لماذا تعاند إدارة ترامب مغادرة "دبلوماسييها" من السعودية رغم الخطر؟

إعداد- ربيع الويس

2020.07.04 - 06:53
Facebook Share
طباعة

 قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين غادروا مع أسرهم المملكة العربية السعودية نهاية هذا الأسبوع.

وأوضحت الصحيفة أن مغادرة الدبلوماسيين جاءت بعد ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا في المملكة.

وأفاد مسؤولون مطلعون للصحيفة، بأنه من المخطط أن يسافر الدبلوماسيون برحلة عودة إلى الولايات المتحدة، اليوم السبت 4 تموز بعد أن وافقت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي على المغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين في السفارة، ومن المتوقع أن يغادر مزيد من الدبلوماسيين السعودية في الأسابيع المقبلة.

ووفقا للمسؤولين فإن ما لا يقل عن 30 موظفا في السفارة الأمريكية في الرياض، معظمهم من غير الأمريكيين، مصابون بالعدوى، على الرغم من أنهم عملوا في الغالب من المنزل منذ مارس/آذار.

وفي يونيو توفي سائق للسفارة بسبب الفيروس، وفي وقت لاحق حرم أحد أفراد عائلة دبلوماسي أمريكي من الرعاية الطبية الطارئة في أحد المستشفيات، مما استدعى تدخل السفارة، حسب الصحيفة.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت قبل أيام تقريرا تحدثت فيه عن مخاوف بشأن سلامة الدبلوماسيين الأمريكيين في السعودية، مشيرة إلى تفشي فيروس كورونا داخل مجمع السفارة الأمريكية مترامي الأطراف في الرياض.

وأضافت أن العشرات من موظفي السفارة أصيبوا بـ"كوفيد-19" الشهر الماضي، وتم عزل أكثر من 20 آخرين، بعد أن أصبح شواء عيد الميلاد ناقلا محتملا لانتشار الفيروس، مشيرة إلى وفاة سائق سوداني لكبار الدبلوماسيين.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأن تقييما من داخل السفارة الأمريكية تم تداوله في قنوات مغلقة في الرياض وواشنطن أواخر الشهر الماضي، شبّه حالة الفيروس التاجي في المملكة العربية السعودية بحالة مدينة نيويورك في مارس آذار، كما أشار التقييم إلى أن استجابة الحكومة السعودية لم تكن كافية.

وتابعت الصحيفة قائلة "إن البعض في السفارة اتخذوا خطوة غير عادية عن طريق نقل معلومات إلى الكونغرس خارج القنوات الرسمية مفيدين بأنهم لا يعتقدون أن قيادة وزارة الخارجية أو السفير الأمريكي في المملكة جون بي أبي زيد، يأخذون الموقف على محمل الجد بما فيه الكفاية، وأنه يجب إجلاء معظم موظفي السفارة الأمريكية وعائلاتهم"، مبينة أن وزارة الخارجية الأمريكية اتخذت تلك الخطوات قبل شهور في بعثات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وآسيا وروسيا.

وأوضحت أن الرواية التي استندت إلى 9 مسؤولين حاليين ومسؤول سابق، سلطت الضوء على المخاطر التي تواجه الدبلوماسية الأمريكية مع تفشي وباء عالمي، فيما تزال الاحتكاكات بين دبلوماسيي الخطوط الأمامية وضباط المخابرات ومسؤولي الدفاع من جهة، وكبار مسؤولي إدارة ترامب من جهة أخرى والتي يتوق إلى الحفاظ على العلاقات مع دول مثل السعودية والتي لها علاقات خاصة مع البيت الأبيض.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأنه يبدو أن وزارة الخارجية ردت يوم السبت بعد ضغوط هادئة في الكونغرس من الحزبين، معلنة عن "المغادرة الطوعية لموظفي الولايات المتحدة وأفراد أسرهم من البعثة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية"، لكن بعض كبار المسؤولين في السفارة يرون ذلك على أنه نصف إجراء.

وقال أشخاص مطلعون على الوضع إنهم دفعوا لإجلاء معظم الموظفين الأمريكيين البالغ عددهم 400 إلى 500 في سفارة الرياض وقنصليتين.
وردا على الأسئلة، شددت وزارة الخارجية في بيان يوم الأربعاء، على أنه لا توجد لديها أولوية أعلى من ضمان سلامة موظفي الحكومة الأمريكية والمواطنين الأمريكيين.

وبينت أن المغادرة الطوعية مناسبة بالنظر إلى الظروف الحالية المرتبطة بالوباء، مشيرة إلى أنه أثر على موظفي البعثة والمواطنين الأمريكيين في المملكة.

وفي السياق نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عضو سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وضابط سري خدم في العديد من دول الشرق الأوسط يدعى دوغلاس لندن، أن العائلة المالكة السعودية لن ترحب بأي تحرك من جانب الحكومة الأمريكية لخفض عدد الدبلوماسيين وضباط المخابرات في المملكة وسط الوباء.
وتابعت الصحيفة بالقول إنه وفي الوقت الذي تدرس فيه وزارة الخارجية سلامة الموظفين الأمريكيين في خضم تفشي المرض في المملكة، ما زال وزير الخارجية مايك بومبيو والبيت الأبيض أكثر تركيزا على عواقب علاقتهم مع الحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا على المخاطر التي قد يتعرض لها الأميركيون، سواء كانوا من القطاع الخاص أو المسؤولين على حد سواء.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السفارة في الرياض، تعد واحدة من أهم المواقع الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط وموطن واحدة من أكبر محطات الـ CIA في المنطقة، مشيرة إلى أن المئات من الدبلوماسيين الأمريكيين وضباط المخابرات وعائلاتهم يعيش في مجمع السفارة والمجمعات السكنية المجاورة.

وافادت بأن القلق المتزايد في السفارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة جاء في الوقت الذي تكافح فيه السعودية وجيرانها زيادة حالات الإصابة بالفيروس التاجي، حيث يثير مسؤولو السفارة شكوكا جدية بشأن استعداد المملكة للتعامل مع الوباء.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن التحليل الذي تم تداوله في واشنطن وكتبه موظفو السفارة وراجعته "نيويورك تايمز"، أشار إلى احتمال ارتفاع حالات الإصابة بـكوفيد-19" خلال شهر يوليو تموز الجاري، وأنه من المحتمل أن يكون هناك نقص في أسرة المستشفيات، موضحة أن الوحدة الطبية الخاصة بالسفارة اكتظت بالفعل بارتفاع حالات الإصابة بالفيروس التاجي بين موظفي البعثة وعائلاتهم.

وجاء في الرسالة أنه في منتصف يونيو حزيران تقريبا، وافقت لجنة إجراءات الطوارئ في السفارة المؤلفة من كبار المسؤولين على مغادرة "الأفراد المعرضين لخطورة عالية"، لكن وزارة الخارجية رفضت الطلب ونصحت السفارة "ببذل كل ما في وسعها حتى يتم حل مشكلة كوفيد".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1