سورية.. المجتمع المدني يتصدى لجائحة كورونا.. والبنية التشريعية تعرقل ذلك

حبيب شحادة – وكالة أنباء آسيا

2020.04.08 - 08:49
Facebook Share
طباعة

 خلّفت جائحة كورونا عبر موجة التغييرات والتحديات التي فرضتها على العالم ردود أفعال، منها بعض المبادرات المجتمعية التي شهدتها عدة مناطق سورية، ذلك للتخفيف أو الحد من تلك التأثيرات السلبية التي تعرضت لها شرائح واسعة من المجتمع السوري وجعلتها غير قادرة على تأمين رغيف الخبز.

"بادر بالخير" كانت إحدى المنصات التي شَرعت بالعمل لمساعدة العائلات المتضررة من وباء كورونا في محافظة اللاذقية. وذلك عبر التشبيك والربط بين المتبرع والعائلة المتضررة.

تقول مؤسسة المبادرة نهى راعي لوكالة "آسيا" " شعوراً مني بصعوبة وطأة المرحلة الحالية على أولاد بلدي ومحافظتي في ظل عواقب الوباء الذي اجتاح العالم، شعرت بالمسؤولية والألم وقررت أن أطلق مبادرتي الالكترونية".

وتضيف راعي "أن المبادرة رغم عمرها القصير (أقل من أسبوع) حتى اللحظة إلا أنها لاقت تجاوباً ضخماً أشعرني بكل الخير الموجود في قلوب البعض والوجع في حياة البعض والصمت غير المفهوم عند البعض، مع كمية من الجهد العصبي والنفسي وساعات العمل الطويلة جداً للرد على الرسائل على أمل القيام ببعض واجبي كمواطنة تجاه مجتمع يعاني من وباء شل حركة وأرزاق معظم أبناءه".

وحيال آلية العمل تقول راعي لوكالة "آسيا" " يمكن لأي عضو في المجموعة أن يرشّح لنا اسم عائلة تضررت وتوقف عملها نتيجة الإجراءات الاحترازية الحكومية للوقاية من فيروس “كورونا”، ويشرح لنا تفاصيل احتياجاتها، وذلك عن طريق الرسائل الخاصة وليس علناً أمام الأعضاء،

وتتابع بدورنا ننشر حالة هذه العائلة بمنشور على المجموعة، دون ذكر أي معلومات شخصية عنها، ثم تبدأ عروض تقديم المساعدة، ويتم الأمر عبر الرسائل الخاصة أيضاً، فنزود فاعل الخير باسم العائلة وعنوانها، ليذهب بنفسه ويتأكد ويقدم المساعدة وتضم المجموعة 2567 عضواً.

لكن هذه المبادرة الإيجابية توقفت اليوم وفقاً لراعي، في انتظار حصولها على موافقات معينة، والسبب في ذلك يعود لأن المبادرة كانت سريعة وأحدثت صدى قوياً، وهذا سيف ذو حدين حسب تعبيرها.

وترى راعي أنه في حال الحصول على الموافقات الضرورية للعمل (ضوء أخضر وبدون عراقيل) فإن المبادرة سوف تكون أقوى وستكون رديفة لجهود الدولة لمساعدة الناس.

فيما تقول الناشطة المدنية سوزان محمد لوكالة "آسيا" " إن العرقلة دائماً تكون ضمن البنية التشريعية والروتين الممل في الحصول على الموافقات ضمن سلسلة طويلة من الأوراق والإجراءات، وللأسف مع هذه الجائحة لا وقت لذلك، وكان علينا التحرك على الفور".

ناهيك على أن العمل المجتمعي وفقاً لمحمد، واضحاً ولا يحمل أية خبايا بين طياته، فأغلب المبادرات كانت عبارة عن جمع تبرعات من أصحاب الخير ورجال الاعمال ووصله بـ أصحاب الحاجة، ولا تعتقد محمد أن هذا يتعارض والبنية الاجتماعية السورية حتى يتعارض مع قوانينها "

ليس في الغرب من سورية فقط نشطت هذه المبادرات المجتمعية، بل هناك في الجنوب السوري (محافظة السويداء) تكافل اجتماعي ومبادرات مدنية تنشط إزاء كل احتياج انساني سواء كان جراء الحرب أو الكوارث والأوبئة.

"نحنا قدها". مجموعة فيسبوكية تضم أكثر من 3000 متطوعاً. تعمل في مجال التوعية ضد مرض كوفيد 19، ولخلق مبادرات وطرح آليات تنفيذها، وللإنذار المبكر في حال وجود خطر.

كما تعمل المجموعة على تقديم المساعدات العينية للأسر المتضررة من جائحة كورونا، وبلغ عدد المستفيدين منها 134 أسرة، حيث تضمنت المساعدات سلة غذائية تكفي الأسرة ١٥ يوماً دون الحاجة للخروج من المنزل، و50 سلة صحية.

تقول راوية حرب ناشطة مجتمع مدني، وإحدى الناشطين في مجموعة (نحنا قدها) لوكالة "آسيا" إنّ توزيع المساعدات تم وفقاً لأولويات الحاجة وكانت الأفضلية للأشخاص المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة". وتضيف أنه تم الاعتماد على التبرعات المادية والعينية من قبل المتبرعين والمتبرعات في المجموعة لتغطية كل الاحتياجات.

كما أشارت حرب إلى أنه "حرصاً على سلامة المتطوعين والمتطوعات والتزاماَ بمعايير السلامة والصحة، تم انجاز العمل دون حدوث تجمعات وكان الحد الأقصى لعدد الفريق ٦ أشخاص".

من شمال سورية الى جنوبها وشرقها وغربها تبقى تلك المبادرات المجتمعية والمدنية خطوة مهمة في سبيل انقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بشرية جراء الحروب والأوبئة التي تحدث، ورغم أنها تحتاج لدعم واحتضان حكومي فعّال، لكن تظل ميزتها الرئيسية في قدرتها على التدخل والاستجابة السريعة بعيداً عن الإجراءات الروتينية والتعقيد الإداري الذي تعيشه الجهات الحكومية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9