شهدت مدينة الرقة استنفارا أمنيا لقوى الأمن الداخلي “الأسايش”، حيث انتشرت القوات على تقاطع الطرق الرئيسية والشوارع وفي محيط السجن الذي يضم سجناء من تنظيم “د ا ع ش”.
جاء ذلك، نتيجة ورود معلومات عن تهديدات أمنية لـ”التنظيم” بتنفيذ هجمات وتفجيرات في المدينة.
وأكدت مصادر أهلية، بأن سجن الرقة الذي يأوي أسرى تنظيم “د ا ع ش” أمام تهديد حقيقي، ولا سيما بعد محاولات عديدة بتحرير أسراهم من السجن، وسط مخاوف من تكرار لسيناريو جرى في مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، (الهجوم على سجن غويران).
وفي السياق، بيّن أحد ناشطي المدينة، أن السجن الموجود إلى الشمال من الرقة "يضم قياديين من التنظيم، ولكن على الأغلب ليسوا من قياديي الصفين الأول والثاني". وأوضح أن سجن الرقة "يضم أيضاً عناصر ومناصرين للتنظيم"، مشيراً إلى أن "قوات قسد كانت اعتقلت بعد سيطرتها على المدينة وريفها عدداً غير معروف من الأشخاص بتهمة التعاون مع التنظيم".
وأعرب عن اعتقاده بأن هجوم تنظيم "د ا ع ش" على أي سجن، ومنه سجن الرقة، "ممكن، لأن السجون أهداف ثابتة، والحركة حولها دورية واعتيادية وهذه نقطة الضعف التي يمكن أن يستفيد منها التنظيم".
وأشار إلى أن التنظيم "يلجأ إلى شراء عناصر من الحماية على السجون". وبرأيه، فإنه "من الأكيد أن سجن الرقة ليس أصعب من سجون في العراق اقتحمها التنظيم خلال السنوات الماضية". كما رأى أن التنظيم "في حال خطّط لاقتحام سجن الرقة، يمكن أن يعتمد على خلاياه النائمة في المنطقة، أو أن يشن هجوماً من مواقعه في البادية، جنوب الرقة". غير أنه اعتبر أن قوات قسد "يمكن أن تروّج إعلامياً لهجوم محتمل من التنظيم على سجن الرقة للحصول على دعم إضافي من التحالف الدولي، أو لتحقيق غايات سياسية"، وفق اعتقاده.
وفي 23 نيسان الفائت، اعتقلت وحدات مكافحة الإرهاب Y.A.T، عنصرين من خلايا تنظيم “د ا ع ش”، في عمليتين منفصلتين في مدينة الرقة وريفها الغربي في قرية السلحبية، حيث تمت العملية بإسناد جوي من قبل “التحالف الدولي”، وسط فرض طوق أمني حول موقع يتوارى فيه العنصران.
ووفقا للمعلومات، فإن العنصرين ينشطان في المنطقة المذكورة، يختصان في تقديم المعلومات الاستخباراتية والاحداثيات لخلايا “التنظيم” للقيام بعمليات وهجمات مباغتة تستهدف المراكز الأمنية لـ “قسد”.
وجاء ذلك، بعد مضي أقل من 24 ساعة من اكتشاف مخبأ سري لتنظيم “د ا ع ش” بمزرعة “البغدادي” جنوبي الرقة، من قبل قوة مشتركة القوات الأميركية في عملية أمنية.