الكمأ.. مصدر رزق "مغمس بالدم" في البادية السورية

اعداد سامر الخطيب

2023.04.18 - 01:34
Facebook Share
طباعة

يعتبر الكمأ مورد رزق هام لسكان البادية السورية الذين فقدوا مورد رزقهم بتربية المواشي منذ سنوات بسبب الحرب في سوريا، لكن الكمأ ليس لقمة سهلة رغم أنها هِبةٌ من الأرض لأن عناصر تنظيم "د ا ع ش" الارهابي لغموا الأرض كما أن خلاياه تتربّص بمن يظهر لهم على مرمى نيرانهم سواء كان مدنيًا ام عسكريًا.


ويُقطف الكمأ الصحراوي، المعروف بجودة أنواعه في سوريا عموماً بين فبراير وأبريل. وغالبا ما يواجه المدنيون خلال موسم جمعه خطرا يتمثّل في ألغام زرعها تنظيم د ا ع ش أو نيران عناصره المتوارين في مناطق صحراوية واسعة والذين ينفذون هجمات دموية مباغتة.


ويُباع الكمأ بسعر مرتفع، ما يفسّر إقبال المواطنين في المناطق الريفية على جمعه لبيعه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة مع حرب مستمرة منذ 12 عاماً. وبحسب تجار فإن الأغلى ثمناً هي الكمأة السوداء التي تشتهر بها مناطق البادية في ريفي حلب وحماة. وبسبب امتداد البادية السورية المترامية الأطراف، تنتج سوريا أنواعاً مختلفة من الكمأ.


ولا يزال فخ الكمأ يوقع المزيد من الضحايا غالبيتهم من المدنيين ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية، إثر عمليات يشنها تنظيم “د ا ع ش”، وانفجار ألغام من مخلفات الحرب، حيث يندفع مئات المدنيين والعسكريين على حد سواء للعمل في البحث عن تلك المادة.


ووثقت منظمات حقوقية مقتل 244 هم: 47 من العسكريين غالبيتهم من “الدفاع الوطني”، و197 بينهم طفلين و5 سيدات، منذ 6 شباط وحتى 16 نيسان الجاري.


وتشهد أسعار الكمأ ارتفاعاً هذا العام بسبب خطورة جمعه. ورغم التحذيرات الأمنية من الجهات المختصة، لا يزال جمع الكمأ ناشطًا.


وتناشد السلطات السورية المواطنين بعدم التوجه إلى البادية لجمع الكمأ، لكونها مناطق لم تعلن آمنة بعد، وتشهد عمليات تطهير من خلايا تنظيم د ا ع ش.


وتشكّل الألغام المتروكة في أراض زراعية وبين المناطق السكنية خطراً دائماً على المزارعين والمارة ورعاة الماشية.


ويعيش نحو 10.2 مليون سوري في مناطق مزروعة بالألغام، ما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص تقريبا بين 2015 و2022، وفقًا للأمم المتحدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 6