الكهرباء والنفط.. اتهامات متبادلة فجرت حنق السوريين وضاعفت مرارتهم

إعداد - رانيا مسوتي

2020.11.21 - 03:09
Facebook Share
طباعة

 
لم يسعف الواقع الحالي لسورية أبناء شعبها على إضاءة حياتهم المليئة بسواد المعيشة ومفرزات الحرب، ثلاثية الكهرباء والخبز والمازوت باتت أشبه بثقب أسود يبتلع الابتسامة والأمل من وجوه المواطنين.
لا شك بأن أسباباً قهرية أثرت بشكل كبير على الواقع الخدمي في البلاد، كما يؤكد ويعرف الجميع، فالحرب ونتائجها التدميرية للبنى التحتية، سرقة المعامل والمحاصيل والثروات الباطنية، العقوبات الأمريكية والقطيعة الغربية والعربية، ارتفاع صرف الدولار الذي أدى لفورة أسعار جنونية لم يعد بإمكان الجهات المسؤولة كبح جماحها، كلها أسباب صحيحة.
لكن الواقع الذي نراه من ردود فعل السوريين يؤكد أيضاً على الدور الكبير للفساد والإهمال وغياب التنظيم عن العمل، الذي وصل إلى حد تضارب في التصريحات اللامسؤولة من بعض المسؤولين، وفق تعبير البعض.
وتصدر التضارب في التصريحات بين وزارتي النفط والكهرباء حديث السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، لتنفجر تعليقات السوريين وردودهم التهكمية التي لا تستطيع رغم فكاهتها أن تخفي واقع الألم لديهم.
البداية كانت عندما بيّن مصدر وُصف بالموثوق في قطاع النفط لصحيفة الوطن السورية تعقيباً على زيادة التقنين والتصريحات الصادرة عن وزارة الكهرباء بخصوص الأسباب أن محطات توليد الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء تتسلم يومياً عشرة ملايين متر مكعب من الغاز وسبعة آلاف طن من الفيول من وزارة النفط، وهناك إمكانية لتسليمها المزيد من مادة الفيول، وقال المصدر إنه لكون الفيول متوفراً فيجب ان يتم تشغيل المحطات التي تعمل على الفيول بالاستطاعة العظمى، لكنهم غير قادرين على ما يبدو بسبب عدم تنسيق إجراء الصيانات بالشكل المطلوب.
يشار إلى أن زيادة ساعات التقنين بشكل كبير حالياً انعكس بشكل سلبي وكبير على حياة وعمل المواطنين، وعلى كافة القطاعات الإنتاجية والخدمية في البلاد، وبات محور احاديث الناس الذين يطالبون الحكومة بإيجاد الحلول العاجلة.
وزارة الكهرباء كانت قد أعلنت أن زيادة التقنين بسبب انخفاض كمية الغاز الموردة من وزارة النفط لمحطات التوليد، لترد الأخير بالقول : لسنا سبب زيادة التقنين، نسلمهم مخصصاتهم اليومية من الغاز ومستعدون لزيادة كميات الفيول.
هذا التضارب في التصريحات، جعل اليأس ينتشر بين المواطنين اسرع من انتشار فايروس كورونا نفسه، ما دفع بوزير الكهرباء غسان الزامل ليؤكد بأنهم يتعاونون مع وزارة النفط لتأمين حوامل الطاقة إلى المحطات الكهربائية ، خاتماً بالقول نحن في المرحلة النهائية من أعمال الصيانة في عدد من محطات التوليد والتي ستدخل تباعاً في الخدمة خلال الأيام القادمة بما يساهم في تحسين الوضع الكهربائي، وأنه سيتم إدخال 400 ميغا واط ساعي جديدة للشبكة العامة، منها 150 ميغا من محطة تشرين و180 من محطة الزارة و70 من محطة بانياس، ما سيساهم في التخفيف من ساعات التقنين بعض الشيئ، خاصةً إذا لم تنخفض درجات الحرارة، وبالتالي ترتفع استخدامات الكهرباء للتدفئة.
الصحفية خلود عيوش علقت على هذا التصريح بالقول: "ليخبر أحد ما معاليه أننا في فصل الشتاء، وإذا بقي الجو دافئاً فجهزوا أنفسكم على مصيبة جديدة" وفق تعبيرها.
فيما ناشد المواطن وجيه علي المسؤولين لإيجاد حل للبرد القارس الذي يعانيه أهل الأرياف قائلاً: الناس في الريف تشعر بالبرد القارس ، بسبب عدم وجود أي وسيلة لللتدفئة نتمنى من الجهات المعنية حل أزمة المحروقات بأسرع وقت، فكروا بالطبقة الفقيرة المسحوقة، فالواقع الذي تعيشه الأرياف مزرٍ وبائس.
أما بيان، وهي طالبة جامعية في السنة الأخيرة بكلية الطب، فقد قالت: إن لم تكونوا قادرين على تأمين الكهرباء والخبز والغاز، ولم تكونوا قادرين على تطوير أي شيء في البلد فعن ماذا أنتم مسؤولون، وما هو عملكم؟.
يتزامن كل ذلك مع واقع معيشي سيء، إذ ترتفع الأسعار في كل يوم عن الذي سبقه، وسط شبه غياب للخدمات وتزاحم الناس على الأفران ، ليبقى السؤال موجهاً للجهات المعنية: ألا توجد خطة فعلية لتجاوز هذا الوضع الذي يجعل الناس تراكم بؤسها وحنقها على الحكومة؟.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2