أدوات لدعم مجتمعه، مما يؤثر على التوازن في توزيع الموارد داخل المجتمع الإسرائيلي الأوسع. بالإضافة إلى ذلك، يسمح لهم نفوذهم ضمن الائتلاف الحكومي بالاحتفاظ بموقع محوري في صنع القرار، حيث يشكل دعمهم عاملًا حاسمًا في تشكيل أو إسقاط الحكومات، مما يمنحهم قدرة على فرض شروط سياسية تخدم أجندتهم الدينية الضيقة.
في النهاية، يكشف عمل "يهدوت هتوراة" في الكنيست الـ 25 عن فصيل سياسي يستغل موقعه الاستراتيجي ليحافظ على امتيازات طائفية تخالف مبادئ المساواة والدمقرطة في الدولة، مستفيدًا من النظام السياسي الإسرائيلي الذي يسمح لجماعات صغيرة متشددة بفرض أجنداتها على حساب المصلحة العامة والمساواة في الخدمة والتوزيع العادل للموارد.