في خطوة تحمل دلالات سياسية هامة على المستوى الداخلي كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من أوائل المهنئين لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط بانتخابه رئيساً للحزب الإشتراكي خلفا لوالده وليد جنبلاط.
في هذا الإطار تشير مصادر مطلعة على اجواء الحراك السياسي الداخلي لوكالة أنباء آسيا، الى ان خطوة باسيل باتجاه جنبلاط الابن ليست عابرة، بل تعتبر مؤشراً على العلاقة المستقبلية المتوقعة بين الرجلين، خصوصا وان هناك معلومات تتحدث عن تحالف سياسي يتم التحضير له على ضفة الوطني الحر- الحزب الاشتراكي في الفترة المقبلة.
وبحسب المصادر فإن "مائدة العشاء التي جمعت النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في منزل صهر آل جنبلاط جوي الضاهر فتحت أولى نوافذ التقارب بين التيار والاشتراكي، خصوصا وان جنبلاط لم يمانع بأن ينفتح باسيل على نجله تيمور، وان يبحثا في إمكانية التوافق سياسيا، خصوصا وان هناك قواسم مشتركة بين الجانبين والتي ترجمت من خلال دعمهما لترشيح جهاد ازعور والتصويت له مقابل مرشح الممانعة سليمان فرنجية".
وتلفت المصادر الى ان "باسيل يرى في تيمور جنبلاط مشروع حليف سياسي على المدى الطويل وهو لا يزال في أولى مراحل حياته السياسية وينطلق من حيثية شعبية درزية واسعة لا يملكها حليفه النائب السابق طلال ارسلان، كما ان قيام تحالف بين باسيل وتيمور جنبلاط يثبت حضور التيار في عاليه والشوف والمتن وهذا يشكل مصلحة مشتركة للتيار والحزب الاشتراكي الذي باتت علاقته مع حليفه التقليدي اي القوات اللبنانية في أدنى مستوياتها لكنها لم تنقطع بشكل نهائي".
وعليه لا تستبعد المصادر في حال توافق باسيل وجنبلاط قيام تحالف مسيحي - درزي على غرار تفاهم مار مخايل الشهير بين التيار وحزب الل له، وبالتالي يصبح هذا التحالف الذي سيشكل بديلا لباسيل عن تفاهم مار مخايل بمثابة كفة موازية لكفة الثنائي الشيعي، بحيث يصبح باسيل وجنبلاط يمسكان بورقة الميثاقية، ما يحول دون تجاوزهما عند اي استحقاق سياسي او دستوري، وعليه يبقى السؤال عن موعد إعلان تحالف باسيل - جنبلاط، والذي سيكون بمثابة صفحة جديدة بين الفريقين بشكل خاص، وعلى مستوى المشهد السياسي في لبنان بشكل عام.