مخطط إنهيار لبنان.. من الاقتصاد حتى التقسيم

زينة ارزوني- بيروت

2023.07.30 - 10:44
Facebook Share
طباعة

 ما يحدث في لبنان من إنهيارات متتالية للإقتصاد ومجتمعه وتفريغ مؤسسات الدولة من العاملين فيها، اضافة الى الستاتيكو على الصعيد السياسي، ليس بسبب سياسات حكامه الفاشلة فقط، انما هو مخطط رُسم للبنان منذ سنوات عدة .
فبحسب مصدر دبلوماسي مطلع يؤكد ان هذا المخطط قد يكون أعد له بعد حرب 2006، فإسرائيل لن تقبل بدولة تُهدد كيانها، وواشنطن الداعمة لها والتي تحافظ على أمنها سعت وتسعى الى تدجين كل من يعارض مصالحها في المنطقة، ويقف في طريق تحقيق اهدافها، ويقول المصدر الدبلوماسي انه بعدما فلشت الادراة الاميركية بالقضاء على من تعتبره عدواً لها ولإسرائيل في لبنان بالحديد والنار، حاولت التقرب من الفريق المحسوب على محور الممانعة، وتقديم العروض له للحكم في لبنان ضمن ضوابط تفرضها هي، شرط ضمان أمن إسرائيل، وهو ما قُوبل بالرفض من قبل هذا الفريق، فمكانته التي حجزهاً لبنانياً وإقليمياً بإعتراف أعدائه وخصومه قبل حلفائه لن تجعله يُطأطأ رأسه ويعمل خادماً عند الادارة الاميركية.
ولذلك، يؤكد المصدر انه مع كل إستحقاق دستوري، تعود ادوات واشنطن ممن يزعمون انهم معارضة في لبنان الى عزف اللحن نفسه على إسطوانة باتت مشروخة، وهو رفع الصوت عالياً في كل مناسبة أوعشاء او بيان الى اتهام ايران بأنها تسعى الى السيطرة على لبنان من خلال الحزب، إلا ان المصدر يجزم بأن الدولة التي تعتبرها أميركا عائقاً لها في لبنان، لا تسعى الى السيطرة عليه ولا يعنيها الشغور في مرافق الدولة اللبنانية، بل هي تريد الحفاظ على الفريق الممانع لإسرائيل ليبقى سيفاً داعماً للقضية الفلسطينية ويحمي محور تحرير فلسطين بالقوة.
ويستند في كلامه على ان هدف ايران هو تحرير فلسطين وازالة الشيطان الاكبر من الوجود كما تردد دائماً الا وهو اسرائيل، وهذا مرتبط بالعقيدة الدينية القائمة على مبدأ ولاية الفقيه، ولا يرتبط بمصالح الدولة الضيقة، على غرار عقيدة بابا روما المتمثلة بعودة بالمسيح.
وإنطلاقاً من هذا الواقع، يؤكد مصدر وزاري مقرب من قوى الثامن من آذار، ان سطوة الارادة الاميركية على بعض القوى داخل لبنان لا تحتاج الى مكبر لإظهارها، زاعماً ان هذه السطوة حاولت واشنطن ممارستها خارجياً في أكثر من ملف لتحجيم حركات المقاومة، ومن بينها ملف الاتفاق النووي، الذي إستغلته للتفاوض مع ايران بهدف إنتزاع ضمان التزام الم قاومة الفلسطينية واللبنانية بهدنة طويلة مع اسرائيل، وهو ما رفضته طهران، الامر الذي كان سبباً من الاسباب التي دفعت بالرئيس الاميركي دونالد الى اعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادة العمل بالعقوبات المفروضة على طهران.
المصدر الذي يؤكد أنه لا يود ذكر اسمه كي لا يحرج حلفاءه الملتزمين بسرية التفاوض مع الخصوم، يرى أن كل التصعيد المحلي مرتبط بالتصعيد الاقليمي المحكوم بالتصعيد الدولي بين الاطراف المعنية بلبنان لكنه تصعيد ليس من الأكيد ان يصل الى الانفجار، فالجميع يريد هدنة طويلة تتيح لكل طرف اعادة الامساك بأوراق التفاوض حين يحل موعد الجلوس على طاولة رسم مصير الدول والكيانات وأوزان اللاعببن في النظام العالمي، الذي ترسمه مجددا قوى دولية لا ترى في لبنان سوى مصالح اسرائيل او كيف يمكن ضرب مصالح اسرائيل.
واللاعبون الداخليون من ذوي الصوت المرتفع أدوات ليس بينها من لا يُستغنى عنه سوى من له دور اقليمي فاعل، فكم طرف في لبنان له مثل هذا الدور سوى واحد؟؟.
كما ان هناك قناعة بين عدد من النخب الاميركية بأهمية الحزب في الخارطة اللبنانية والاقليمية، بحسب ما يؤكده مدير المركز الوطني لمحاربة الإرهاب التابع للحكومة الاميركية نيكولاس راسموسن، ويتفق معه بذلك مراكز ابحاث أميركية، ومن دانييل بيمان الأستاذ بجامعة جورجتاون الاميركية، الذي يشير الى أن الحزب مزيج صلب بين جوانب متعددة من القوة، وبما أن هذه القوة غير منصاعة لاميركا ولا تخدم مصالحها، وتعيق أهدافها، تسعى عبر مختلف القنوات السياسية والعسكرية الى تدجين حركات الم قاومة في مختلف الدول ومنها لبنان على قاعدة ما حصل مع طالبان.
حتى الآن ودائماً بحسب المصدر الوزراي، لا يوجد خطة واضحة للبنان بشأن الاستحقاق الرئاسي والمبادرات التي تُطرح، ما هو موجود ومعروف لدى الدول الغربية كيفية العمل على إستكمال تنفيذ مخطط إنهيار لبنان وتشديد الحصار عليه ليصبح وضعه اقرب الى وضع غزة عبر فرض عقوبات على كيانات وشركات بداخله، وتمزيق إقتصاده أكثر فأكثر، بعدما كان قد أفشل هذا المخطط عام 2012 في سوريا.
وبحسب المصدر الوزاري، ليس الاقتصاد وحده هدفاً للادارة الاميركية فالمجتمع اللبناني وتحديداً الشيعي تسعى واشنطن الى تقليب رأيه على الفريق الذي يعتبر وجوده في لبنان حماية له من الانتهاكات الاسرائيلية، ولذلك عدلت في خطتها وإنتقلت الى لعبة التغيير الديمغرافي، ولذلك يصر المجتمع الدولي على ابقاء النازحين السوريين في لبنان تمهيداً لتوطينهم مع الحث على عودة فلسطينيي الاردن والمهجَر الى لبنان، فتتغير بذلك الخريطة الديمغرافية للبنان، ويبدأ العمل على تقسيمه تحت حماية قوات رمزية أميركية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4