جهود إسرائيلية لتوثيق العلاقات مع دول آسيا الوسطى وتركيا شريكتها

2022.02.17 - 04:58
Facebook Share
طباعة

 أصبح الكيان الصهيوني يولي اهتماما كبير بدول آسيا الوسطى، هذا ما اتضح في الاجتماع الذي عقد خلال الأسابيع القليلة الماضية بين سفير الكيان الصهيوني وسفراء 4 دول في واشنطن.

حيث كشفت تقارير عبرية" أن سفير كيان الاحتلال في واشنطن ميخائيل هرتسوغ اجتمع مع السفير التركي في واشنطن حسن مراد ماركن الذي يُعدّ من المُقرّبين من الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، و3 سفراء من دول آسيا الوسطى، وهم أذربيجان وأوزباكستان وكازخستان.

ويبدو أن تنامي قوة روسيا وإيران، والذي ينظر إليه كإضعاف للولايات المتحدة هو أحد دوافع هذا التقارب. وهدف الاجتماع إلى البحث عن آليات للتعاون بينها، وإنشاء إطار مشترك للتنسيق ثنائيًا أو دوليًا.

وذكرت تلك التقارير أن المبادر إلى الاجتماع والذي شارك به هو مالكولم هونلاين، والذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة. هونلاين الذي يمتلك شبكة علاقات واسعة في العاصمة الأمريكية، أجرى اجتماعًا مسبقًا قبل أسابيع مع عدد من السفراء وعرض عليهم فكرة تنسيق العمل مع "إسرائيل".

وناقش الاجتماع تقوية مجالات عدّة مثل العلاقات الثقافية بين الدول. كما ناقش السفراء تعزيز الجاليات اليهودية في بلادهم ومضاعفة الوعي للتاريخ اليهودي في كافة الدول الإسلامية الأربعة، وفق للتقارير العبرية.

ولاحقًا ينوي الأطراف دفع مصالح أكثر أهمية في مجال التجارة، والطاقة، وحتى الأمن، وكذلك خلق نموذج يشبه كتلة دول شرقي البحر المتوسط والتي تنشط منذ عشر سنوات وتجمع "إسرائيل" واليونان وقبرص وأحيانًا مصر.

منذ استقلال هذه الدول  إثر انهيار الاتحاد السوفييتي سارعت إسرائيل لمحاولة نشر نفوذها في منطقة آسيا الوسطى والتغلغل فيها، وكانت لديها استراتيجية متكاملة، حيث سخرت كافة الوسائل الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاستخباراتية وأيضاً الثقافية من أجل النفاذ إلى دول المنطقة لإقامة شراكة استراتيجية معها.

وتمثل منطقة آسيا الوسطى ساحة للتنافس الاستراتيجي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وذلك نظراً لأهميتها الجيوسياسية الكبيرة، فضلاً عن كونها تطل على بحر قزوين الغني بالنفط والغاز.

إن الهدف الأساسي من علاقة إسرائيل بدول آسيا الوسطى يعود إلى  رغبة قديمة للكيان الصهيوني، وهي توثيق العلاقات الإسرائيلية بالدول المحيطة بالعالم العربي، للقفز على ما تعتبره إسرائيل حصاراً عربياً، وذلك بطبيعة الحال قبل أن تتهافت الدول العربية مؤخراً على التطبيع مع إسرائيل.

وتقدم اسرائيل العديد من الفرص لتلك الدول النامية سواء في مجالات الزراعة خاصة في مناطق تعاني من قلة المياه مثل دول آسيا الوسطى. كما تقدم تل أبيب فرصاً في المجال الأمني والاستخباراتي.

واعتمدت الاستراتيجية الإسرائيلية لاختراق دول آسيا الوسطى على التركيز في المرحلة الأولى على التغلغل الاقتصادي، من خلال إقامة المشروعات العملاقة وتقديم المساعدات الاقتصادية وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية معبدة الطريق أمام الشركات الإسرائيلية ورجال الأعمال الإسرائيليين لدخول تلك الجمهوريات، هذا بالإضافة إلى تقديم إسرائيل نفسها كوسيط نشيط لجذب رؤوس الأموال الغربية والأمريكية إلى تلك البلدان، وفتح أبواب واشنطن وغيرها من العواصم الغربية أمامها.

والتغلغل الاسرائيلي لم يقف عند البعدين الاقتصادي والسياسي فحسب، بل ارتكزت الاستراتيجية الإسرائيلية أيضاً في تحقيق أهدافها على البُعد العسكري الذي يصاحبه بُعد استخباراتي، لاسيما أن المنطقة قريبة من إيران الذي تعتبره إسرائيل عدو لدود لما يمثل خطرا كبيرا على هذا الكيان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8