حدائق الرقة.. من متنفسٍ للسكان إلى أوكار لتجار المخدرات
اعداد سامر الخطيب
بعد تفشي ظاهرة البطالة والمخدرات، في محافظة الرقة السورية، تحولت الحدائق فيها لأوكار ومساطب تأوي إليها مجموعات من الشبان المتعاطين للمخدرات والحشيش والمشروبات الروحية، وأشهرها كان حديقة الرشيد وسط المدينة.
ومنذ خروج تنظيم "د اع ش" واستلام الإدارة الذاتية زمام الأمور، تم إعادة تأهيل العديد من الحدائق والساحات العامة في مركز المدينة، لكن ونتيجة تفشي ظاهرة المخدرات والبطالة وغياب الرادع الأمني، ظهرت مجموعات من الشبان من مختلف الأعمار يترددون إلى الحدائق وفق مجموعات متشردة، جعلت من الحدائق مرتعاً وتجمعاً لنشاطهم وعاداتهم السيئة كالتحرش والمشاجرات وعرض المسروقات، ولا يخفى على الرائي والسكان المحليين كيف أصبحت أغلب الحدائق “سيئة الصيت” نتيجة وجود هذه المجموعات.
وكانت الحدائق أو الجنائن سابقاً مجانية للسكان والعوائل، لكن الآن قلما يشاهد عوائل وخاصة النساء في الحدائق إلا بحضور أبناء وشباب تحمي تلك الأسر، فالتحرش والتلفظ بألفاظ نابية، عدى السكارى والمتعاطين، قد أرقت الأهالي خاصة وأن تلك المجموعات الضالة لا رادع لها ولا مانع .
وتشتهر مدينة الرقة منذ القديم بغطائها وحزامها الأخضر، نتيجة جوارها للموارد والمسطحات المائية، وأبرزها نهر الفرات ورافده “البليخ” وقنواته “السواقي”، والذي تحول تلقائيا إلى بساتين تعم أرجاء مركز المدينة والأرياف الأربعة المحيطة.
ومع تقادم السنين تحولت تلك البقع الخضراء إلى حدائق وترويحة للسكان المحليين، ليبلغ عددها 9حدائق تشمل أغلب أحياء المدينة.
وتدفع الظروف المعيشية “الصعبة” العديد من سكان الرقة إلى المخدرات هرباً من واقعهم.
ولا يقتصر ضرر المخدرات على المدمنين، وإنما يطال سكان الرقة، كما أوضح أحمد، لأن “عجز بعض المدمنين عن تأمين المال الكافي لتعاطي هذه المادة يدفعهم إلى سرقة المنازل أو المحلات التجارية أو الهواتف المحمولة”، غير أن “مروجي المخدرات يوسعون شبكة بيعهم عبر هؤلاء، بحيث يعطونهم الجرعات مجاناً مقابل بيعها لآخرين”.
وتعلن قوى الأمن الداخلي في الرقة من وقت إلى آخر القبض على عصابات المخدرات، لكن “العديد من التجار يخرجون من السجن بعد أشهر من إلقاء القبض عليهم، مقابل دفع رشاوى لقياديين في قوات سوريا الديمقراطية”، ناهيك عن أن “بعض المواد المخدرة يتم جلبها إلى المنطقة من قبل قادة نافذين في قسد”، كما أوضح مصدر من الرقة، طالبا عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية.
