الكارثة التي يخطط لها الاحتلال في عيد الفطر القادم

2024.03.27 - 01:47
Facebook Share
طباعة

ينظّم ما يسمى بـ «معهد الهيكل» يوم الأربعاء المصادف 27 آذار /مارس، مؤتمرًا لمناقشة التحضيرات الدينية لإقامة طقوس ذبح البقرة الحمراء، والتي حُدّد تاريخ ذبحها بحسب التعاليم التلمودية في الثاني من نيسان العبري المصادف للعاشر من شهر نيسان / أبريل الميلادي، وبحسب المعتقدات الدينية اليهودية فإن طقس الذبح هذا يهدف إلى التطهر من

«نجاسة الموتى» لكن المناسبة تسعى إلى تجاوز المنع الديني المفروض من الحاخامية الكبرى في الكيان المحتلّ لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، والمتمثل بـ «عدم توفر شرط الطهارة».

وتعوّل جماعات الهيكل المتطرفة على أن إقامة طقس التطهر بالبقرة الحمراء يمكن أن يفتح المجال لمئات آلاف اليهود المتدينين لاقتحام المسجد الأقصى، والذين يمتنعون عن ذلك اليوم التزاماً بالمنع الحاخامي الرسمي، وهذا، إن حصل، من شأنه أن يفتح فعلياً الطريق نحو مضاعفة الأخطار المحدقة بالأقصى ومضاعفة أعداد المقتحمين والمنخرطين في

فرض الطقوس فيه.

ويقام المؤتمر في مستوطنة شيلو شمال رام الله التي توجد فيها البقرات الخمس التي تم استيلادها بالهندسة الجينية في ولاية تكساس الأمريكية، وإحضارها إلى فلسطين المحتلة في شهر 10-2022، وتخضع لرعاية خاصة هناك ومراقبة على مدار الساعة، والبقرات الحمراء الخمس هي إحدى المعتقدات اليهودية التي عمل عليها اليهود المتطرفون سراً

مؤخراً، من أجل التمهيد لهدم المسجد الأقصى.

وحسب المزاعم اليهودية فإنه بمجرد ظهور تلك البقرة سيأتي موعد نزول من يسمى بـ «المخلص».

والبقرة الحمراء بالعبرية «بارا أدومَّا» هي بقرة ينتظرها اليهود من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث، وتتلخص بأن تكون بقرة ذات لون شعر أحمر كامل، من دون أي شعر غريب، ولم تحمل ولم تحلب ولم يوضع برقبتها حبل وقد ولدت ولادة طبيعية وربيت على ما يقال إنها أرض "إسرائيل".

 

 

"معهد المعبد" يحضّر للقيام بطقوس التطهر في خطّة مدروسة مسبَقًا

كان “معهد المعبد” قد نشر في شهر 2-2024 أثناء الحرب على غزة إعلاناً طلب فيه كهنةً متطوعين لتدريبهم على طقوس التطهر بالبقرة الحمراء، ووضع شروطاً خاصة للمتطوعين كأن يكون مولودًا في القدس وفي المنزل تحديدًا ( أي في بيته) أو مولودًا في مستشفى في القدس مع ضمان عدم تعرضه لشخص ميت كي لا يكون قد أصيب ب"نجاسة

الميت"، ويفترض أن تتم هذه العملية في قطعة أرضٍ سبق أن استولت عليها هذه الجماعات لهذا الغرض على جبل الزيتون مقابل الأقصى.

يذكر أن الموعد المسجل في النصوص الدينية المقدسة لدى هذه الجماعات لذبح البقرة الحمراء والتطهر برمادها هو يوم الثاني من نيسان العبري، والذي يصادف هذا العام يوم 10-4-2024، والذي يتوقع أن يكون يوم عيد الفطر المبارك!

ورغم عدم نشر جماعات الهيكل حتى الآن دعوات رسمية لإقامة طقس التطهر بالبقرة الحمراء، إلا أن هذا المؤتمر يأتي في إطار عدة خطوات تمهيدية جرى رصدها تنبئ بجدية التحضير لهذا الطقس سواء في يوم عيد الفطر أو في أي وقت بعده.

ويتحدث في المؤتمر عدد من الحاخامات الذين يدعون لإجراء الطقوس بعد أن أتمت البقرات الخمس السن الشرعي الأدنى الذي يسمح بإجراء عملية التطهير وهو سنتان وشهران، حيث يشترط ألا يقل سن البقرات عن هذا القدر ويمكن أن تكون أكبر سنًّا.

