معركة كسر العظام بين كبار المسؤولين بحكومة الوفاق

فادي الصايغ - موسكو وكالة أنباء آسيا

2020.12.02 - 04:21
Facebook Share
طباعة

أظهرت حرب الخلافات والتراشق بالاتهامات القائمة بين الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي ومصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، كمية الفسادة الموجودة في ليبيا بين كبار المسؤولين بـ"الوفاق".
من فصول المعركة بين الكبير وصنع الله توجيه هذا الأخير اتهاما إلى الصديق الكبير بإهدار مئات المليارات المتأتية من إيرادات النفط لصالحه الخاص ولصالح حلفائه من تنظيم الإخوان المسلمين، وجاء رد المركزي أن مؤسسة النفط لم تورد نحو 3.2 مليار دولار من الإيرادات إلى الخزينة العامة كما أشار إلى وجود تلاعب ببيانات المؤسسة الوطنية للنفط التي وردت عليه خلال السنوات الماضية .
وفي خضم حرب السيطرة على إدارة أموال النفط وقيادة المؤسسات المالية والاقتصادية الكبرى في ليبيا ومعركة كسر العظام لكشف حقيقة الفساد التي أصبحت علنية، قام رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج بعقد إجتماع مع مسؤولين سياسيين وقضائيين واقتصاديين، وضم الاجتماع رؤساء نواب طرابلس ومجلس الدولة الاستشاري والمؤسسة الوطنية للنفط والمجلس الأعلى للقضاء وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، ووزيري التخطيط والمالية ومحافظ المصرف المركزي، بالإضافة للقائم بأعمال النائب العام للوصول إلى حل الأزمة والبحث في تداعيات تجميد إيرادات النفط من طرف المؤسسة الوطنية.
ويؤكد السياسيون المتابعون للقضية الليبية أن فايز السراج، يسعى للتخلص من الكبير الذي ساءت علاقته به خلال الفترة الماضية عن طريق الاستعانة بوزير داخليته فتحي باشاغا الذي يسيطر على الجماعات المسلحة بطرابلس التي تنفذ كل أوامره من عمليات اعتقالات واختطافات شخصيات ليبية وأجنبية واحتجازهم في سجن معيتيقة التي تسيطر عليه جماعة الردع بقيادة الإرهابي عبدالرؤوف كارة الذراع الأيمن لباشاغا في تنفيذ مخططاته الإجرامية مقابل المزيد من النفوذ والسلطة في طرابلس.
وأعربت شركات أميركية عن «رغبتها القوية» للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية والاقتصادية في ليبيا بإعتبارهم "شريكا قويا وموثوقا"، كما أن السفير الأمريكي طالب السراج بالوصول إلى حل لقرار تجميد أموال النفط وحجبها عن المصرف المركزي في أقرب وقت ممكن، ويقوم السراج بتنفيد رغبات أمريكا للحفاظ على منصبه دون النظر إلى تحقيق المصالح العليا للبلاد.

يُذكر أن هذه التطورات حصلت بالتوازي مع الاجتماع الأخير بين أطراف الصراع الليبي الذي حصل في مدينة طنجة، والذي اتفق فيه المجتمعون الى تأجيل الحوار وإقامته في مدينة غدامس الليبية. وإجتماع غدامس القادم محكوم عليه بالفشل في ظل هذه التطورات الحاصلة، ولأن الليبييون متأكدون بأن محاولة عقده ستتم للضغط على المندوبين لتمرير مخططات الفساد التي تكشّف جزء منها في المرحلة الراهنة

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8