الممر الاقتصادي الجديد.. هل يضرب قناة السويس ويعزل لبنان ويقطع طريق الحرير؟

زينة أرزوني – وكالة انباء اسيا

2023.09.11 - 07:22
Facebook Share
طباعة

 التصفيق الاسرائيلي وتهليل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو للممر الاقتصادي الجديد، الذي ينطلق من الهند إلى الإمارات ومنها إلى السعودية، وحيفا وصولاً إلى اليونان ومنها إلى أوروبا، يدفع الى طرح علامات استفهام عدة حول الغاية والهدف من هذا الطريق، التي إستثنى منه لبنان، سوريا والعراق، وجعل من اسرائيل "درة تاجه".


اسئلة عدة تُطرح حول خفايا هذا الممر، هل هو لضرب قناة السويس؟، ام هو لمواجهة طريق الحرير الذي يعبر من الصين إلى باكستان فالكويت وصولاً إلى سلطنة عمان ومن هناك إلى افريقيا؟، ولماذا تم إختيار مرفأ حيفا بدلا من مرفأ بيروت؟.


على صعيد لبنان الذي يرى اطرفاً فيه معادية لمحور الممانعة انهم هم السبب في عزل لبنان عربياً ودولياً وأفسح المجال أمام الآخرين ليكونوا مدخل شرق المتوسط، فيما يذهب آخرون الى اعتبار ان تفجير مرفأ بيروت وإنهاكه كان الهدف منه إخراجه من هذا المشروع، فمرفأ بيروت وبعد إحتلال فلسطين تحول الى نقطة وصل بين الدول العربية والشرق واوروبا وحل مكان مرفأ حيفا، فيما تسعى إسرائيل اليوم الى استعادة دوره وتعزيزه وتكبيره على حساب مرفأ بيروت.


واشنطن التي تسعى دائماً الى حماية أمن إسرائيل اهدتها هذا المشروع، فالممر حلم إسرائيلي قديم لم يكن من الممكن ان يتحقق إلا بموافقة الدول العربية التي تمتلك الموانئ البحرية والتي ترضى بالتعامل مع إسرائيل، فبحسب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، ان هذا المشروع طرح منذ سنوات وظل ينتظر موافقة الدول التي تملك موانئ تجعل من تحقيق هذا المشروع ممكناً، قائلاً: "نحن لم نكن لنحلم أن مثل هذا المشروع يمكن أن يطرح، هذا المشروع سيفضي إلى زيادة أنشطة ميناء حيفا بشكل كبير ويمكن أن تزداد فاعلية الموانئ الإسرائيلية الأخرى، وإسرائيل ستتحول إلى مركز منظومة علاقات دولية جديدة تحديدا في كل ما يتعلق بدول الخليج".


وأكد أن المشروع سيساهم في ربط إسرائيل بالاقتصاد العالمي، على اعتبار أنه بدون إسرائيل فإن هذا المشروع لن يكون ممكناً، على حد تعبيره.


الطريق الذي يمر عبر ثلاثة دول عربية، سيفضي إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والسعودية، وهو مان قد تحدث عنه نتنياهو قبل شهر صراحة عن مشروع لربط إسرائيل والسعودية عبر خطة سكك حديدية.


وبحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، أن هذا المشروع سيربط بين مشروع مدينة "نيوم" السعودية ومشروع خطة السكة الحديدية الضخم الذي قررت إسرائيل تدشينه والذي يفترض أن يربط بين أقصى شمال إسرائيل وميناء "إيلات" في أقصى الجنوب.


فمدة السفر من إيلات إلى نيوم عبر ميناء العقبة الأردني بواسطة خطة السكة الحديدية لا تتجاوز ساعتين ونصف، وسيسمح المشروع بنقل السياح ورجال الأعمال والتقنيات الإسرائيلية إلى "نيوم".


في مصر كان النقاش أكثر حدة، لأن مصر نفسها تملك قناة السويس، الممر الأبرز حتى الآن الذي يصل الشرق بأوروبا، وهو ما دفع كثيرين للتساؤل هل مشروع "الممر الاقتصادي" الجديد هو رديف لقناة السويس ومنافس لها؟".


المعارضون له رأوا أن الممر الاقتصادي الجديد المزمع إنشاؤه هو ضربة قاصمة لقناة السويس، وسيساهم في إفقار مصر رسمياً عبر حرمانها من دخل قناة السويس، حتى ان البعض وصفه بالمؤامرة العلنية من السعودية على مصر.


وهو ما اشارت اليه صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، معتبرة أن هذا المشروع سيقنع الكثير من الدول وشركات النقل باعتماده بدلا من قناة السويس.


ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أنه لا يتوقع أن يؤثر المشروع على دور قناة السويس كممر لنقل النفط، إلا أنه سيهدد مكانتها كممر لنقل البضائع لأن استخدامه سيقلص الفترة الزمنية التي يستغرقها نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا والعكس مقارنة بقناة السويس.


اما المدافعون عنه فإعتبروا ان هذا الممر هو إعلان لتطبيع السعودية علاقتها مع اسرائيل وليس هدفه ضرب مصر ومصالحها، واستبعدوا أن يؤثر الممر الجديد على القناة لأنه غير واقعي وتكلفته عالية جدا.م


من الواضح إذاً ان المشروع ضرب أكثر من عصفور في طريقه، فإلى جانب كل ما ذكر، يهدف هذا الممر الى مواجهة مبادرة الحزام والطريق، بحسب مايكل كوغلمان، الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن.


وهو ما أكد ايضا موقع "أكسيوس" الأميركي، الذي اشار الى أن هذا المشروع واحد من "مبادرات واشنطن الرئيسة" الرامية إلى احتواء نفوذ الصين في الشرق الأوسط.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 7