بريطانيا تستنفر الغرب بسبب توسع الصين
قال قائد القوات المسلحة البريطانية، الأدميرال السير توني راداكين، إن الصين "ستُهدد قريباً أمن الغرب في المحيط الأطلسي"، مشيراً إلى أن بريطانيا قد يتعين عليها إرسال حاملة طائرات إلى شرق آسيا بانتظام "لمراقبة الأمور"، وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية، الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول 2022.
ولفت الأدميرال البريطاني إلى أن الاحتباس الحراري قد يساعد بكين على توسيع حضورها العسكري، "فذوبان القمم الجليدية القطبية يمكن أن يهيئ للصين طريقاً للشحن إلى أوروبا".
فيما أشار إلى أن ذلك "يعني بالتأكيد أن القوات العسكرية الصينية ستسعى للوصول إلى المحيط الأطلسي"، وقال إن بكين قد تستغل هذا الطريق للتباهي بقدراتها العسكرية على القوى الغربية.
أسلحة نووية
جاءت تلك التصريحات في المحاضرة السنوية لراداكين بـ"معهد رويال يونايتد للخدمات المتحدة"، وقد كرر فيها تحذيرات صدرت خلال المدة الماضية من رؤساء أجهزة الاستخبارات البريطانية المختلفة بشأن التهديد الذي تمثله بكين لكونها "مؤيداً صامتاً" لحرب روسيا في أوكرانيا.
في سياق متصل، أشار راداكين إلى أن البحرية الملكية البريطانية يمكنها زيادة أسطولها من الغواصات الحاملة لصواريخ "ترايدنت" Trident النووية، محذراً من أن بكين "تُزيد من ترسانتها النووية بدرجة كبيرة".
وقال راداكين إن القوات البريطانية قد تدفع بإحدى حاملتي الطائرات لديها للتمركز دائماً في شرق آسيا، أما "البديل عن التفكير برؤية أوسع والتفكير على نطاق عالمي، فهو أن نصبح أمة يغلب عليها الخشية والانطواء على نفسها، وأن نغض الطرف عما يجري".
أضاف: "لكننا رأينا ما يحدث حين تنصرف الدول عن الاهتمام بما يجري لغيرها. المستبدون يتجرأون، وتُكسر القواعد، ويتبع ذلك الاضطراب الاقتصادي واختلال الأمن العالمي".
من الجدير بالذكر أن البحرية البريطانية لديها 4 غواصات من طراز فانغارد تحمل صواريخ ترايدنت النووية. ومن المقرر أن يحل مكانها 4 غواصات من طراز "دريدنوت" Dreadnought في مطلع العقد المقبل.
دعوة إلى التسلّح
وقال راداكين إن بريطانيا يجب أن تتجاوز "الحرج" بشأن امتلاك أسلحة نووية؛ لأن الحرب في أوكرانيا أثبتت ضرورة الحفاظ على صواريخ ترايدنت النووية للردع، بحسب تعبيره.
وأضاف: "وفر [ذلك الردع] الحماية لنا ولحلفائنا، وأتاح لنا التصدي لمساعي الإكراه على أمور معينة، والاستمرار في فعل الصواب"، مشيراً إلى أن صفقة "أوكوس" الموقعة مع الولايات المتحدة وأستراليا يمكن أن تتيح لبريطانيا زيادة أسطولها و"زيادة عدد الغواصات لدينا".
وفي معرض الحديث عن الحرب الروسية في أوكرانيا، قال راداكين إن روسيا تخسر الحرب هناك، على الرغم من أنها أطلقت "ملايين" قذائف المدفعية على "قوة عسكرية متوسطة الحال".
بينما أشار إلى أن روسيا "تواجه نقصاً حاداً في ذخائر المدفعية؛ ما يعني أن قدرتهم على شن عمليات برية هجومية ناجحة تتناقص بوتيرة سريعة. فقد خطط بوتين لحرب تستغرق 30 يوماً، لكن المدافع الروسية تطلق النيران منذ ما يقرب من 300 يوم".
وزعم راداكين أن الحرب الأوكرانية جعلت روسيا "أقل قوة لكنها زادتها رغبة في الانتقام"، محذراً من اعتماد أوروبا المفرط على الإنفاق العسكري الأمريكي.
وأردف: "إذا أرادت الولايات المتحدة إنشاء تحالف أكثر قوة في المحيطين الهندي والهادئ، فإن ذلك سيكلف دول الناتو الأوروبية أكثر من 300 مليار دولار على مدى 10 سنوات لمواكبة الاستثمار الأمريكي الحالي في أمننا [الدول الغربية]".
