العاملون في مكتب القاهرة يتهمون BBC بالتمييز ضدهم ويهددون بالتصعيد
وكالة أنباء آسيا
في حدث غير معتاد داخل هيئة الإذاعة البريطانية BBC، بدأ العاملون في مكتب القاهرة إضرابًا منذ الاربعاء الماضي، احتجاجًا على إصرار هيئة الإذاعة البريطانية، على دفع رواتب الموظفين بالجنيه المصري، والذي فقد الكثير من قيمته خلال العام الماضي.
ووصف عدد من الصحفيين الذين شاركوا في الإضراب ما يتعرضون له بالتمييز الواضح والصريح ضدهم في سياسة الرواتب مقارنة بغيرهم من غير المصريين، وفي المكاتب الأخرى للهيئة البريطانية، ومن بينها مكاتب في منطقة الشرق الأوسط مثل تركيا ولبنان.
يأتي هذا الإضراب بعد أكثر من عام من المفاوضات، إذ أبلغ معظم الموظفين البالغ عددهم حوالي 90، هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنهم سيضربون طوال اليوم. وقال مصدر لوكالة أنباء آسيا من داخل الهيئة أن أغلب الموظفين التزموا بالمشاركة في الإضراب المحدود باستثناء عدد قليل منهم.
وتواصل موظفو بي بي سي، مع الإدارة في مارس/آذار الماضي ، مطالبين بدفع أجرهم بالدولار، واقترحوا لاحقًا ربط الراتب بالدولار.
وأوضح المصدر نفسه أن مطالب تعديل اﻷجور بدأت عام 2016، مع أول تعويم رسمي للعملة المصرية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام المشار إليه، لكن الإدارة ممثلة في رئيس الخدمة وقتها سام فرح اشترطت ما وصفه المصدر بأنه شروط "تعجيزية".
وبحسب المصدر فقد اشترطت المؤسسة أن يصل التضخم في مصر إلى 40%، وأن يكون جزء من مصروفات العاملين اليومية بالدولار، وحين طلب العاملون مساواتهم بالعاملين في مكتب بيروت ردّ فرح حينها "إذا بتوصل اﻷوضاع زي بيروت وقتها بندفع بالدولار".
من جانبه، زار نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي بصحبة عضو مجلس النقابة محمد الجارحي المضربين في مكتب القاهرة. وأوضح النقيب أن الإدارة في بداية المفاوضات كانت ترفض تدخل نقابة الصحفيين المصرية "إلا أننا رفضنا، خاصة أن هناك أعضاء من داخل المكتب ينتمون للكيان النقابي".
وأوضح البلشي "أن العاملين في مكتب القاهرة لا يستجاب لمطالبهم منذ فترة، وخاطبنا خلال الفترة الماضية كل الأطراف من مكتب BBC هنا ونقابة الصحفيين البريطانيين والاتحاد الدولي للصحفيين، لأن لدى الزملاء مطالب عادلة ومشروعة جدا، وتتعلق بتراجع أجورهم بشدة لأسباب كثيرة، ولم تكن الإجابات تكفي وكان الموقف من مكتب BBC القاهرة غريبا، لأن ما يجري في مكتب بيروت ليس كما يجري في القاهرة، وكذلك مكتب تركيا فرواتبهم تحتسب بطريقة مختلفة عن مكتب مصر».
وتابع: «كان الرد من المؤسسة أننا نتعامل حسب الوضع في كل مكان، وكانت الرسالة سلبية للغاية، وتعني الرسالة أن هناك تمييزًا ضد الصحفيين المصريين بشكل أو بآخر»، مؤكدا على أن مطالب الصحفيين المصريين حقيقية، «توجهنا إلى مكتب BBC بعد تفاوض طويل، وكنا نتمنى أن نصل إلى حل، وعلى المؤسسة أن تتحرك لحل المشاكل بشكل جدي وليس بهذه الطريقة».
في السياق عبّر المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ( وهو مركز حقوقي يعمل على الحقوق العمالية غير حكومي) عن تضامنه الكامل مع الصحفيين والعاملين في مكتب القاهرة بهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في مطالبهم المشروعة احتجاجا على تجاهل الإدارة حل أزمة سوء أوضاعهم المالية لأكثر من عام.
كما عبر المركز عن دعمه للاحتجاج المشروع لصحفيي وعاملي مكتب "بي بي سي" في القاهرة، يؤكد استعداده لتقديم جميع سبل الدعم القانوني لهم في أي وقت، مشددا على ضرورة وقف الإجراءات التعسفية والتمييزية ضد العاملين، فضلا عن تحقيق مبادىء العدالة والمساواة المادية والأدبية لهم كحقوق أساسية غير قابلة للمساومة أو التفاوض.
