العلاقات الأمريكية مع الكيان الصهيوني: هل تشهد أزمة مقبلة؟

إعداد - رؤى خضور

2021.02.25 - 07:29
Facebook Share
طباعة

 شهدت الأعوام الأربعة لرئاسة دونالد ترامب علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني على خلاف سلفه باراك أوباما، الذي وضع العلاقات الثنائية في توتر كبير رغم الحفاظ على التعاون الأمني والمخابراتي بين البلدين، إلا أن المشكلة الرئيسة كانت غياب الثقة وحسن النية على المستويين الشخصي والسياسي بين صناع القرار في البلدين، وتبدو الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد الرئيس جو بايدن على استعداد للعودة إلى سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بما يشبه إلى حد كبير سياسة أوباما، وقد يكون المسرح مهيأ لتتمة العلاقة المتوترة بين الصهاينة وواشنطن خصوصاً بعد تجاهل بايدن المتعمد لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.

لا شك أن الحفاظ على التحالف الأمريكي الصهيوني يصب في مصالح الطرفين، فالولايات المتحدة هي أهم حليف للصهاينة، والكيان الصهيوني هو الشريك الأمني الأساسي لأمريكا في الشرق الأوسط، وبناء على ذلك، يمكن لإدارة بايدن إجراء تعديلات في السياسة لمراعاة مصالح حليفها الرئيس في الشرق الأوسط، وعلى حكومة نتنياهو، في المقابل، تقديم بدائل في إدارة الخلافات المحتملة حول كيفية التعامل مع الأنشطة النووية الإيرانية، والعلاقات الصهيونية الفلسطينية، فضلاً عن استثمارات الصين في الكيان، والتي ستكون بمثابة اختبار كبير للدبلوماسية الأمريكية والصهيونية.

ترامب وبايدن والكيان الصهيوني

دعم ترامب الكيان الصهيوني دون قيد أو شرط، تجلى في نقله السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة الصهاينة على الجولان السوري المحتل، وكان هذا الدعم بمثابة إيماءات لدول أخرى عديدة حول العالم لتبني نهج ملائم للصهاينة، من بينها اتفاقيات أبراهام 2020 التي أضفت الطابع الرسمي على تطبيع العلاقات بين الكيان والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.

وبايدن أيضاً مؤيد للصهاينة بلا شك، عبّر طوال حياته المهنية خلال أربعة عقود في الحكومة عن الدعم القوي للصهاينة، وعلى المستوى الشخصي، يعرف بايدن ونتنياهو بعضهما منذ عقود، لكن بالنظر إلى التوترات بين حكومتي أوباما ونتنياهو عندما كان بايدن نائباً لأوباما، لن يعمل ذلك بالضرورة لصالح العلاقة.

ونقاط الخلاف المتوقعة على مدى الأعوام الأربعة المقبلة في العلاقات الأمريكية الصهيونية هي القضية النووية الإيرانية، والصراع الصهيوني الفلسطيني، والمنافسة التكنولوجية مع الصين، فهناك فجوة كبيرة بين نظرة الصهاينة وأعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي للاتفاق النووي الإيراني، فبعد إعلان بايدن نيته في العودة للاتفاق إذا أعلنت إيران ذلك، بدأت خشية الصهاينة في أن تكون هذه العودة بداية لاتفاقيات لاحقة، في مثل هذا السيناريو، سيُترك الكيان الصهيوني وحده لمواجهة التحدي الإيراني.

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية الصهيونية، أوضح بلينكين أنه لا نية لتحقيق حل (الدولتين) على المدى القريب، كما أعلنت ليندا جرينفيلد خلال جلسة الاستماع لتعيينها لدور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عن دعمها القوي للكيان الصهيوني لكنها لم تذكر حل (الدولتين)، ما يشير إلى أنه لا يوجد اتفاقية قريبة بهذا الخصوص.

وفيما يتعلق بالصين، هناك فجوة واضحة في تصورات التهديد بين الصهاينة وواشنطن، وهي كافية لخلق توترات كبيرة في العلاقات الأمريكية الصهيونية، فالولايات المتحدة تنظر إلى الصين في الوقت الراهن باعتبارها التحدي المركزي لأمنها القومي، في حين يرى الصهاينة الصين مجرد مصدر إزعاج قاصر بسبب تقديمها الدعم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لأعدائهم بما في ذلك إيران و سورية، لكنه ليس تهديداً عسكرياً مباشراً لهم، علاوة على ذلك، فإنهم ينظرون إلى الصين بعينٍ اقتصادية بسبب سوق بكين الهائل واستثمارات الصين الكبيرة داخل الكيان، ومع ذلك، فإن نقطة الخلاف الأساسية ستكون حول أساليب التعامل مع التهديدات لكل منهما ضشوليس الهدف المنشود. 

يبدو أن إدارة بايدن سيكون لها نهج مختلف تجاه المنطقة عن سابقاتها، ومن المرجح أن تستكمل الانسحاب العسكري الأمريكي من المنطقة، والذي بدأ في عهد أوباما واستمر في عهد ترامب.

بالتالي قد يكون نهج الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الكيان الصهيوني مخيباً لآمال الصهاينة خصوصاً بعد حصولهم على مدى الأعوام الأربعة الماضية على وفرة من التنازلات من إدارة ترامب دون مقابل، وعلى الأرجح كانت تلك الحقبة انحرافاً وليس بداية اتجاه جديد في العلاقات الثنائية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 1