تصاعدت حالة الرفض الإقليمي والعالمي للانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال في حق الفلسطينيين بقطاع غزة عقب قصف مستشفى المعمداني، وقد أسفر القصف عن سقوط المئات من القتلى والجرحى.
ويرفض عدد كبير من الشعب الأمريكي الدعم الذي يقدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل في حربها على فلسطين، وقد لجأ عشرات الآلاف من الأمريكان إلى الاحتجاج دعما لغزة ورفضًا للمجازر الإسرائيلية، كما أعلن عدد من الفنانون الأمريكيون دعمهم لغزة.
ففي داخل إحدى مؤسساتها الاستراتيجية، استقال مسؤول في وزارة الخارجية، كان يعمل في مجال نقل الأسلحة إلى القوى الأجنبية، بسبب طريقة تعامل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الصراع الدائر بين الاحتلال الإسرائيلي وغزة، معلنًا أنه "لا يستطيع دعم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل" ووصف رد الإدارة الأمريكية على التصعيد الإسرائيلي بأنه "رد فعل متهور" يستند إلى "الإفلاس الفكري".
وبحسب ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأسبوع الماضي، استقال جوش بول، مدير الشؤون العامة والكونغرس في مكتب الشؤون السياسية العسكرية بالوزارة، ويتولى عمليات نقل الأسلحة، ويمثل رحيله مقياسًا نادرًا للانزعاج الداخلي بشأن دعم الإدارة القوى للاحتلال الإسرائيلي، أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، كان بول أمضى أكثر من 11 عامًا في منصبه، حيث قام بتنسيق العلاقات مع الكونغرس والرسائل العامة، يتعامل مع المساعدات العسكرية. وقال “إنه لا يستطيع قبول الاستمرار في وظيفة تساهم في مقتل مدنيين فلسطينيين”.
وقد انضم اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية إلى موجة الغضب الرافضة للمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وبدأ اليهود الأمريكيون في الاحتجاج دعمًا لغزة ضد التصعيد العسكري الإسرائيلي، حيث ألقت الشرطة القبض على عدد من اليهود الأميركيين المتظاهرين أمام البيت الأبيض في واشنطن، لمطالبة الرئيس جو بايدن بوقف إطلاق النار في غزة.
إلى جانب هذا، اعتقلت القوات الأمريكية عشرات اليهود المتظاهرين في القاعة المستديرة لمبنى الكونغرس الأمريكي على الرغم من تحذيرات الشرطة.
وكان أمريكيون يهود، قد نظموا وقفة احتجاجية الأربعاء الماضي، في مبنى الكابيتول (الكونغرس الأمريكي)، للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، الأمر الذي تحول إلى اعتصام حتى إعلان إسرائيل وقف النار في غزة.
ودعا المتظاهرون، المشرعين الأمريكيين وإدارة الرئيس جو بايدن إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة. ورفعوا لافتات مناهضة للحرب وتدعو لوقف إطلاق النار.
وارتدى المتظاهرون قمصانا كتب عليها "ليس باسمنا"، ورفعوا لافتات كتب عليها: "اليهود يقولون يجب وقف إطلاق النار الآن".
ودعا الناشطون اليهود الرئيس جو بايدن إلى استخدام نفوذه لتنفيذ وقف إطلاق النار واستخدام كل أداة ممكنة لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها ضد الفلسطينيين في غزة.
في المقابل، قالت شرطة الكابيتول على موقع إكس، المعروف سابقًا باسم تويتر، إن المتظاهرين كانوا يتظاهرون “داخل Cannon Rotunda”، مضيفة أن المظاهرات غير مسموح بها داخل مباني الكونغرس.
وأدى الاحتجاج إلى قيام الشرطة بتقييد جميع نقاط دخول المشاة، إلى مباني مكاتب مجلس النواب لأعضاء المجلس والموظفين فقط، وفقًا لرسالة بريد إلكتروني من الرقيب في مجلس النواب، وأدى إلى إغلاق الطرق بشكل متواصل، وفقًا لشرطة الكابيتول.
كما تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في واشنطن، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين "حرروا فلسطين"، ونظم الأمريكيون في كل أنحاء البلاد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وتطالب بوقف الدعم الأمريكي ووقف إسرائيل لإطلاق النار.
وتعتبر الممثلة الأميركية الحاصلة على الأوسكار، سوزان سراندون، من مشاهير هوليود الذين يدعمون غزة، في حين تحاول رصد إحصاءات القتلى ونشر فيديوهات تتحرى الدقة والأمانة في سبيل توعية الجماهير الغربية التي تصدق رواية الإعلام الصهيوني.
كما يكرس الممثل الأميركي جون كوزاك وقته وجهده ومنصاته لنشر الأخبار وتحديث أرقام الضحايا، والتعبير عن رأيه بقوة، حيث دعم فلسطين، وأدان انتهاكات قوات الاحتلال.
في السياق يمارس عدد قليل من الديمقراطيين في الكونغرس الضغوط من أجل التوصل إلى قرار بشأن الحرب الأخيرة بين ح م ا س وإسرائيل، قائلين إن القصف الإسرائيلي للمدنيين في غزة يؤدي إلى كارثة إنسانية.
ويشهد عدد من دول العالم احتجاجات غاضبة منددة بالحرب الإسرائيلية على غزة، ويتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي بري وجوي وبحري منذ إطلاق الم قاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، كما يتعرض القطاع لحصار وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"غير المقبول".
وقوبل "طوفان الأقصى" بعملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية، أدت إلى مقتل أكثر 3700 شخص وإصابة أكثر من 13 ألفا. أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قتل 1400 شخص بينهم 306 بين ضابط وجنود، فيما أسرت "ح ما س" أكثر من 200 إسرائيلي.