صرّح رئيس المعارضة في الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، اليوم الخميس، بأنّ المعارضة لن تنضم إلى حكومة الطوارئ ولكنها لن تمانع تشكيلها.
وقال لابيد، في تصريحات داخل "الكنيست"، إنّ "المعارضة لن تُصوّت اليوم ضد حكومة الطوارئ، لكن ما تشكّل هو بناء لا يمكنه العمل".
وانعقدت الليلة الهيئة العامة لــ"الكنيست" للمصادقة على انضمام وزراء الاحتلال الجدد من "معسكر الدولة" إلى حكومة الطوارئ، وذلك بعدما أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، تشكيل حكومة طوارئ، مؤكداً أنّ "مستقبل إسرائيل على المحك".
تجدر الإشارة إلى أنّ إعلان "حكومة الطوارئ" يُصاحبه ضغوط يتعرّض لها وزراء حكومة الاحتلال من جانب المستوطنين الذين يعيشون حالة من الذعر والقلق بسبب عملية "طوفان الأقصى".
وقد تعرّض أمس وزراء من حزب الليكود الإسرائيلي لهجمات من قبل مستوطنين ووجّهوا لهم شتائم واتهامات بأنّهم "دمّروا إسرائيل"، وذلك خلال زيارتهم للجرحى في المستشفيات الإسرائيلية.
وفي وقت سابق، حذّر أهالي الأسرى الإسرائيليين، رئيس كيان الاحتلال إسحاق هرتسوغ، من أنّه إذا لم يعد أبناؤهم "فسيزلزلون إسرائيل، إذا تطلّب الأمر، ولن يقبلوا تركهم في غزة".
وقد أظهر استطلاع جديد للبروفيسور الإسرائيلي، كميل فوكس، وفق دراسة استقصائية بتكليف من مستشار استراتيجي، حيث شملت العينة 620 شخصاً، وهي أكبر من المعتاد، في القطاع اليهودي فقط، أنّ 79% من ناخبي أحزاب الائتلاف في الانتخابات الأخيرة يرون في الحدث (طوفان الأقصى) فشلاً لقيادة "إسرائيل".
ويعتقد 94% من الإسرائيليين المستطلعين أنّ "حكومة الاحتلال هي المسؤولة عن الوضع الذي أدّى إلى انهيار نظام حماية المستوطنات برمته في الجنوب"، كما يعتقد 75% منهم أنّ على الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية كبيرة جداً".
الانقسامات في حكومة الاحتلال تتعمّق
نتائج هذا الاستطلاع واتّهام الحكومة بأنّها السبب في انهيار الأمن هي نتيجة انقسامات سياسية عميقة ومتواصلة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي بسبب التعديلات القضائية، وقد أتت بعد تحذيرات من "وضع مقلق جداً" في "إسرائيل".
وفي وقتٍ سابق، نشر 250 من كبار المسؤولين السابقين في الجهات الأمنية المختلفة والسلك الدبلوماسي، رسالة لاذعة اتهموا فيها نتنياهو "بخلق وزرع انقسامات مدمّرة، وبإهانة بناة إسرائيل، وتعريض أمنها للخطر بسبب حرف الاهتمام القومي عن الخطر الوجودي من إيران إلى الفصائل الفلسطينة وحزب الله".
كما سبق وأن تناول الاعلام الإسرائيلي، الانقسام الداخلي، مشيراً إلى أنّ أعداء "اسرائيل، ينظرون إلى التمزق الداخلي، ويفركون أيديهم بسعادة، فيما رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، يحذرون وزراء الحكومة.
وتحدّث معلق الشؤون العسكرية في "القناة 12" الإسرائيلية، عن التمزق الداخلي في "إسرائيل"، والتوتر الذي يتزايد، مشيراً إلى أنّ "من ينظر إلى ذلك هم أعداؤنا".
وفي السياق، قال رئيس شعبة العمليات السابق، اللواء في الاحتياط، إسرائيل زيف، في تموز/يوليو السابق، إنّ "إسرائيل أمام خطر حرب حقيقي، وهي في وضع حساس ومعقد جداً".
وأكّد زيف لـ"القناة الـ ـ12" الإسرائيلية أنّ "إسرائيل على حافة خطر حرب"، مشيراً إلى أنّ "جزءاً من هذا الموضوع هو تشخيص أعدائنا من حولنا، وتحديداً حزب الله وإيران، وما يحدث هنا يدلّ على أنّه ضعف داخلي".
ووسط تهديد أكثر من ألف جندي في سلاح الجو بتعليق تطوعهم إذا أُقرّت التعديلات القضائية، وتوقف آلاف الجنود عن الخدمة احتجاجاً، أوضح زيف أنّ على "نتنياهو أن يتحمل المسؤولية ووقف التعديلات القضائية، وإلّا فستكون إسرائيل في أزمة خطيرة جداً".