بعد أزمة قناة السويس.. هل سترى بدائلها النور؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2021.04.01 - 02:46
Facebook Share
طباعة

 نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تقريرًا تحدثت فيه عن أزمة ناقلة الحاويات "إيفرغيفن" التي أعادت إلى الواجهة مشروع قناة بن غوريون الإسرائيلي ومشروع طريق بحر الشمال الروسي.


وقالت الصحيفة في تقريرها إن قناة السويس، التي تُعتَبر معبرًا بحريًا حيويًا للتجارة الدولية والتي تمر عبرها حوالي 19 ألف سفينة سنويًا تحمل ما يصل إلى 10 % من الشحنات العالمية، كلما شهدت أزمة عادت إلى الواجهة البدائل التي يمكن أن تحل محلها.


وذكرت الصحيفة أن الإسرائيليين لم يفوتوا هذه المرة أيضًا فرصة إعادة تسليط الضوء على مشروع قناة بن غوريون لتكون بديلًا محتملًا لقناة السويس، خاصة أن المسافة التي تربط بين ميناء إيلات والبحر الأبيض المتوسط ليست طويلة، ولا تبعد كثيرًا عن المسافة التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.


وتخطط تل أبيب لتحويل هذه القناة إلى مشروع متعدد الأوجه، فضلًا عن كونها مشروعًا منافسًا لقناة السويس.

ويتضمن هذا المشروع أيضًا بناء مدن صغيرة وفنادق ومطاعم ونوادٍ ليلية حول القناة الجديدة.


وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حاول تهدئة مخاوف المصريين من هذه البدائل التي قد يبحث عنها العالم بعد أزمة قناة السويس التي عطلت حركة المرور لأيام.


وقال السيسي إن "المصريين تمكنوا من وضع حد لأزمة السفينة العالقة في قناة السويس، وأن الأمور عادت إلى طبيعتها، الأمر الذي من شأنه أن يطمئن العالم كله بشأن مسار بضائعهم التي تمر بانتظام عبر هذا الشريان الملاحي المحوري".


وأوردت الصحيفة أنه يبدو أن مصر غير قلقة بشأن اعتبار مشكلة قناة السويس أزمة مصيرية تختبر قدرة النظام المصري على التعامل مع الأزمات وقناة السويس نفسها.


وفي الحقيقة، تعد قناة السويس من أبرز الممرات المائية في العالم وهي تلعب دورًا محوريًا في حركة التجارة العالمية. وبالنظر إلى هذه المكانة، لا يمكن لأي مشروع بديل أن يمثل تهديدًا عليها.


ويرى بعض المحللين أن التقليل من أهمية المشروع الإسرائيلي لا يخفي حقيقة الخطر الذي يشكله على عائدات البلاد السنوية من قناة السويس البالغة 6 مليارات دولار.

ومن الممكن أيضًا أن تحصل القناة البديلة على دعم إقليمي من دول مثل الأردن، إذ أنه يمكن لعمان أن تجد في هذا المشروع مخرجًا من أزماتها الاقتصادية في ظل غياب الدعم العربي الكافي.


وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المستبعد أن يحظى مشروع القناة الإسرائيلية بدعم دول المنطقة مثل المملكة العربية السعودية، التي تسعى من خلال مشروعها الضخم في البحر الأحمر "نيوم" إلى تحويل المنطقة إلى نقطة جذب سياحي. ويقع المشروع السعودي على مسافة قصيرة من الميناء الإسرائيلي الجنوبي المقترح لقناة بن غوريون في مدينة إيلات.


ولا تعد فكرة إنشاء قناة إسرائيلية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر حديثة العهد، فقد كشف موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي مؤخرًا عن مذكرة سريّة تشير إلى أن الولايات المتحدة درست مقترح بناء ممر مائي إسرائيلي ينافس قناة السويس باستخدام قنابل نووية في صحراء النقب قبل عقود لحفر القناة.


ووفقًا إلى مذكرة الولايات المتحدة التي تعود لسنة 1963، والتي رُفعت عنها السرية في سنة 1996، كانت الخطة تفترض استخدام 520 قنبلة نووية لحفر قناة في البحر الميت عبر صحراء النقب.


وذكرت الصحيفة أن موسكو بدورها اقترحت مرة أخرى مشروع قناة بديلة لقناة السويس في بحر الشمال، التي كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يروج لها منذ مدة، وهي عبارة عن طريق ملاحي على طول الساحل القطبي الروسي.


وقد استغلت روسيا الفرصة للترويج لهذا المشروع مجددًا على خلفية الأزمة الأخيرة التي شهدتها قناة السويس.


في هذا الإطار، أشارت شركة "روس آتوم" الروسية إلى أهمية طريق بحر الشمال مُعتبرة أنه سيكون "حلًا سحريًا" للسفن العالقة عند مدخل قناة السويس بعد الأزمة، خاصة أن المسافة على طول خط البحر الشمالي من الصين إلى الموانئ الأوروبية أقصر بحوالي 40 %.


وأشارت الصحيفة إلى أن السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي دعا من جانبه إلى تفعيل الممر الروسي، مؤكدًا في تغريدة له يوم السبت أن "الإسراع في استكمال البنية التحتية وتفعيل الممر الشمالي-الجنوبي باتا يكتسيان أهمية أكثر من أي وقت مضى، وهو يعد البديل الأفضل لقناة السويس في منطقة العبور".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8