سياسيون ومحللون لبنانيون يقدمون -عبر آسيا- قراءاتهم في أسباب استقالة حتّي

لبنى دالاتي _ بيروت وكالة أنباء آسيا

2020.08.04 - 08:20
Facebook Share
طباعة

 وضعت بعض المصادر الدبلوماسية إستقالة وزير الخارجية اللبناني "ناصيف حتي" في خانة "الرد الفرنسي" على رئيس الحكومة حسان دياب، مرجّحين أن حتّي لمس في زيارته الأخيرة إلى باريس وفي محادثاته مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ومسؤولين فرنسيين آخرين خيبة أمل فرنسية من الحكومة، وقالت هذه المصادر إن حتّي يسعى لإرضاء الفرنسيين لأنه حاصل على الجنسية الفرنسية عن طريق زوجته الفرنسية.

وإثر استقالة حتّي، غرّد "برونو فوشيه" السفير الفرنسي في لبنان، والذي يوشك على إنهاء فترة عمله كسفير، على حسابه عبر تويتر قائلا" الوزير ناصيف حتّي يرحل. أحيّي الديبلوماسي العظيم الذي جمعتني به علاقة متينة. كرامة وقناعة، أخلاق وإصلاحات أوصلت حركته إلى قصر بسترس. العلاقة اللبنانية الفرنسية نحو الأفضل. ترفع القبعات".

وفي اتصال مباشر أجرته وكالة آسيا مع النائب نبيل نقولا، نفى وجود أي ضغوط فرنسية أو داخلية على الوزير حتّي، مضيفاً أن حتي دخل إلى الوزارة بإرادته وخرج منها بإرادته أيضا، مؤكداً أن "مسيرة السياسة ستستمر شاء من شاء وأبى من أبى".

النائب حكمت ديب قال في تصريحات خاصة ل"آسيا" أن مبادئ التيار الوطني الحر مبنية على الصمود والتحدي، موضحاً "نحن أصحاب نفس طويل في الجهاد والنضال للوصول الى أهدافنا الوطنية".

ويضيف ديب أن ثمة أشخاص في الحكومة تجد نفسها غير قادرة على تحمل الضغوطات السياسية فتلجأ إلى الانسحاب والاستقالة.

وينفي ديب عبر وكالة آسيا كل ما يشاع حول مسؤولية الوزير جبران باسيل عن استقالة حتّي، من خلال تقليصه صلاحيات حتّي داخل الوزارة، كما نفى أن يكون هذا هو السبب الذي دفعه للاستقالة.

وعن تزامن الاستقالة مع صدور حكم المحكمة الدولية، يقول ديب أن ثمة أشخاص يلجؤون للهروب إذا وجدوا أنفسهم في جو من الضغوطات السياسية.

ويختم قائلا " بعيداً عن الخلفيات والتكهنات، الرئيس ميشال عون والرئيس حسان دياب اتفقوا على تسمية الوزير "شربل وهبة" خلفا للوزير"حتّي".

من جهته، اعتبر النائب في تيار المستقبل "مصطفى علوش" أن حتّي استقال لأن تطلعاته السياسية لا تتناسب مع توجهات الحكومة الحالية، وأن ثمة أمور عديدة اكتشف حتّي على إثرها أن كل المحاولات التي بذلها للنهوض بالوضع اللبناني خلال فترة وجوده في الحكومة أثبتت أنها سراب، وأنه من المستحيل أن يحرز أي تقدم إيجابي، على حد قوله. ويشير علوش" إلى ما حصل مؤخراً بين الرئيس دياب ووزير خارجية فرنسا".

ويقول علوش إن موضوع توكيل مديرعام الأمن العام بمهمات دبلوماسية بدلاً عن توكيل وزير الخارجية والمغتربين جعله يستاء حتماً " فأي شخص يحترم نفسه سيرفض حتما ويستقيل" بحسب علوش.

يضيف علوش بأنه يستبعد أن تكون فرنسا قد ضغطت على حتّي لتقديم الاستقالة، موضحاً" لم تلجأ فرنسا يوما للضغط على السياسيين، فهذا ليس أسلوبها".

ويختم قائلاً "إن كل ما يتعلق بالحكومة الحالية لا يعني لهم شيئاً، إذ أن "تيار المستقبل يرى أن الحاكم الأساسي في الحكومة هو الرئيس ميشال عون وحزب الله".

وكان وزير الخارجية المستقيل التقى قبل استقالته مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان "يان كوبيتش"، وبحثا خلاله في عدة مواضيع أبرزها ولاية "اليونيفيل" في جنوب لبنان.

ووصل يان كوبيتش إلى لبنان في 11 شباط الماضي، لتولّي مهام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، ولكن تصريحاته المتعددة ومواقفه المنحازة أظهرته وكأنه يأخذ طرفاً فيما يجري في لبنان رغم أن مهمته لا تخوّله ذلك.
وفي اتصال مع المحلل السياسي والاستراتيجي العميد الركن هشام جابر، قال لآسيا إن الوزير المستقيل ناصيف حتّي كان يؤيد تجديد مهام "اليونيفيل"، وأن أغلب الأفرقاء اللبنانيين يؤيدون ذلك ولكن الموضوع يبقى بتجديد الولاية حصراً.

ويضيف جابر أن جميع الأفرقاء اللبنانيين يرفضون تعديل مهام "اليونيفيل" ويستطرد "لا أحد يقبل أن يعمل "اليونيفيل" شرطياً لصالح إسرائيل أو لأمريكا داخل الأراضي اللبنانية، فهذا مرفوض قطعياً".

ويوضح أن لبنان كان قد أبلغ الأمم المتحدة بأن لا مشكلة لديه بوجود "اليونيفيل" على أراضيه، وأعرب عن حسن تعاونه معها شرط أن تبقى المهام والصلاحيات محصورة بما هو متفق عليه"
ويتوقع جابر أن تمدد مهام "اليونيفيل" لولاية ثانية، كما يتوقع أن تحاول أمريكا الضغط من أجل تعديل المهام تلبية لرغبة إسرائيل.

ويشير إلى أنه من الممكن أن تسحب أمريكا تمويلها لـ"اليونيفيل"، وهو ما يعادل قيمة 50% من التمويل العام، وذلك في حال تم رفض قرار تعديل المهام، ويختم "يحق للأمين العام للأمم المتحدة أن يعين من يشاء للقيادة، وأعتقد أنه سيتم استبدال بان كوبيتش عند انتهاء ولايته".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8