هل تتخذ قيادة "القومي" قراراً بمحاسبة حردان؟

خاص وكالة أنباء آسيا

2020.10.23 - 01:40
Facebook Share
طباعة

 
تجلّى التجاذب الحاصل بين القيادة الجديدة والقيادة السابقة للحزب السوري القومي الإجتماعي، من خلال التباين في الموقف إزاء الإستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد لتشكيل الحكومة، حيث أعلن موقف صادر عن رئيس الحزب ربيع بنات المنتخب حديثاً من قبل المجلس الأعلى الذي تم انتخابه في أيلول الفائت، مفاده ان الحزب ليس بصدد تسمية أحد في الإستشارات النيابية".
لكن سرعان ما اعلنت عمادة الإعلام التي يتولى ادارتها معن حمية المحسوب على حردان، عن اتصال هاتفي تلقاه رئيس المجلس الأعلى السابق في الحزب النائب أسعد حردان من قبل رئيس تيار المستقبل، والذي يبدو انه مهّد الطريق أمام قيام حردان وعضوي الكلتة القومية النيابية سليم سعادة والبير منصور بتسمية الحريري في استشارات بعبدا النيابية، وذلك خلافا لتوجهات رئاسة الحزب ورغبة القوميين الإجتماعيين، الذين يحمّلون تيار المستقبل المسؤولية عن مجزرة حلبا، التي ذهب ضحيتها أحد عشر قوميا في أيار 2008.
و خرج حردان بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون ليعلن موقفه بتسمية الحريري كممثل لموقف الحزب السوري القومي الاجتماعي، نافياً وجود اي موقف حزبي آخر، وهو ما يعكس موقف حردان الرافض للإعتراف بالسلطة الحزبية الجديدة التي إنبثقت بعد انتخابات المجلس الأعلى الأخيرة قبل شهر، رغم صدور قرار عن القضاء اللبناني برفض الطعن الذي تقدم به حردان بنتيجة الانتخابات،  والتي أسفرت عن وصول حردان فقط من ضمن اللائحة التي كان من ضمنها، مقابل فوز 16 عضوا من اللائحة المقابلة، والتي كانت تضم مرشحين من الفريق الذي كان محسوباً على حردان داخل الحزب.
ومن خلال جولة على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن رصد حالة الاستنكار الكبيرة في اوساط القوميين لموقف حردان، حيث تم وصفه بأنه عضو في كتلة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولا يمثل موقف ورأي القوميين، بينما أعلن البعض أن لا كتلة نيابية لـ"القومي" في البرلمان، واعتبار موقف حردان يمثله شخصياً ولا يلزم الحزب بشيء، بينما ذهب البعض الى حد اعتبار حردان خارج عن إرادة وسلطة الحزب ومؤسساته، وقيامه بخطف عمادة الإعلام وكذلك تحويل مقر جريدة البناء في الحمرا الى مركز حزبي خاص بفريق حردان، وهو ما أثار نقمة القوميين ما دفعهم للمطالبة باستعادة الجريدة الى كنف مؤسسات الحزب، وعدم السماح لناصر قنديل بمواصلة مهامه كمدير تحرير للصحيفة، خصوصا وانه لا يمت للحزب بصلة، بل انه أقرب الى الفكر الناصري والعروبي ما يتعارض مع العقيدة والفكر القومي الإجتماعي. 
وبعد موقف حردان الذي جاء مخالفا لتوجهات رئاسة الحزب ومؤسساته، هناك من يشير الى ان خطوة حردان المُدانة لن تمر مرور الكرام لدى قيادة القومي، حيث يرجح ان ينعقد المجلس الأعلى الذي يشكل أعلى سلطة حزبية للتداول بما حصل، وربما يكون هناك موقف رسمي برفض موقف حردان بتسمية الحريري لتشكيل الحكومة، كما يشير البعض الى احتمال ان يكون هناك قرار بفصل حردان عن جسم الحزب، بعد إرتكابه مخالفة دستورية لتوجهات القيادة الحزبية، واتخاذه موقفاً شخصيا لا يعبّر عن موقف الحزب الرسمي، فهل تتم محاسبة حردان لمخالفته قرار الحزب وموقفه، خصوصا وان نظام الحزب ينص على فصل كل من يخالف الأنظمة الحزبية والدستورية، وتتدرج المحاسبة وفق نظام الحزب من الفصل لمدة من الزمن، وصولا الى الطرد النهائي من صفوف الحزب في حال إرتكاب عمل فظيع، فهل تحاسب قيادة "القومي" حردان؟
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3