بعد توقف دام أكثر من 40 عاماً... بيروت تطلق معرض الصناعة الوطنية 2025
عودة "معرض الصناعة الوطنية 2025" إلى بيروت بعد أكثر من أربعة عقود من التوقف محاولة واعية لإعادة القطاع الصناعي اللبناني إلى قلب الاقتصاد الوطني، في وقت يعاني فيه البلد من أزمات اقتصادية عميقة تراكمت على مدار سنوات من السياسات الريعية والاعتماد على الواردات الخارجية يمتد المعرض على مساحة 10 آلاف متر مربع ويضم نحو 170 عارضًا يمثلون قطاعات صناعية متنوعة، من الصناعات الغذائية إلى التكنولوجيا الحديثة والصناعات الخفيفة والثقيلة، ما يظهر قدرة الصناعة اللبنانية على التكيّف وتقديم منتجات تلبي المعايير الإقليمية والدولية رغم القيود الاقتصادية.
الحدث، برعاية رئيس الجمهورية وإشراف وزير الصناعة ورئيس جمعية الصناعيين، يوضح رغبة الحكومة والقطاع الخاص في خلق منصة للتفاعل بين المستثمرين المحليين والدوليين، وبحث سبل تمويل المشاريع الصناعية الجديدة، وتسهيل تصدير المنتجات اللبنانية إلى أسواق جديدة. رغم أزمة طاقة وارتفاع كلفة الإنتاج، يمثل المعرض رسالة قوية عن إرادة صمود الصناعيين اللبنانيين وإمكانية تحويل التحديات إلى فرص.
الوزير جو عيسى الخوري اعتبر المعرض "منصة حوار واستثمار وإعادة الثقة بالصناعة اللبنانية"، مؤكداً أن الصناعة ليست مجرد قطاع إنتاجي، بل أداة استراتيجية لبناء اقتصاد مستقل ومستدام، يخفف الاعتماد على الاقتصاد الريعي ويعزز الوظائف المحلية.
في الوقت ذاته، رئيس جمعية الصناعيين شدد على أن المعرض يعكس جهود القطاع الخاص في صمود الاقتصاد المنتج، ويتيح الفرصة للتعرف على الابتكارات اللبنانية وتكنولوجيا الإنتاج الحديثة، ما يعزز تنافسية لبنان في الأسواق الإقليمية والدولية.
خلفيات المعرض تبرز أزمة حقيقية: لبنان يعاني منذ سنوات من تدهور القدرة الشرائية، نقص الاستثمار، وعجز في إدارة الصناعات الأساسية، ما أدى إلى تراجع الإنتاج المحلي مقابل الاعتماد على الاستيراد.
في هذا السياق، المعرض يمثل رسالة سياسية واقتصادية مفادها أن لبنان قادر على إعادة بناء قطاع صناعي مستدام يدعم النمو الاقتصادي ويحد من البطالة ويعيد الثقة في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
ختاماً، "معرض الصناعة الوطنية 2025" مؤشر على مرحلة جديدة، تضع الإنتاج اللبناني في صدارة الأولويات الوطنية، وتؤكد أن الإرادة الاقتصادية والابتكار اللبناني قادران على تجاوز التحديات المركبة، وتحويل الأزمات إلى فرص ملموسة للنهوض الوطني.
