سورية تفتح باب تصدير الكمامات.. والسوق المحلي يتأهب !

وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة

2021.02.22 - 07:45
Facebook Share
طباعة

 في شهر حزيران من العام الفائت، أقرت الحكومة السورية، السماح بتصدير الكمامات والمعقمات لمدة شهر، بعدما زادت الكميات المصنعة منها محلياً، حسب التصريحات الرسمية.

وشهدت البلاد وقتها ارتفاع أسعار الكمامات التي كانت بحدود 30 ليرة، إلى نحو ألفي ليرة، عند فرض إجراءات الحظر، وما قابلها من زيادة الطلب، قبل أن تعود الأسعار إلى ما بين 100 إلى 200 ليرة.

واليوم، عادت الحكومة السورية، إلى قرار السماح بتصدير مادتي الكمامات والمعقمات التي زاد الطلب عليهماً عالمياً نتيجة جائحة كورونا، وذلك ينذر بارتفاع أسعارهما محلياً، كما حصل مع عدد من السلع التي سمحت الحكومة بتصديرها. 

وجاء في صفحة الحكومة على فيسبوك، أن رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس وافق على توصية اللجنة الاقتصادية بتصدير الكمامات والمعقمات، كون الإنتاج المحلي يغطي حاجة السوق المحلية ويلبي متطلبات أسواق التصدير الخارجية، بحسب بيان الحكومة.

الإنتاج اليومي 7000 كمامة!

في السياق، قال مدير الإنتاج في وزارة الصناعة، حسام الشيخة في تصريح خاص لـ"وكالة أنباء آسيا" " إن القطاع العام لديه ثلاث شركات (وسيم. الدبس. زنوبيا) تقوم بإنتاج الكمامات بمعدل يومي يفوق ال 2000 كمامة لكل معمل". 

وأوضح الشيخة، أن وزارة الصناعة ليس لديها معرفة بنسبة "الفائض"، وأن من يحدده الحكومة، مضيفاً أن موضوع تصدير الكمامات والمعقمات موضوع اقتصادي. 

أما مدير الإنتاج في شركة وسيم للألبسة، بيّن أن انتاج الشركة من الكمامات يكون حسب الطلب، وقال في تصريح خاص لوكالة "آسيا" "إنّ الشركة تنتج يومياً بحدود ال 2000 كمامة قطنية، و5000 كمامة طبية".  

وأضاف، أن الشركة لديها ثمانية مشاغل (ورشات عمل) تصل قدرتها الإنتاجية اليومية لحدود 50 ألف قطعة لكنها لا تنتج، إلا حسب الطلب. 

التصدير.. هل يرفع الأسعار؟

مع بدء انتشار فيروس كورونا في سوريا العام الماضي، ارتفعت أسعار الكمامات بشكل جنوني في الأسواق، إذ كان سعر العلبة (50 كمامة) 700 ليرة، ثم ارتفع إلى 1500 ليرة، ووصل إلى ما بين 8 إلى 9 آلاف ليرة كما بدأ تهريب كميات كبيرة إلى لبنان والعراق، بحسب عدد من العاملين في مجال بيع وتصنيع الكمامات التقتهم وكالة "آسيا".

وحيال تأثير قرار التصدير على ارتفاع أسعار الكمامات، قال مدير الإنتاج (شركة وسيم) "إنّ هذا القرار سيؤدي لارتفاع الأسعار في السوق المحلية، خصوصاً مع ربط خطوط الإنتاج والكميات المنتجة لصالح التصدير". 

وأضاف أنّ قرار فتح باب التصدير للكمامات، والذي جاء بناء على طلب غرف الصناعة والتجارة، سيسهم بارتفاع أسعارها، رغم محاولات الحفاظ على أن يبقى السعر دون 400 ليرة.

وفي جولة لوكالة "آسيا" على عدد من نقاط بيع الكمامات والمعقمات في دمشق، رصد معد التقرير بأن سعر الكمامة يتراوح بين ال 600 و800 ليرة، في أغلب نقاط البيع، وسعر الكحول الطبي سعة ا ليتر ب 6000 ليرة، وبيّن أحد أصحاب نقاط البيع بأن سعر علبة الكمامات (50قطعة) اليوم، يبلغ 9500 ليرة بسعر الجملة. 

وأشار عدد من الناس التقتهم وكالة "آسيا" إلى تخوفهم من ارتفاع أسعار الكمامات بعد قرار التصدير، خصوصاً في ظل توقف بعض معامل الألبسة الخاصة عن انتاج الكمامات. حيث أكد مصدر في شركة "فاميلي" الخاصة بتوقف خطوط انتاجها عن انتاج الكمامات واقتصارها على انتاج الألبسة فقط. 

يشار إلى أنّ القطاع الخاص شهد نشاطًا في إنتاج الكمامات ومواد التعقيم، وتراوح ذلك بين الأعمال التطوعية للجمعيات والمؤسسات الخيرية والمدارس المهنية، إضافة إلى زيادة إنتاج معامل الألبسة في وقت سابق. 

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، في وقت سابق، إن أسعار مواد التعقيم والوقاية من فيروس كورونا في سوريا ارتفعت أكثر من 300 في المئة.

المشافي تشكو من النقص.. والصحة تنفي!

تعاني أغلب المناطق السورية من نقص في توفر الكمامات وارتفاع أسعارها، حتى أن المستشفيات العامة لا توزع ما يكفي من الكمامات على الكادر الصحي، ويضطر عاملون في منشآت صحية تابعة للحكومة، إلى شراء كمامات على حسابهم الشخصي، بحسب مصادر لوكالة "آسيا". 

وقال الدكتور محمد. ح (مشفى المواساة) لوكالة "آسيا" "إن هناك نقصاً في مواد التعقيم والكمامات التي توزع على الكادر الطبي، وما يوزع للشخص الواحد لا يكفي ليوم واحد، حيث يضطر الطبيب أو الممرض أحياناً لتبديل أكثر من كمامة في المناوبة الواحدة". ما يضطرهم للشراء على حسابهم الشخصي. 

في حين أشارت الممرضة هديل من مشفى الأسد الجامعي، بأن مواد التعقيم والكمامات لا توزع إلا فيما ندر وتقول " هناك كمامات ومعقمات، لكنها توزع لناس وناس". 

وفي بحثها عن أسباب نقص الكمامات في أغلب المشافي، تواصلت "آسيا"  مع وزارة الصحة التي نفت عبر مكتبها الصحفي وجود نقص في المشافي. 

بالمقابل أكد مدير الإنتاج في شركة (وسيم) بأن مشكلة نقص الكمامات ومواد التعقيم في المشافي ترتبط بوزارتي الصحة والتعليم وليس بالنقص في الإنتاج. وقال لوكالة "آسيا" "نسمع بهذا النقص الذي يعاني منه الأطباء والممرضون، ما يعني أن هناك حلقة ضائعة بين من ينتج ومن يشتري سواء من مستشفيات حكومية أو خاصة". 

ورغم توفر الكمامات والمعقمات في السوق المحلي، وتوقع ارتفاع سعرها بعد قرار التصدير، يرى خبراء بأن الارتفاع المستمر في سعر صرف الليرة السورية، سيزيد من تكاليف صناعتها وبالتالي ازدياد الارتفاع في أسعارها كما غيرها من السلع الأخرى.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1