ميادة بسيليس.. لمسات خالدة في الفن السوري

إعداد - سامر الخطيب

2021.03.19 - 06:37
Facebook Share
طباعة

 رحلت الفنانة السورية ميادة بسيليس يوم الأربعاء، عن عمر 54 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان، ونعاها جمهور واسع بكثير من الحزن، فهي خسارة للفن السوري، وقامة فنية امتلكت صوتاً مميزاً بقي حياً في ذاكرة متابعيها، رغم ابتعادها عن الأضواء منذ سنوات.


الفنانة الراحلة بدأت رحلتها في عالم الفن خلال طفولتها. فلم تكن قد تجاوزت التاسعة من العمر عندما بدأت مشوارها الفني عام 1976، لتثبت جدارتها بتقديم أوبريت غنائي حمل عنوان "ملكة القطن والشمس" عام 1978. ولم تتوقف مسيرتها على هذا الإنجاز فقط، إذْ شاركت في برنامج يُقدَّم على "إذاعة حلب"، لتدخل عالم الفن بصوت مميز، ولتشارك في مهرجانات سورية وعربية ودولية.


وكانت لها لمستها في مسلسلات "أبناء القهر" و"حارس القدس" و"أيام الغضب" و"أخوة التراب" التي غنت شاراتها.


بسيليس التي ولدت في مدينة حلب، عام 1967، قدمت عدداً من الأغاني. ومن ألبوماتها: "عادي" الذي صدر عام 2003، و"أمسية ميلادية" الذي صدر عام 1993، و"خلقت جميلة" و"أبانا" عام 1990، و"يا قاتلي الهجر" الذي صدر عام 1986. ومن أغانيها التي لاقت صدى وترحيبًا لدى الجمهور: "يا غالي" و"كذبك حلو" و"خليني على قدي" و"ما بدي يا ماما" و"تلجك دفاني" و"أحسنلك تروح" و"طيب خليك" و"بيلبقلك يا شام" و"على موج البحر" و"الله عليك".


وشكلت مع زوجها الموسيقار السوري سمير كويفاتي ثنائياً متميزاً، بسبب التناغم الكبير بينهما. فقد تولى تدريب بسيليس عندما كانت صغيرة، واستمر إلى جانبها في طريق الفن حتى تزوّجا، ولحّن لها أغاني "لحظة" و"حنين" و"كذبك حلو" و"عادي" و"لو مرة حبينا" و"تلجك دفاني"، وغيرها.بسيليس نالت عدداً من الجوائز، منها الجائزة الذهبية لأفضل أغنية في مهرجان البحرين عام 2001 عن أغنية "هوى تاني". ونالت أيضاً جائزة "الأورنينا" في مهرجان الأغنية السورية السادس، إضافة لجائزة "أورنينا لأفضل أداء وحضور مسرحي" في مهرجان الأغنية السورية الرابع عام 1998، وحققت في الأردن جائزة "الدرع التذكارية" خلال مهرجان عيد الأم، والجائزة الذهبية في "مهرجان القاهرة" عن أغنية "كذبك حلو".


بسيليس توفيت في سورية، لتترك لمسات خالدة في الفن السوري بصوتها المميز. وممن نعوها، الممثلة السورية يارا صبري التي كتبت على "تويتر": "وتتوالى الخسارات… ميادة بسيليس الرقيقة في ذمة الله. عزائي لكل السوريين والأهل والمحبين والأصدقاء".


أما ماهر شرف الدين، فقد غرد أيضًا: "ماتت ميادة بسيليس التي شكّلت أغنياتها جزءاً حميماً من ذاكرة جيلي. عندما قرأتُ خبر رحيلها، خشيت أن أسأل زوجتي عن موقف بسيليس مما جرى في سورية. خشيت أن تكون الإجابة بأنها كانت مع الدكتاتور. خشيت أن أُحرم من قول كلمة جميلة في رثائها. كيف نحمي ذكرياتنا من هذا الحاضر الرهيب؟ لا أعرف!".


وكتب الكاتب والشاعر السوري إيلي عبدو: "صوت ميادة بسيليس ومستوى أغانيها يمكن أن يقال فيهما الكثير وتختلف الآراء حولهما، لكن مسارها في الوفاء للأغنية السورية سواء الفلكلورية أو المعاصرة يستحق التوقف عنده، بحيث يجعلها ظاهرة سورية خالصة، و هذا نادر جداً في سورية. صحيح أن هناك فنانين سوريين صرف مثل صباح فخري لكن هؤلاء، بقي ما قدموه ضمن نمط محلي ضيق وذوق محدد، ما يميز ميادة عنهم أنها فتحت الأغنية السورية على اليومي والمعاصر مثل أغنية (عادي). ميادة شذت عن مسارها قليلاً حين غنت قصائد للشاعر معدوم الموهبة يوسف الخطيب، حول القضايا الكبرى، من دون أن يؤثر ذلك على سوريتها".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10