سجون قسد.. تفاصيل ترويها مصادر كردية لـ وكالة أنباء آسيا

سفيان درويش

2024.04.21 - 11:13
Facebook Share
طباعة

 اتهمت منظمة العفو الدولية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، باحتجاز الآلاف في معسكرات ضمن مناطق شمال شرق سورية، كما أشارت المنظمة لوجود انتهاكات من قبل "قوات سورية الديمقراطية"، لحقوق الإنسان وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضمن السجون التي تسيطر عليها في المحافظات الشرقية، الأمر الذي تؤكده مصادر "وكالة أنباء آسيا"، من خلال المعلومات التي توردها شرط عدم الكشف عن هويتها خشية من ملاحقة "قسد"، لها.
المصادر تقول أن السجون في المنطقة الشرقية تقسم من حيث التبعية المباشرة لقسمين، الأول تسيطر عليه القوات الأمريكية، والحديث هنا عن سجون "الكتيبة"، في منطقة الشدادي، بريف الحسكة الجنوبي والذي شبته تقارير إعلامية بـ "غونتاموا سورية"، والثاني في القاعدة الأمريكية جنوب مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي، أما القسم الثاني فتسيطر عليه "قسد"، بإشراف مباشر من قبل القوات الأمريكية على السجون التي تحتوي على عناصر من تنظيم داعش.
تشير المصادر إلى أن أخطر السجون التي تسيطر عليها "قسد"، هي "الثانوية الصناعية – الحسكة المركزي"، في مدينة الحسكة، وكل من "كامب البلغار – الكامب الصيني"، شرق مدينة الشدادي، و "سجن علايا"، في مدينة القامشلي، و "المركزي – الأحداث"، في الرقة وسجن "عايد"، في مدينة الطبقة، ويمكن اعتبار أن سجني الثانوية الصناعية وسجن الحسكة المركزي، هما الأكثر خطورة لاحتواءهما على تعداد كبير من السجناء المرتبطين بـ "تنظيم داعش"، خاصة من الذين استسلموا إثر تطبيق اتفاق "باغوز فوقاني"، في آذار من العام 2019، والذي أفضى لنهاية الوجود الجغرافي لتنظيم "داعش"، وهذه السجون تشهد إهمالات من الناحية الصحية للمعتقلين على الرغم من تقديم مجموعة من المنظمات والجهات المانحة لـ قسد الدعم المالي لضمان إبقاء المرتبطين بـ داعش لأطول فترة ممكنة بعيداً عن الدول التي ينتمون إليها، وتقول المصادر أن سجني الثانوية الصناعية والحسكة المركزي يشهدان لتفشي مرض السل، والأمراض الجلدية، مع وجود 31 حالة في سجن الثانوية الصناعية لمصابين بـ "الفشل الكلوي"، و22 شخص مصابين بأمراض قلبية وصدرية، إضافة لتوقع وجود حالات إصابة بـ السرطان بين السجناء، إلا أن الأمر يقابل بإهمال طبي من قبل قسد، وعدم السماح للفرق الطبية التخصصية بالدخول إلى السجن إلا في حالات نادرة جداً.
تقول المصادر أن عدداً من الوفيات سجل في سجني الثانوية الصناعية والحسكة بين السجناء لأسباب صحية، وغالبا ما تقوم "قسد"، بنقل جثث الأجانب إلى جهة مجهولة، فيما يتم تسليم جثث السجناء السوريين إلى ذويهم، كما سجل 12 حالة وفاة تحت التعذيب من قبل "قسد"، خلال الأشهر الست الماضية في سجن الثانوية الصناعية لوحده، وغالبية من فقدوا حياتهم هم من الجنسيات الأجنبية، ونقلت جثثهم أيضأ إلى جهة مجهولة، وتمنع "قسد"، السوريين من معرفة مصير أبنائهم المحتمل أعتقالهم من قبل "قسد"، في السجون التي تعرف باسم "سجون الدواعش"، في إشارة إلى "الحسكة – الثانوية الصناعية – علايا – الأحداث في الرقة – المركزي في الرقة – عايد في الطبقة"، إلا في حالات نادرة يكون ذوي السجين قد دفعوا مبالغ كبيرة مقابل الحصول على معلومات عن أبنائهم.
