أحلام الكيان الواهنة: الانتهاء من غزة والهجوم على حزب ال ل ه وسورية ثم ايران

ترجمة وتحليل بلال بلبيسي – رام الله المحتلة

2023.11.01 - 03:40
Facebook Share
طباعة

نشر معهد الدراسات الأمن القومي الاسرائيلي دراسة موسعة عن الخيارات الاسرائيلية فيما بعد حرب الصهاينة على غزة يمكن معها القول بعد قراءة ما بين سطور الدراسة ان الاسرائيليين يتفاءلون بالدعم الاميركي العسكري لكيانهم ويرونه واقعا مستمرًا لن يتوقف بعد القضاء على حركة ح م ا س أو على خطرها في غزة.


وهم يراهنون على الأميركيين في القضاء على ح م ا س ثم الاستدارة مع الأميركيين لضرب كل من ح ز ب ا ل له وسورية بالحشد الاميركي الاطلسي الغير مسبوق الداعم لاسرائيل والذي تشارك فيه الى الان إحدى عشرة دولة بينها المانيا وكندا وفرنسا وبريطانيا بقيادة اميركية ولهؤلاء جنود على الارض في فلسطين المحتلة يقاتلون مع الصهاينة ويستعدون للتدخل في حرب ضد لبنان برا وبحرا وجوا.


ويقول كاتبي الدراسة في فصلٍ من فصولها:


منذ الآن فصاعداً، ستعتمد التطورات على مدى تصميم الإدارة الأميركية على ترجمة الخط الأحمر إلى خطوات هجومية تنفّذها. والأهم من ذلك، ستعتمد على تقديرات القيادة الإيرانية، وبصورة خاصة المرشد الأعلى خامنئي، الذي يعبّر دائماً عن تجنُّبه الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وأنه يأخذ تهديدات الإدارة بجدية.


ويتابع الكاتبان وهما من الخبراء المعروفين في الكيان ان هناك عدة أمور تؤخذ بعين الاعتبار خلال اتخاذ الرئيس بايدن القرارات، وإلى جانب الحاجة إلى حماية الجنود الأميركيين، هناك أيضاً صورة الولايات المتحدة بين حلفائها في المنطقة. حساب آخر هو مكانة الرئيس الشخصية الذي يفتتح سنة انتخابية للرئاسة، والرغبة في استخلاص العبر السلبية التي لحقت بمكانة الولايات المتحدة والثقة بها، بعد تراجُع الرئيس أوباما عن استخدام التهديد العسكري الذي وجّهه إلى سورية، في أعقاب تخطّيها الخط الأحمر بشأن استعمال السلاح الكيميائي.


لذلك، وبسبب الإصرار الذي يُظهره بايدن، على ضرورة قتال "قوى الشر"، بحسب تعريفه، وعلى الرغم من الرغبة في منع التدهور، يمكن التقدير (بحذر) أن استمرار تحدّي الأهداف الأميركية، سيؤدي إلى ردّ جدّي أكبر، وضمنه ضد إيران. لا يزال من المبكر التقدير ما إذا كانت التطورات في الشرق الأوسط ستدفع بواشنطن إلى إعادة البحث في مجمل العلاقات مع إيران، وضمنها في سياق البرنامج النووي. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نشك في أن تتعامل الإدارة مع الملف النووي كعامل معرقل، إذا قدّرت أن إيران تخطت الخط الأحمر، بشكل يستوجب رداً قاسياً، وضمنه الرد العسكري.


فيما يتعلق بإيران، الحديث يدور عن الامتحان الأول الجدي لـ"محور الم قا ومة" الذي بنته وطوّرته. نجاح "ح م ا س" في فتح حرب، يُطرح على أنه إنجاز كبير وبداية "مسار انهيار إسرائيل". لذلك، فإنها ترى أنه من المهم منع الفشل الكامل، وإثبات فاعلية الجبهة. وفي المقابل، فإن إيران غير معنية بضربة كبيرة لح زب ال له، ولذلك، هي تدعم السياسة التي يتبناها التنظيم، من دون الدخول في معركة شاملة، وتحاول فصل نفسها عمّا تقوم به المجموعات المسلحة في العراق وسورية. الهدف المركزي لإيران، من دون علاقة لهجوم "ح م ا س"، كان وسيبقى طرد الوجود الأميركي من الشرق الأوسط، وخصوصاً من العراق وسورية.


الهجمات ضد المواقع الأميركية في هذه الأيام، تخدم هذا الهدف الطويل المدى، وفي الوقت نفسه، تجعل مركّبات محور الم قا ومة تساهم في الحرب التي تخوضها "ح م ا س". وفي إطار الجهود لردع واشنطن عن الرد، تلمّح إيران إلى إمكان مهاجمة القواعد الأميركية في الخليج، وهو ما يتعارض مع السياسة التي قادتها طهران خلال العامين الماضيين - التقارُب مع الإمارات والسعودية. صحيح أن إيران غير معنية بمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، لكننا نشك في أنها ترى هذا الاحتمال وشيكاً، وهو ما يمكن أن يشجعها على اتخاذ خطوات تدفع بالإدارة إلى الرد.


بعكس المصلحة الأساسية للولايات المتحدة وإيران، فإن للواقع الحالي احتمالات حقيقية بأن يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين إيران وحلفائها وبين الولايات المتحدة. إذا فشل الردع الأميركي، فسيكون هناك حاجة إلى ترجمة التهديدات التي ترسلها الإدارة إلى أفعال، وضمنها ضربات مباشرة ضد أهداف إيرانية. وكلما كانت الرسائل الأميركية أوضح، كلما ارتفع احتمال أن تعمل إيران لمنع الانجرار إلى مواجهة، هي غير معنية بها، ولم تخطّط لها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3