الشباب بنسب أكبر.. الوضع الاقتصادي سبب رئيسي لحالات الانتحار في سوريا

دمشق - خاص

2023.12.14 - 11:13
Facebook Share
طباعة

كثيرة هي القصص التي تنتشر عن انتحار الرجال والنساء، وعن الظروف التي تدفع هؤلاء للتفكير بالانتحار خصوصاً في بلاد تعاني ويلات الحرب منذ أكثر من عقد. كذلك تتنوع طرق الانتحار، سواء من خلال الشنق وتناول الأدوية وإلقاء النفس من مناطق مرتفعة أو استخدام الأسلحة والأدوات الحادة.


وهكذا، أنتجت الحرب في سوريا ظروف اقتصادية واجتماعية ونفسية ساهمت في انتشار ظاهرة الانتحار، بعد أن كانت تلك الظاهرة في حدودها الدنيا في سنوات سابقة للعام 2011.


وسُجلت خلال العام الحالي 206 حالات انتحار في عموم المناطق السورية، منها 146 حالة انتحار 99 منهم للذكور و47 للإناث في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، و 62 حالة انتحار في مناطق شمال غرب سوريا، بينها 34 حالة باءت بالفشل.


تتعدد الحالات التي تُحكى في المجتمع المحلي عن حالات الانتحار وأسبابها، ففي ريف حمص هرب شاب (30 عاماً) مع حبيبته (18 عاماً) بعد رفض ذويهم زواجهما لفارق العمر بينهما، وبعد قضاء شهر سوياً دون زواج رسمي، تخلى الشاب عن الفتاة، حسبما قال مصدر مقرب من العائلة لـ وكالة "أنباء آسيا".


وأضاف المصدر، أن وضع الشاب الاقتصادي كان سيئاً ولم يرتبط بالفتاة التي عادت إلى أهلها، ورغم مطالبة أقارب العائلة أهل الفتاة بقتلها إلا أن أخوتها رفضوا ذلك كونها البنت الوحيدة بالعائلة.


لكن، الفتاة "انتحرت فيما بعد عبر إطلاق النار على نفسها من مسدس عسكري عائد لأخيها، وذلك بعد فترة قصيرة، ونتيجة انتشار ما حدث معها في القرية، عدا عن ضغط الأقارب على ذويها"، وفقاً لما قاله المصدر المقرب من العائلة.


وفي السياق ذاته، قالت، الأخصائية النفسية والباحثة الاجتماعية سلوى شعبان، إنَّ تزايد المشاكل الاجتماعية يشكل ضغطاً كبيراً على الأسر، ويفرز سلوكيات غريبة وعنيفة لدى الشباب، قد تسبب أذنية نفسية توصلهم إلى الانتحار".


وأضافت في حديثها لـ "وكالة أنباء آسيا" بأنَّ غياب الحوار بين الشباب وذويهم يخلق بيئة هشة مليئة بالخلافات نتيجتها الانتحار.


وفي وقتً سابق من العام الحالي، كشف مدير عام الهيئة العامة للطب الشرعي في سوريا، زاهر حجو، أنه خلال العام الحالي وحتى نهاية الشهر الماضي سجلت الهيئة 146 حالة انتحار، أغلبها في محافظة حلب.


وسُجلت النسبة الكبرى لمعدلات الانتحار في سوريا في العام 2020، حيث بلغت 197 حالة، في حين تشير البيانات إلى ارتفاع نسبة الذكور إلى الإناث بعدد حالات الانتحار، إذ تجاوزت النسبة 81 %، وفقاً لبيانات هيئة الطب الشرعي.


ووفق بيانات الهيئة، تمت 66 حالة انتحار عبر استخدام وسيلة للشنق، كما سُجلت 24 حالة انتحار عبر الطلق الناري، و 3 حالات عبر الطعن بآلة حادة، و17 عبر السقوط من ارتفاع شاهق، و16 حالة عبر استخدام السم، وحالة واحدة عن طريق تناول الحبوب.


وتركزت الحالات في مختلف المحافظات، وكانت أعلاها في حلب بـ 28 حالة، ثم ريف دمشق بـ 24، ثم طرطوس واللاذقية بـ19 حالة انتحار لكل محافظة، و16 في دمشق.


بينما انخفضت حالات الانتحار في القنيطرة ودرعا، أما الحسكة لم تسجل أي حالة، حسب بيانات الهيئة.


وسجلت المناطق السورية عام 2022، 175 حالة انتحار، تركزت في محافظة حلب وريف دمشق ودمشق واللاذقية والسويداء، و81 حالة في مناطق شمال غربي البلاد.


ويعيش الكثير من السوريين وسط ظروف اقتصادية صعبة جداً، وتحت ضغوط حياتية قاسية لتأمين مستلزمات الحياة ما دفع بعضهم للهروب من هذا الواقع عبر اختيار الانتحار، كما قالت الباحثة الاجتماعية، وأضافت، أنَّ "انعدام الثقة بالنفس وغياب الاستقرار النفسي والتقبل الذاتي، وسط الضغوط الاقتصادية يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق تبعدهم عن هذا الواقع".


كما أنَّ "نسب الانتحار تزداد يومياً والاحصائيات مخيفة، حسب شعبان، التي تؤكد أنَّ من بين أسباب الانتحار الوضع العام في سوريا، وعدم وجود مساحة أمان يتحصن بها الشباب، وكذلك غياب رؤية واضحة لمستقبل هؤلاءالشباب جراء وجود مجالات تمكنهم من إثبات ذاتهم وقدراتهم.


وتعترف، الأخصائية النفسية أنَّ "الضغوطات الحياتية ومفرزات الحرب وقلة الموارد الاقتصادية والغلاء الكبير أثر على المجتمع كله وخاصة الشباب الذين يبحثون عن موارد اقتصادية"، وهو ما يمكن اعتباره سبباً رئيسياً للوصول إلى الانتحار. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6