مع تصاعد الخلافات في لبنان، وتكاثر المشاكل الاقتصادية والسياسية والمعيشية، وتكدس الملفات الصعبة، باتت تصدر بعض الأصوات المنادية بالفيدرالية في لبنان، ليسأل متابعون: هل هذا الحل صائب؟ وهل يعيش اللبنانيون حالياً فيدراليات مع وقف التنفيذ؟.
كما أن هناك تناقضاً بين المادة التي تقول بأن "لبنان بلد موحد لجميع اللبنانيين"، وبين الفيدرالية التي تقوم على الحكم الذاتي لا المركزي للطوائف والأحزاب في مناطقها، ليبقى اسم لبنان الدولة المركزية مجرد نشيد وطني وعلم وعملة فقط، وهناك مشكلة أخرى وهي التلاصق الديمغرافي الديني والاجتماعي والعرقي، إذ سيتوجب الفصل بين كل ذلك عند إقرار الفيدرالية، والأهم كيف سيتم توزيع المناطق فيدرالياً؟ هل هو بحسب الروايات التاريخية؟ أم بحسب العدد السكاني لكل طائفة؟ هذا سيؤدي إلى اقتتال وخلاف وسجال من نوع آخر سيطول لوحده لسنوات وفق رأي بعض المهتمين بهذا الملف.
ويسأل البعض: هل لبنان الصغير بمساحته يستطيع تحمل فكرة الفيدرالية؟ ليصبح أصغر مما هو عليه جغرافياً؟ ألن تنمي الفيدرالية العصبيات السياسية والطائفية والمناطقية بين اللبنانيين الذين لم يعرفوا شيئاً يجمعهم بسبب زعمائهم وخلافاتهم؟.
في المقابل، يرى مؤيدون لفكرة الفيدرالية بأنها وسيلة ناجعة لحل المشاكل الاقتصادية، كما أنها ستخفف من تحميل كل حزب المسؤولية للآخر في الفشل الاقتصادي والسياسي، وبالتالي سيكون على كل حزب أن يتحمل مسؤولية مواقفه وأفعاله أمام بيئته الحاضنة، فضلاً عن أن الفيدرالية ستحيي شعور التنافس بين الزعماء، بحيث سيعمد كل زعيم إلى تحويل منطقته إلى جنة بالمعنى العمراني والخدمي والمعيشي والاستثماري، وهو ما سيعود على الشعب بالخير، وطبعاً ستعمد كل فيدرالية لدفع مبالغ سنوية معينة للخزينة المركزية، إذ أن الفيدرالية لا يعني بأن تلك الفيدراليات لن تمتلك عاصمةً موحدة لها، وفق قولهم.