العلاقات الأردنية "الإسرائيلية".. هل تتجه لمسار جديد؟

إعداد - رؤى خضور

2021.03.15 - 03:24
Facebook Share
طباعة

 بعد أن ألغى ولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبد الله رحلة للصلاة في المسجد الأقصى احتفالاً بالإسراء والمعراج بسبب التدابير الأمنية المقررة من جانب الإسرائيليين، وفقاً لمسؤولين أردنيين، ازدادت العلاقة تعقيداً بين الأردن و"إسرائيل"، والتي اتسمت بالفتور خلال الأعوام الأخيرة.


فمنذ التوقيع على معاهدة وادي عربة في العام 1994 كان الطرفان في سلام، وعاشا عقوداً من التعاون والمنافع المتبادلة بما فيها العلاقات التجارية عبر الحدود التي توظف الآلاف من الأردنيين، ومبيعات الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى الأردن، فضلاً عن التعاون الوثيق في الموارد المائية، والعلاقات الاستراتيجية العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لكن في الأعوام الأخيرة، تدهورت العلاقة "الطيبة" بين الحكومتين بشكل كبير، لأسباب عديدة كان أولها مقتل قاضٍ أردني عام 2014 عند نقطة حدودية إسرائيلية، ثم تفاقم الوضع بعدها في العام 2017 عندما قتل حارس أمن إسرائيلي أردنيين اثنين أثناء الرد على هجوم على السفارة الإسرائيلية في عمّان، لتسري موجة غضب عارمة لدى الأردنيين من تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع تداعيات الحادث بعد الترحيب بالحارس القاتل كبطل في منزل رئيس الوزراء، فردّت عمّان بالإفصاح عن اسم الحارس والمعلومات الشخصية، وهو انتهاك كبير للبروتوكول الدبلوماسي.


إلى جانب هذه التفاقمات، التي خفّت جزئياً في كانون الثاني/يناير 2018 عندما وافقت إسرائيل على دفع 5 ملايين دولار كتعويض وإعادة فتح السفارة، ما زال الأردن منزعجاً لأن الصهاينة تراجعوا عن التزامهم عام 2013 بالمشاركة في مشروع النقل بين البحر الأحمر والبحر الميت، الذي كان من المفترض أن يوفر مياه الشرب المحلاة لكل من الضفة الغربية ومنطقة العقبة في الأردن، والذي تراجعت "إسرائيل" عنه معتبرة الخطة "غير اقتصادية"، ما أضعف حماس عمّان للمشاريع الأخرى المربحة مع الكيان.


علاوة على ذلك، أثار بناء الصهاينة لمطار رامون، الذي يبعد أقل من ستة أميال عن مطار الملك حسين الدولي، جدلاً ثنائياً بعد تقديم عمان شكوى إلى منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة تدعي أن هذا القرب يمكن أن يقطع الممرات الجوية، أما نقطة الصدام الكبرى برزت العام الماضي عند طرح "إسرائيل" خططاً لضم أراضي الضفة الغربية.


لكن جرت مؤخراً لقاءات معلنة وأخرى غير معلنة بين مسؤولين أردنيين وإسرائيليين، منها لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني مع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في العاصمة الأردنية، وهو لقاء لم تؤكده أو تنفيه الجهات الرسمية في المملكة، تلاها بعدة أيام لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وقد تزامنت اللقاءات الأخيرة مع مقال كتبه ولي العهد الأردني السابق الأمير الحسن بن طلال في صحيفة يديعوت أحرنوت، دعا فيه إلى التقارب بين الطرفين، وكسر الجمود للوصول إلى سلام شامل في الشرق الأوسط.


لا شك أن كسر الجليد بشرى طيبة لواشنطن، فالأردن بمثابة العمق الاستراتيجي لإسرائيل في الشرق، وتعاونه مع الصهاينة عاملٌ رئيسٌ في أي استراتيجية دفاعية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولضمان أن تكون هذه العلاقة الهامة قوية بما فيه الكفاية قد تلجأ واشنطن إلى حث كلا الطرفين على إعادة إنشاء قنوات فعالة لإحياء العلاقة من جديد، والتوسط لحل أي نزاعات بهدوء، ويبدو أن عمّان مهتمة مؤخراً بعودة التواصل مع تل أبيب، خاصة في ظل متغيرات جديدة منها قدوم بايدن وواقع التطبيع العربي الاسرائيلي، وقد يكون أكثر ما شجع عمّان على السعي لإذابة الجليد في علاقتها مع تل أبيب هو نية إدارة بايدن إعادة إحياء المباحثات بين الفلسطينيين والصهاينة، إضافة إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول التزام واشنطن بحل الدولتين، وليست الاتصالات الأردنية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة سوى جزء من تكتيك دبلوماسي يخدم الأطراف الثلاثة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2