تستمر الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها “الهيئة” ضد المدنيين من جهة وبعض الفصائل من جهة أخرى ضاربة بعرض الحائط الأعراف والمواثيق عبر ارتكاب أنماط متعددة من انتهاكات حقوق الإنسان، بشكل رئيس في مراكز الاحتجاز التابعة لها.
و أقدمت مجموعة عناصر من جهاز الأمن العام التابع لـ “الهيئة” أمس الأحد على اعتقال طالبين من أبناء الجانودية بريف إدلب الغربي، أحدهما يدرس الطب البشري والآخر خريج كلية زراعة، وهما ينتميان لـ “حزب التحرير”، دون معرفة التهم الموجهة إليهما وذلك أثناء قيادتهما لدراجة نارية على طريق الجانودية – جسر الشغور.
وفي 6 نيسان الجاري اعتقل عناصر من الجهاز الأمني التابع لـ”الهيئة”، نائب مدير الإدارة الأمنية في” فيلق الشام”، على حاجز بابسقا بريف إدلب، على خلفية اعتقال الأخيرة عنصرًا يعمل ضمن صفوف “الهيئة” بصفة أمنية ويحمل هوية المجلس المحلي لمدينة إعزاز، بعد متابعة تحركاته وأنشطته في الفترة الماضية.
وفي سياق ذلك، شنت هيئة تحـ ـرير الشـ ـام حملة اعتقالات وتمكنت من اعتقال 3 عناصر يتبعون للإدارة الأمنية “لفيلق الشام” بينهم قيادي في إدلب، بالتوازي مع نشر عدد كبير من الحواجز والمعابر في منطقة إدلب لملاحقة عناصر “فيلق الشام” فيها.
وشهد الشمال الغربي من سورية احتجاجات شعبية عدة، بسبب الاحتقان والاستياء من "هيئة تحـ ـرير الشـ ـام" التي تملك جهازاً أمنياً يضم آلاف العناصر "يخنق أنفاس الناس"، وفق مصادر محلية في مخيمات أطمة للنازحين الواقعة على الحدود السورية التركية.
وأشارت المصادر إلى أن الهيئة "تُرهب معارضيها في شمال غربي سورية، وتتعامل بقسوة مع كل من يعترض على سياساتها المتشددة التي يرفضها عموم الناس في شمال غربي سورية".
وترتكب هيئة تحـ ـرير الـ ـشام انتهاكات واسعة للقانون الدولي لحقوق الإنسان بحق الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر عمليات الخطف والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب، وعبر الأحكام الجائرة الصادرة عن محاكم لا ترقى بأي حال من الأحوال إلى القواعد الأساسية للمحاكمات العادلة، بحسب منظمات حقوقية.
وطالبت المنظمات مجلس الأمن بعدم تأخير إنجاز حل النزاع في سوريا لأن ذلك سوف يساهم في تعزيز قوة هيئة تحـ ـرير الـ ـشام ونشر الفكر المتطرف الناتج عن استمرار الاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان. واتخاذ خطوات جدية لإنهاء النزاع في سوريا .
كما أوصت المجتمع الدولي والدول المؤثرة بدعم منظمات المجتمع المدني الحيوية في مناطق الشمال السوري، التي تقف في وجه التَّنظيمات المتطرفة عبر نشر الوعي وتقديم الخدمات. ودعم تشكيل جهاز شرطة محلية قوي ومتماسك للدفاع عن الأهالي من حالات الخطف والاعتداءات؛ ما يُمهد لحالة من الاستقرار والأمان النسبي.