قسد تحاول خداع تركيا بـ فصائل عشائرية.. كردستان تخنق خصومها الكرد اقتصادياً

سفيان درويش

2023.05.27 - 08:50
Facebook Share
طباعة

 تنفي مصادر خاصة لـ وكالة أنباء آسيا وجود أي نية أمريكية حالية لتشكيل فصيلاً يتبع لـ "جيش سورية الحرة"، في محافظة الرقة، مشيرة إلى أن المشاورات مع العشائر في المنطقة الشرقية ما تزال مستمرة من قبل فريق وزارة الخارجية الأمريكية المنتشر في القاعدة غير الشرعية الواقعة بالقرب من قرية "هيمو"، إلى الغرب من مدينة القامشلي، إضافة إلى شخصيات عسكرية، والهدف محاولة إيجاد بديل مقبول من قبل الحكومة التركية ينتشر على خطوط التماس المباشر شمال محافظتي الرقة والحسكة بدلاً من انتشار "قسد"، وتقول المعلومات التي حصلت عليها "آسيا"، من مصادر متعددة إن قسد ترفض بشكل نهائي التنسيق مع "جيش سورية الحرة"، منذ أن كان هذا الفصيل المنتشر في منطقة الركبان يحمل اسم "جيش سورية الجديد"، والذي كان تحت إمرة القيادي الذي طردته واشنطن إلى تركيا "مهند الطلاع".
تؤكد مصادرنا إن المساورات مع العشائر العربية لتشكيل هذه الفصائل تتم بالتنسيق ما بين القوات الأمريكية وقسد التي تجد في المكون العشائري تهديداً مباشراً لوجودها العسكري، ولا تقبل بأن تكون هذه الفصائل مستقلة عن قسد نهائياً، وهذا ما عرقل إعادة تشكيل فصيل "لواء أحرار الرقة"، بعد توقف الأمريكيين عن الاجتماع بقائده السابق ""، المعروف بلقب "أبو عيسى"، والذي كان قيد الإقامة الجبرية وممنوع من مغادرة المنطقة التي يعيشها فيها بدون موافقة "قسد"، كما إن الأمريكيين توقفوا عن محاولة إقناع القيادات الكردية بـ "أحمد الجربا"، ليقود فصيل مشكلاً من أبناء العشائر في محافظة الحسكة، علما إن الجربا خرج من المشهد السوري منذ أن أخرج الجناح العسكري التابع لـ "تيار الغد"، الذي شكله من شمال شرق سورية بعد أن كانت القوات الامريكية قد منحته مناطق جنوب غرب محافظة الحسكة للانتشار فيها خلال صيف العام 2016.
تقول مصادرنا، إن الفصائل الكردية لا تمتلك أي خلافات سابقة مع "جيش سورية الحرة"، ولكن الخشية من المنافسة وإمكانية إيجاد واشنطن لبدائل عن قسد على مستوى الدور الوظيفي في المنطقة النفطية، هي ما تجعلها ترفض التنسيق بحجة أن هذه الفصائل قد تعمل على إشعال المنطقة بالصراعات العشائرية بما قد يفضي لاحقاً لتفكك "قسد"، نفسها والتي تريد الاستفراد بالدعم الأمريكي لنفسها، إلا أن إيجاد فصائل عشائرية مقبولة من تركيا لتنتشر في مناطق التماس المباشر بدلاً من "الوحدات الكردية"، بات ضرورة بالنسبة لـ واشنطن لتقطع الطريق على أي تنسيق "روسي – تركي – سوري"، على اعتبار أن تركية لا تبحث في شمال سورية إلا أن تحقيق "أمنها القومي"، بإبعاد الفصائل الكردية المسلحة عن حدودها، وإيجاد هذه الفصائل العشائري سيعني إن واشنطن تحقق لـ تركيا ما تريده بدلاً من انتشار الجيش السوري في مناطق الحدود والعمل على تفعيل "اتفاق أضنة"، الذي يتيح لتركيا بموافقة دمشق الدخول إلى شمال الأراضي السورية لضرب من تعتبرهم أنقرة تنظيمات إرهابية، والحديث هنا عن "حزب العمال الكردستاني"، المصنف على لائحة التنظيمات الإرهابية لدى الكثير من الدول، والذي يعد المتحكم الأساسي بمسار عمل قسد عسكريا.
الفصائل التي من الممكن أن تشكل ستكون تابعة لـ قسد بشكل أساسي من خلال التمويل والتحرك، ولن تكون مستقلة بالمطلق، الأمر الذي لن تقبل به تركيا من وجه نظر المصادر الكردية التي تحدثت لـ "وكالة أنباء آسيا"، إن مثل هذه الفصائل لن تكون قادرة على منع أي عملية تركية في الشمال السوري، كما إنها لن تكون قادرة على صد أي عملية عسكرية سورية مدعومة روسياً إذا ما بدء التحرك، وبالتالي يبدو أن واشنطن تلعب بأوراق شبه محروقة في هذه المرحلة فيما يخص شمال شرق سورية، وأن إلزامية الحوار مع دمشق لإنهاء ملف المناطق النفطية سيدخل حيز التنفيذ بالنسبة للأمريكيين حال زيادة فعالية العلاقات السورية التركية من جهة، والسورية العربية من جهة أخرى، فواشنطن لن تذهب نحو معاقبة شركاءها في المنطقة خاصة الدول الخليجية إذا ما زادت من علاقاتها مع دمشق، وعلى هذا الأساس يبدو أن الملف السوري يسير بخطى متسارعة نحو حلول نهائية ومستدامة.

كما تنفي مصادر "وكالة أنباء آسيا"، وجود أي محاولات للتواصل بين "قوات سورية الديمقراطية"، و "المجلس الوطني الكردي"، في المرحلة الحالية، رغم محاولة الأمريكيين في أكثر من مرة الدفع بالحوار "الكردي – الكردي"، لتحقيق مصالحة من شأنها أن يتم اقتسام السلطة في مناطق شمال شرق سورية بين قسد والمجلس بما يمثله من امتداد للحكومة التركية نتيجة لسيطرتها على المجلس الذي يعد بدوره جزءاً من الإئتلاف المعارض، وتقول مصادرنا في هذا الصدد أن "قسد"، ترفض بشكل نهائي الحوار مع المجلس الوطني الكردي حالياً، وترغب بأن يكون تعاونها مع تيار طالباني الذي يسيطر على مدينة السليمانية في مناطق شمال العراق أكثر فعالية من أي وقت مضى، الأمر الذي دفع بـ حكومة إقليم شمال العراق "كردستاني"، للذهاب نحو خنق قسد اقتصادياً من خلال إغلاق كامل المعابر التي تربط الشمال العراقي بالشمال السوري، وعلى الرغم من إن حديث قسد اقتصر فقط على إعلان إغلاق معبر سماليكا المخصص لحركة نقل الركاب، إلا أن مصادر "وكالة آسيا"، تؤكد إغلاق معبر "المحمودي"، المخصص لنقل النفط، ومعبر الوليد المخصص لدخول شاحنات نقل البضائع، الأمر الذي سيعني بالنسبة لـ قسد مشاكل اقتصادية كبرى يجب أن تحل من خلال النقاش المباشر مع أربيل، ولا يبدو أن الاخيرة ترغب بمثل هذا الحوار حالياً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7