من أجل الأكل والشرب.. سوريات يبعن شعرهن

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2021.03.17 - 07:01
Facebook Share
طباعة

 قررت سلمى طالبة في جامعة دمشق، زيارة صالون الشعر لا لتصفف شعرها كما هو المعتاد، بل لتبيعه وتكمل بثمنه دراستها الجامعية بعد أن عجز أهلها عن تأمين مال كاف لذلك ضمن الظروف الاقتصادية السيئة.


 تقول العشرينية لـ"وكالة أنباء آسيا" إن الشعر الطويل والكثيف يباع اليوم ما بين 100 - 300 ألف ليرة سورية، وينخفض هذا السعر كلما قصر الشعر وخفت كثافته ليصل إلى 50 ألف ليرة سورية . 


لا للتباهي بل للعيش 

يعتبر شعر المرأة موطن جمالها وجاذبيتها، توليه اهتمامًا خاصًا لتتباهى به أمام الأخريات وسعيدة الحظ هي من تملك شعرًا طويلًا وغزيرًا، هذا ما تعتقده السوريات اليوم، لا للتباهي والتفاخر ولا لكيد الغير، ولكن لتأمين لقمة العيش، إذ دفعت قساوة الظروف ببعضهن لبيع شعرهن، ليؤمنّ بثمنه قوتًا لأنفسهن ولأطفالهن.


انتاب خلود معلمة مدرسة حزن شديد حين وقفت أمام المرآة بعد أن باعت شعرها الذي كانت تتباهى به، وآلمها أن امرأة أخرى ستضعه وتستمتع بجماله، ولكن لم يكن أمامها خيار آخر. 

السيدة الأربعينية أم لأربعة أطفال، ليس لها من مورد يعينها على سد رمقهم سوى راتبها الذي لا يتجاوز 60 ألف وراتب زوجها الذي لا يكفي ثمن طعام وجبة الإفطار اليومية لأطفالها، فتخلت عن شعرها الذي طالما تميزت بجماله وكثافته، وتوجهت إلى أحد صالونات الشعر، وباعته مقابل 250ألف ليرة سورية، تقول لـ"وكالة أنباء آسيا" إن بإمكانها تدبر أمورها وأطفالها أشهر بهذا المبلغ، ولكنها لا تعرف ماذا تفعل بعد ذلك ريثما يعود شعرها طويلًا مرة أخرى لتبيعه.

أسعار مغرية ...

في الوقت الذي تعاني فيه السوريات الأمرّين، تسعد لمصائبهن سيدات «راقيات» في دول أخرى، فإعلانات وصلات الشعر والباروكات من سوريا، الشعر المفضل لدى هؤلاء السيدات، تملأ صفحات الإنترنت شعر طبيعي من سوريا بأسعار مغرية، يمكن صبغه باللون الذي يناسب ذوقك. 

حيث أكد جورج الأشقر صاحب مركز تجميل في تصريح لـ"وكالة أنباء آسيا" ازدياد حالات بيع الشعر الطبيعي مؤخراً، مبيناً أن أسعار الشراء من المانحين تكون زهيدة غالباً، مشيراً إلى أن الشعر المرغوب يحتاج لسنوات من العناية ليصل إلى طول معين ونوعية جيدة.

وأوضح الأشقر السعر يعتمد على طول الشعر ولونه، وإن كان نخب أول وثاني، وذلك حسب قدرته على تحمل درجات تفتيح اللون مبيناً إن سعر غرام وصلة الشعر بعد معالجته وحبكه وإزالة الهدر وإدخال شعر مانح آخر لتكون الوصلة كثيفة، تصل تكلفة الغرام 4000 ليرة سورية، وهذا ما يجعل أسعار وصلات الشعر كاملة مرتفعة عند المبيع حسب وزنها وطولها.

الظروف الصعبة السبب ... 

في سياق متصل أكد رئيس “الجمعية الحرفية للحلاقين” سعيد السعدي، أن ارتفاع أسعار الخدمات في صالونات التجميل ليس من مسؤولية الجمعية، وإنما هي مسؤولة فقط عن تسعير القص والسيشوار وتسريحة “الشنيون”، وما تبقى فهو مسؤولية “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”.

وأضاف السعدي، دفعت الظروف المعيشية القاسية التي تعيشها معظم العائلات السورية بعشرات النساء في دمشق وريفها إلى القبول بفكرة التخلي عن شعرهن بعد تطويله والعناية به، مقابل الحصول على بعض المال في ظل استمرار الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، وباتت هذه الحالات كواحدة من الوسائل المبتكرة لكسب المال وسد حاجات الأسرة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب سوريا ومواجهة الفقر.

بيع خصلات الشعر وغيرها من أجزاء الجسم هو نتيجة طبيعية لتردي الأوضاع الاقتصادية وصعوبة المعيشة في سوريا، حيث يحتاج معدل عائلة مكونة من 5 أشخاص إلى ما يقارب 800 ألف ليرة سورية للأكل والشرب فقط وهو رقم ليس من السهل الحصول عليه في سوريا خاصة في هذه الظروف.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6