منظمات وهيئات حكومية في كيان العدو تدعم مشروع إقامة "الهيكل الثالث" الذي يشترط في بنائه هدم المسجد الأقصى!

حسب معروف الرفاعي المتحدث باسم محافظة القدس ومستشار المحافظ لشؤون الإعلام، فإن الحاخام عزرية اريئيل، ابن يسرائيل تريئيل مؤسس «معهد المعبد» قال إنه حتى الآن لم يتم التأكد بصورة نهائية من أن هذه الأبقار صالحة شرعا للبدء باستخدامها في الخطوات العملية وان المتابعة والمراقبة لا تزال مستمرة.

ونسب إلى الحاخام عزرية أن «احمرار» البقرات أفضل مما كان عليه قبل حوالي العام، و«يبدو أن السبب في ذلك يعود الى الصدمة التي عاشتها البقرات خلال نقلها جوا إلى إسرائيل، بالإضافة الى اختلاف الظروف المناخية بين أمريكا وإسرائيل».

وأضاف أن «هذه الأبقار تعمل على تغيير شعرها كل 6 أشهر وهذا يعني أن هناك فرصة إضافية كي يكسوها الشعر الأحمر مرة أخرى، كما يعني أن هناك ضرورة لـ 12 شهرا على أقل تقدير من النقاشات والمتابعات، قبل الانتقال إلى المراحل والاجراءات العملية».

كما أشار إلى أن القائمين على هذا المشروع «لم يناقشوا حتى الآن المكان المحدد على جبل الزيتون لذبح البقرة الحمراء، وإذا ما كانت هناك ضرورة للقيام بذلك بخط مستقيم في اتجاه الشرق، وهذه المسألة مهمة والإجابة عليها يمكن أن تساهم في تجاوز بعض العوائق، غير أن المكان الأفضل يبقى موقع كنيسة المبكى السيدي على المنحدر الغربي لجبل

الزيتون".

وقال الرفاعي إن العديد من الوزارات والهيئات الحكومية في الكيان الاسرائيلي تخصص الميزانيات والأموال لدعم مشروع إقامة المعبد الثالث على (جبل الهيكلِ) و«تفوح رائحة البعد الديني التوراتي الممزوجة بالبعد الاستعماري من معظم الخطابات الحكومية في الكيان الاسرائيلي التي تتناول مستقبل الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس

الشرقية».

 

 

من يقود مشروع "البحث عن البقرة الحمراء"؟

أضاف الرفاعي أن مشروع «البحث عن البقرة الحمراء» تقوده منظمتان يمينيتان متطرفتان، الأولى: منظمة Boneh Israelوتضم في صفوفها جماعات مسيحية إنجيلية وشخصيات يمينية استيطانية متطرفة برئاسة «تساحي مامو» المعروف أيضا بنشاطه الاستعماري التهويدي في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية وبشكل خاص في حي الشيخ

جراح».

أما المنظمة الثانية، والحديث للرفاعي، فيطلق عليها اسم «معهد المعبد» ويترأسها الحاخام العنصري يسرائيل اريئيل، وهو من أتباع حركة «كاخ» المتطرفة الخارجة عن القانون حتى حسب القوانين الإسرائيلية، ويعتبر الحاخام اريئيل من الاشخاص المقربين من اليميني المتطرف ايتمار بن غفير، الذي يشغل منصب وزير الأمن الوطني في حكومة

بنيامين نتنياهو.

يذكر أن جماعات الهيكل المتطرفة اختتمت يوم الإثنين عدوانها على الأقصى بمناسبة «عيد المساخر» العبري، وقد امتد على مدى ثلاثة أيام بدءاً من الخميس بما يعرف بيوم «صيام إستير» وهو الصيام التحضيري لهذا العيد، ثم يومي الأحد والإثنين مع التركيز على الأخير لكون هذا العيد يحمل تفصيلاً توراتياً يجعل الاحتفال به في المدن المسورة مثل

القدس متأخراً يوماً واحداً عن الاحتفال به خارجها.

واقتحم الأقصى على مدى يومين 330 متطرفاً صهيونياً، بواقع 102 يوم الأحد و218 يوم الإثنين، وإذا ما أضيف لهم اقتحام يوم الصيام السابق له الخميس بواقع 211 فإن المجموع يصبح 541 مقتحماً على مدى ثلاثة أيام. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 1