"لقاح كورونا".. هل يصل سورية قبل دخولها الموجة الثالثة من الفايروس؟
وكالة أنباء آسيا – حبيب شحادة
تقول "مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19" المُشار إليها اختصارا بـ "كوفاكس" التابعة لمنظمة الصحة العالمية إنها تتوقع البدء في طرح اللقاحات المضادة لوباء كوفيد ـ 19 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في الربع الأول من عام 2021.
ومع بدء توزيع اللقاح في العديد من بلدان العالم، يقترب دور سوريا بالحصول على التطعيم كونها إحدى الدول الـ 92 التي حُددت بأنها ستتلقى اللقاح بمعونة اقتصادية من التحالف العالمي "كوفاكس".
وفي السياق، ذكرت مسؤولة اللقاحات في منظمة الصحة العالمية كيت أوبراين إن برنامج “كوفاكس" أبرم اتفاقات لشراء ملياري لقاح، على أن تبدأ أولى الجرعات في الوصول خلال الأسابيع المقبلة.
تخزين اللقاح!
انتشرت عدة آراء حول عدم قدرة سورية على تخزين اللقاح بدرجات حرارة معينة، جراء ما واجه القطاع الصحي من تحديات كبيرة نتيجة جائحة "كورونا" وسنوات الحرب العشرة.
ويعتقد أخصائيون أن المشكلة الكبرى التي قد تواجه اللقاح تكمن في آلية حفظه، من حيث تأمين التيار الكهربائي، "فاللقاحات بحاجة إلى تأمين ظروف تخزين قياسية بحسب كل نوع، وإلا فقدت فعاليتها".
أما عضو الفريق الاستشاري لمواجهة وباء كورونا الدكتور نبوع العوا، يرى أن تخزين اللقاح في سورية ممكن جداً، وقال في تصريح خاص لـ"وكالة أنباء آسيا" "إنّ وزارة الصحة لديها خبرة في حفظ اللقاحات، وهي قادرة على ذلك والدليل حفظ وتأمين اللقاحات الأخرى الموجودة فيها"، مشيراً إلى أنّ الكلام عن عدم القدرة على تخزين اللقاح غير دقيق.
وبيّن العوا أنه حتى اليوم، لم توقع سورية أية اتفاقات ثنائية سواء مع الصين أو روسيا للحصول على اللقاح بل تم الاتفاق فقط مع "كوفاكس" عبر رئاسة الحكومة.
"كوفاكس" ستغطي 20% من السوريين
وافقت الحكومة السورية على الانضمام لمبادرة أطلقتها منظمة الصحة العالمية لتأمين اللقاح الآمن ضد فيروس كورونا "بالسرعة الممكنة".
وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 26كانون الثاني، أن المجلس وافق على انضمام سوريا لمبادرة "كوفاكس" عبر منظمة الصحة العالمية، وذلك "بعد حل بعض النقاط العالقة" لتأمين اللقاح الآمن ضد فيروس كورونا بالسرعة الممكنة، عند رفض وزير الصحة، حسن غباش في 24 من كانون الثاني توقيع اتفاقيات لاستقطاب اللقاح على حساب السيادة الوطنية، وفق تعبير الوزير.
و"كوفاكس" هو برنامج أطلقته منظمة الصحة العالمية بدعم من التحالف من أجل اللقاحات، ويهدف إلى المساعدة في ضمان الوصول العادل للقاحات كورونا إلى جميع دول العالم.
التطعيم مجاني
بيّن مدير الجاهزية والطوارئ في وزارة الصحة توفيق حسابا في تصريح خاص لـ"آسيا" أنه "لن نأخذ اللقاح بالمجان، بل سندفع ثمنه لمنظمة الصحة العالمية" مشيراً إلى أن الحكومة ستقوم بتطعيم السوريين بشكل مجاني واختياري.
من جهته، قال سامر الفاتح مدير المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، في تصريح لـ"آسيا" "إنه حتى اليوم لا تاريخ محدد لوصول اللقاح إلى سوريا"، مضيفاً أن الوزارة تسعى بكافة السبل لتأمين اللقاح للسورين.
اللقاح بحلول نيسان!
توقعت منظمة الصحة العالمية، في الأول من الشهر الجاري، أنه ربما بحلول نيسان، ستنشر فرقاً في أنحاء سوريا لتنفيذ برنامج تطعيم بلقاح كورونا.
وقالت الدكتورة أكجمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية في دمشق، إن برنامج كوفاكس التابع للمنظمة يعتزم تطعيم 5 ملايين سوري.
وتابعت "نعد خطتنا بشأن توزيع اللقاح مع وزارة الصحة لضمان أن يسير البرنامج وفقا لما هو مقرر له"، مضيفة أن الأولوية ستكون لتطعيم الطواقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الاجتماعية والفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
واعتبرت أن نجاح طرح لقاحات "كورونا" في سوريا يعتمد على توفرها وتوزيعها، وقد يغطي في البداية 3% فقط من السكان، مشيرة إلى أن طلب الحكومة السورية بموجب برنامج "كوفاكس" سيغطي 20% من السكان، لكن قد لا يأتي هذا الإمداد بجرعات اللقاح على الفور.
وسجلت سورية حتى اليوم، 14551 إصابة بفيروس كورونا، منها 8213 حالة شفاء، و958 حالة وفاة. وحيال ذلك، يرى العوا أن منحنى الإصابات على حاله، بين إصابات شديدة تستدعي دخول المشفى، وبين إصابات متوسطة الشدة تُعالج بالمنزل.
وختم حديثه مع وكالة "آسيا" " بأن الموجة الثالثة من كورونا لم تصل لسورية بعد، رغم وصولها لبعض دول الجوار، مشيراً إلى كونها موجة سريعة الانتشار.
ويبقى السؤال، مع قيام الدول الغنية بعقد صفقات ثنائية واستمرار السباق المحموم فيما بينها للحصول على الإمدادات من اللقاحات، هل ستكون مبادرة "كوفاكس" قادرة حقًا على ضمان التوزيع "العادل والمنصف" على جميع البلدان؟
