ازمات معيشية متتالية في مناطق "قسد" المليئة بالنفط

2023.05.09 - 02:02
Facebook Share
طباعة

في ظل الوضع المعيشي السيء والأزمات المتتالية التي يعيشها المواطنون في مدينة الحسكة وغيرها من المناطق شمال وشرق سوريا، تتعدد التحديات أمامهم وتزيد الأعباء المادية وسط حالة من الفقر وانعدام فرص العمل وغلاء الأسعار.


كل ذلك دفع العشرات من أهالي حي النشوة الشرقية بمدينة الحسكة، أمس، للخروج في تظاهرة أمام مبنى مجلس المدينة، على خلفية عدم توزيع “الكومين” أسطوانات الغاز للأهالي، على الرغم من توقف توزيع الاسطوانات منذ 6 أشهر.


ووفقاً للمعلومات، فإن الأهالي سلموا نحو 2000 أسطوانه غاز فارغة لأكثر من ألف عائلة في الحي، دون أن يتم استبدالها معبأة، بالرغم من مناشادات أهالي الحي المتكررة.


وتظهر الكثير من المشاكل الخدمية ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بسبب احتكار وطمع بعض التجار والنفوس الضعيفة، دون أن تتدخل الجهات المعنية للوقوف على الأزمات اليومية التي يعانيها أهالي المنطقة أو السعي إلى حلّها.


في سياق آخر، علقت إدارة جامعة الفرات الدوام في كل من كليتي “الآداب” و”الهندسة في الحسكة، امس الاثنين، احتحاجا على اقتحام عناصر من” قسد” المبنى وطرد الكادر التعليمي وعمداء الكليات والسيطرة على المباني واتخاذها مقرات لها دون معرفة الأسباب.


في دير الزور، خرج أهالي مدينة الشحيل ، في مظاهرة، وقطعوا الطريق العام في المدينة بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على قطع “قسد” للتيار الكهربائي، نتيجة الاعتداءات المستمرة كالسرقة والتخريب للشبكة الكهربائية، من قبل بعض الأهالي المتواجدين بالقرب من الخط الخدمي الخاص بتشغيل محطات المياه والإنارة في مدينتي البصيرة والشحيل وبلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي.


وتشهد مناطق نفوذ الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا في الآونة الأخيرة، ارتفاعاً غير مسبوق وأزمة في تأمين أبسط الاحتياجات ومن بينها مادة السكر ، وجاءت هذه الأزمة، تزامناً مع أزمة ارتفاع سعر أغلب المواد التموينية، وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية الذي وصل لسعر 8700 ليرة مقابل دولار واحد.


و أنشأت الإدارة الذاتية منذ ثلاثة سنوات “شركة نوروز” وهي المراكز الحصرية لبيع المواد التموينية والاستهلاكية بأسعار تنافس التجار، لكن يشتكي السكان المحليون من قلة مراكز التوزيع وعدد ساعات الدوام القليلة، قد خلق أزمة، وأيضا عدم ترك المجال أمام التجار لتأمين المواد التموينية ومنها السكر، قد فاقم الوضع أكثر، بالإضافة لغياب ضوابط لأسعار المواد وتنظيم الاسواق.


و تسرق الولايات المتحدة الامريكية ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري، بمساعدة قوات سوريا الديمقراطية، في حين تحرم "قسد" السكان في المناطق التي تقع تحت سيطرتها منه.


ولم ينس أحد ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "حيث سيكون النفط سنكون"، وهذا ما طبقه الأميركيون في المنطقة. ولكن الأمر بلغ حد الوقاحة عندما قرر ترامب الإنسحاب من سوريا في العام 2018، ومن ثم عاد عن قراره، ليطلق التصريح الشهير، في خطاب أمام أنصاره في المسيسيبي، في تشرين الأول/ نوفمبر 2019 "سنحتفظ بالنفط السوري ونوزعه". وقرر البقاء في شمال شرق سوريا بناء على توصيات الأمن القومي الأميركي ورجال البنتاغون، وبناء عليه أُنشئت القواعد الأميركية في مواقع النفط والغاز، وبقي الإحتلال الأميركي.


ويشكل احتياطي النفط في سوريا ما يقدَّر ب 0.14 على المستوى العالمي. اذ كانت تنتج سوريا بحسب المصادر الصحفية 300- 400 ألف برميل يومياً، يستخدم منها حوالي 250 ألف بشكل محلي، ويتم تصدير الباقي. ويشكل احتياطي النفط في سوريا نحو مليارين ونصف مليار برميل، ومقارنة بالسعودية على سبيل المثال، التي يبلغ احتياطيها 268 مليار برميل، تعد كمية غير ذات أهمية، إلا أنها قبل الحرب على سوريا كانت تكفي احتياجاتها المحلية، دون الحاجة للإستيراد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8