تعتقل قسد في سجونها أشخاص تنسب لهم تهمة موالاة أو الانتماء لتنظيم داعش، وهؤلاء يتم اعتقالهم على أساس "التقارير الأمنية"، أو خلال حمالات المداهمة التي تنفذها "قسد"، ويتم التحقيق معهم باستخدام وسائل التعذيب الشديد من قبل "قسد"، لتحصيل اعترافات قسرية منهم، وغالبا ما يتم احتجازهم لفترات طويلة دون ثبوت التهم عليهم، وقد يتم تسليم جثامينهم لوذيهم بعد فترة.
في السجون التي أنشأتها قسد لاعتقال الأشخاص الذين توجه إليهم تهم جنائية مثل "السرقة – القتل"، لا تبدو الحال أفضل، وأخطر هذه السجون وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "وكالة أنباء آسيا"، هو "سجن الكسرة"، بريف دير الزور الشرقي، وتقول المصادر أن من بين السجناء شخصيات تنسب لهم تهماً غير صحيحة مثلا الاشتباه بموالاة جهة خارجية (الجيش الحر – تركيا – الدولة السورية)، ومثل هذه التهم تكون بهدف الابتزاز المالي من قبل قيادات قسد لذوي السجناء، إذ ينتهي الاعتقال بمجرد دفع "فدية مالية"، تصل أحيانا إلى 20 ألف دولار أمريكي عن الشخص الواحد، وينطبق الحال على "سجن الإنشاء والتعمير"، الذي كان قد شهد قبل حوالي شهر من الآن عملية استعصاء ومحاولة فرار من قبل المحتجزين فيه واجهتها "قسد"، بإطلاق النار بشكل مباشر ما أدى لسقوط 16 قتيل وإصابة عدد كبير من المحتجزين.
تمتلك قسد نوعاً ثالثاً من السجون، يكون في مقار "الأمن العام (الآسايش)، أو في مقار "الاستخبارات العسكرية"، وخاصة الكائن في مبنى المؤسسة العامة للحبوب في حي غويران بمدينة الحسكة، وهذه السجون تحتوي على شخصيات من بينها مواطنين كرد، توجه لهم تهم سياسية من قبيل موالاة النظام التركي، أو إيران أو الحكومة السورية، إضافة لتهمة الفرار من خدمة "واجب الدفاع الذاتي"، وهي "التجنيد القسري"، في صفوف قسد للشبان في المحافظات الشرقية من سورية، ويتم التحقيق معهم بشتى أنواع التعذيب، ويسلم المعترفين منهم بموالاة إيران أو حزب الله، إلى القوات الأمريكية غالبا، وتستند كامل عمليات الاعتقال المنفذة من قبل هذه الجهات على التقارير الأمنية.
يبلغ إجمالي المعتقلين بتهم ترتبط بتنظيم داعش لدى قسد ما يقارب 16 ألف شخص، منهم حوالي 9000 من الجنسيات الأجنبية والعربية والبقية من السورييين، بينما تعتقل قسد تعدادا مجهولاً من الأشخاص بتهم "جنائية – سياسية"، في السجون التي أعدتها لذلك، ولا تقبل "قسد"، بدخول المنظمات إلى داخل السجون إلا للفرق الطبية حين الحاجة وتحت رقابة مشددة، ولا تسمح "قسد"، بنقل الحالات المرضية الحرجى إلى المشافي بحجة "المخاوف الأمنية"، كما إنها ترفض تحديد مدة الاعتقال لأي شخص تزعم إنه مرتبط بتنظيم داعش، على الرغم من مطالبتها أكثر من مرة بتشكيل محكمة دولية لمحاسبتهم، كما إنها تزعم بين الحين والآخر أن هذه السجون معرضة لـ هجمات خارجية من قبل تنظيم داعش في خطوة تتحصل من خلالها على دعم مالي وسياسي من الدول الغربية.
تختم المصادر حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا"، بأن كل عمليات الاستعصاء التي شهدتها السجون التي تسيطر عليها "قسد"، تنتج عن الإهمال الأمني من قبلها بكونها "سلطة الأمر الواقع"، إذ أشارت التحقيقات التي أجرتها "قسد"، نفسها إلى وجود عناصر من الحراس متورطين في تسهيل عمليات الاستعصاء من خلال فتح أبواب الأجنحة والإسهام في سيطرة العناصر المنفذة لعمليات الاستعصاء على الأسلحة النارية في نقاط الحراسة، مقابل الحصول على مبالغ مالية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6