بعد العجز عن جمع رجال السياسة على طاولة الحوار رجال الدين يجتمعون في قمة روحية

مايا عدنان شعيب/ خاص وكالة أنباء آسيا

2024.01.20 - 08:37
Facebook Share
طباعة

 في ظل الحديث مؤخرًا عن قرب انعقاد قمة روحية على مستوى رؤساء الطوائف في لبنان كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع السيد الدكتور علي السيد قاسم رئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان وعضو الهيئة الحبرية العالمية الاسلامية المسيحية في الفاتيكان، الذي أفادنا بأن هذه القمة تأتي بعد انقطاع  دام حوالي الأربع سنوات ونيّفٍ أي منذ 30 تموز 2019، وتنعقد القمة الروحية لرؤساء الأديان والطوائف في لبنان على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان انطلاقًا من الفراغ الرئاسي والأخطار المحيطة بالوطن والتي كانت تشكل سابقًا حافزًا للمسارعة إلى لقاءات للفعاليات الروحية من شتى الطوائف والأديان، هذا الأمر الذي دفع بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى الدعوة لانعقاد القمة الروحية كدلالة على حدثٍ هامّ ورسالة واضحة وموقف جامع ينطلق من مبادىء المجلس الأساسية من خلال إيمانه بثوابت الرؤية الوطنية بالعيش المشترك وحماية لبنان من الأخطار والمجلس منذ تأسيسه على يد الإمام السيد موسى الصدر ومن ترأسه من علماء فيما بعد يسعى إلى ترسيخ التعايش المسيحي الإسلامي باعتباره "ثروة يجب التمسّك بها" والعمل الدؤوب لمواجهة كافة أشكال التقسيم.


عن أهمية القمة ومدى تأثيرها على الوضع الداخلي المتأزم يجيب السيد علي السيد قاسم أن القمة الروحية توازي الوحدة الوطنية من حيث تمتين وتفعيل واعتماد لغة الحوار كمسلكٍ للّبنانيين من أجل تأكيد الأمور التالية:


- المواجهة مع العدو الإسرائيلي لتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة.

- التضامن لمواجهة محاولات الفتنة ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية.

 - رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين تحت أي ذريعة.


كما تعمل القمة على تكريس المبادىء التي تهدف الى مصلحة الوطن وحمايته، وهي تنعقد الآن في ظروف استثنائية تتمثل بحرب غزة وخطر الاعتداءات الاسرائيلية على حدود لبنان الجنوبية وانتهاكات العدو المتكررة للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا، في ظلّ انقسام داخلي حاد حول المرشح الرئاسي للجمهورية اللبنانية.


استحقاقات لا بد من مواجهتها بعيدًا عن الزواريب السياسية وعن كل لغة تؤزم الوضع الداخلي لتأتي الدعوة إلى هذه القمة بمختلف الفعاليات الروحية على امتداد الوطن وطوائفه لتشكيلِ جبهة وطنية موحدة.


يعتبر المجلس الاسلامي الأعلى أن الدعوة لانعقاد القمة ضرورة اليوم، لذا يجري العمل على تنظيمها على أمل ان تتهيأ الظروف الموضوعية لإنهاء مقدمات العمل بالشروع بها لمعالجة الانقسام الحاصل في لبنان حول مختلف القضايا المطروحة إجتماعيًا ومعيشيًا.


يبقى السؤال الذي يطرح نفسه عن دور هذه القمة في الساحة السياسية واستحقاقاتها؟


يرى السيد قاسم أنه مما لا شك ولا ريب فيه أنه يجب على الرؤساء الروحيين أن يحثوا رجال السياسة على القيام بمسؤولياتهم تجاه الوطن والمواطن وأن يعملوا على تكريس لغة الطوائف بديلًا عن الطائفية ف"الطوائف نعمة والطائفية نقمة".


وتسعى القمة الى جمع الآراء على اختلافها رفم الخلاف للوصول إلى حلّ لمختلف القضايا في حوار الديانتين العالميتين الإسلامية والمسيحية، وتفعيل الدين لأجل خدمة الإنسان، فالخلل القائم في لبنان يكمن في نظامه الطائفي الذي يخلق الخلافات لذا يدعو الرؤوساء الروحيين الى انتخاب رئيس للجمهورية ليكون "لبنان بلد نهائي لجميع أبنائه سيدًا حرًا مستقلًا".


تعوّل القمة على الوعي في مختلف فئات المجتمع لذلك يتصدى القادة الروحيون لتدبير الشؤون الداخلية وتنظيم الأمر عبر الدعوة الى تطبيق اتفاق الطائف.


 في الرئاسات الثلاثة.أمّا عن برنامج هذه القمة:


- الوضع الفلسطيني وحرب غزة والظلم الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني على مرأى العالم ومسمعه.

- ترتيب الوضع الداخلي في الحث على انتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل المؤسسات الدستورية.

- الوضع الاقتصادي والمعيشي المتأزم في ظل انهيار العملة.


- موضوع النزوح السوري الذي يشكل هاجسًا لدى اللبنانيين والسعي إلى إيجاد الحلول المناسبة لهذا الملف.

- وسيكون التشاور والتحاور بين رؤوساء الطوائف للاتفاق علو جدول عمل ما يرتّب عليهم مسؤوليات كبرى في سبيل إنقاذ الوطن والمواطنين الذين يرزحون تحت الأزمات المعيشية والاجتماعية.


أما في المشهد السياسي المتخبط فإن البعض يمارس التهور والاستغلال الإعلامي وعليه فإن من واجبات القمة الوقوف عند هذه الظاهرة والعمل على التصدي للغة الإساءة ومنع الإعلام من قلب الحقائق ونبذ لغة التحريض لدرء الفتنة، ومحاولة توحيد الكلمة التي تحمي لبنان بجيشه ومقا ومته خاصة في المرحلة الحالية التي يمر بها والمنطقة بأسرها.


إلى أن تتهيأ الظروف المناسبة لانعقاد هذه القمة يبقى الأملُ معلّقًا عليها عساها تكون نافذة الانفراج للأزمة ومفتاحًا لحل القضايا الوطنية والاجتماعية والاقتصادية العالقة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3