حرب روسيا في أوكرانيا تفرض نفسها على الانتخابات الفرنسية
اقتربت الانتخابات الرئاسية الفرنسية من محطتها الأخيرة، لتشهد تنافسا حادا بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وزعيمة جبهة التجمع الوطني اليميني الفرنسي، مارين لوبان، بينما تفرض الحرب الروسية في أوكرانيا نفسها على مشهد الانتخابات.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يخوض معركة سياسية شرسة من أجل ولاية ثانية، تعرض لانتقادات لعدم قدرته على الضغط على نظيره الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا.
ماكرون حاول منع الحرب
وتحدث ماكرون 16 مرة على الأقل مع بوتين، بدءا من ديسمبر الماضي في محاولة للحيلولة دون وقوع الحرب وفيما بعد لمحاولة التوصل لوقف إطلاق النار.
وقبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية بنحو أسبوعين زار الرئيس الفرنسي موسكو والتقى نظيره الروسي؛ حيث ناقشا سبل المضي قدما في تطبيق اتفاقات مينسك، لإحلال السلام في شرقي أوكرانيا وكذلك متطلبات الأمن والاستقرار في أوروبا.
وعقب هذه الزيارة أجرى الطرفان اتصالات هاتفية كثيرة لكنها في النهاية لم تصل إلى خطوة حاسمة.
أما زعيمة حزب جبهة التجمع الوطني اليميني الفرنسي مارين لوبان فتواجه انتقادات مماثلة لحصولها على قرض من بنك روسي في 2014.
لكنها وبعد زيارة لموسكو في عام 2017، التقت خلالها بالرئيس فلاديمير بوتين إنها لم تتلقَّ أي دعم مادي من روسيا ولا أي مؤسسة مالية روسية لكنها تحاول الحصول على قرض من بنك أجنبي.
وفيما تدور تخوفات من تدخل روسي في الانتخابات الفرنسية، اتضح أن حزب الجبهة الوطنية تلقى قرضا من مصرف روسي قيمته تسعة ملايين يورو، وفقا لرويترز.
والإثنين الماضي، انطلقت الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 10 أبريل، في سباق يشهد منافسة بين 12 مرشحا، في مقدمتهم ماكرون، ولوبان، إضافة إلى كل من مرشحة اليمين الجمهوري فاليري بيكريس، ومرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو، ومرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشون.
ويرى مراقبون أن حرب أوكرانيا رفعت أسهم ماكرون باستطلاعات الرأي، ورأبت صدعا قاتلا لحق بشعبيته بسبب العديد من الملفات الداخلية، وهذا ما يجعله المرشح الأوفر حظا بتصدره استطلاعات الرأي لنوايا التصويت.
ورغم ذلك تقلص تفوق ماكرون على منافسته لوبان، في أحدث استطلاع للرأي لنوايا التصويت، ونشرته شركة إيلاب الفرنسية للأبحاث والاستشارات أمس الجمعة قبل توجه الناخبين لصناديق الاقتراع الأحد.
وأكدت وكالة بلومبرج للأنباء، أنه وفقا لاستطلاع رأي أجرى مؤخرا سيفوز ماكرون بالجولة الأولى من التصويت بنسبة 26% منخفضا بنقطتين وستحل لوبن في المركز الثاني بنسبة 25%، مرتفعة بواقع نقطتين.
