أطفال مجهولو النسب وقاصرات مشوهات.. شهادات لنساء في مناطق سيطرة "هيئة ت ح ر ي ر الشام"

2023.04.03 - 12:20
Facebook Share
طباعة

"مرتدة"، "غير مؤتمنة على تربية الابناء"، "تنشر أجندة غربية"، وغيرها من الاتهامات التي كانت تُساق يميناً ويساراً بحق النساء السوريات في المناطق التي سيطرت عليها الجماعات الارهابية ومن بينهم "ة ت ح ري ر الشام"، حيث كانت تُحصي عليهن الأنفس، بحسب شهادات لنساء تواجدن في المناطق التي سيطرت عليها هذه الجماعة.


سطوة السلاح والقتل والتعذيب، ادت الى خضوع سكان المناطق التي سيطرت عليها الهئية، والتي عملت ايضًا على تضليل عقول الرجال برؤى دينية مغلوطة تجاه المرأة، وهو ما يظهر من خلال منشورات انتشرت بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، يضع اللوم على النساء، باعتبار انه غضب إلهي من تبرجهن وزينتهن، ووضعهن العطور، وانسحب الأمر على تأويلات مشابهة تتحدث عن غلاء الأسعار كعقاب إلهي لسلوك النساء.


وضع المرأة في مناطق سيطرة الهيئة، نقله تقرير للصحافي حامد فتحي، استند خلاله على شهادات من نساء في تلك المناطق، ومن بينها محافظة إدلب تضم نحو 3.5 مليون نسمة، وهي خاضعة لحكم هيئة ت ح ر ي ر الشام، التي لو صح لها منع الهواء عن النساء لفعلوا ذلك، بحسب وصف الناشطة الحقوقية والإعلامية (م . أ).


وينقل التقرير عن 4 ناشطات حقوقيات، إتفقن في شهاداتهن على أنّ الرؤية النمطية للمرأة والتي تختلف من مكان لآخر في سوريا، وبحسب قوى الأمر الواقع، هي استمرار للرؤية النمطية التي قللت من مكانة المرأة قبل الثورة في 2011.


اما التحولات التي شهدتها مكانة المرأة في الثورة السورية بحسب تعبيرهن، فكان خلال العمل الثوري والسياسي والمدني منذ عام 2011 حتى العام 2017، لتتراجع مشاركة المرأة بعد ذلك، وصولاً إلى أدوار تقليدية دُفعت النساء إليها للحفاظ على الحد الأدنى من وجود المرأة في الشأن العام.


تروي الناشطة والإعلامية (أ. ع) أنّه أثناء اقتحام هيئة ت ح ر ي ر الشام لمناطق شمال غرب ريف حلب منذ فترة قصيرة، وصلتها رسالة تهديد على تطبيق "الماسنجر" من الهيئة استباقاً، كي لا تحكي فظائعهم، وعلى الرغم من انها تعيش في مناطق سيطرة الجيش الا انها تخاف من الاختطاف غلى يد عناصر الهيئة.


اما الإعلامية والناشطة (م . أ)، التي عاشت في مناطق سيطرة هيئة ت ح ر ي ر الشام قبل أنّ تضطر لمغادرتها إلى مناطق سيطرة الجيش هرباً من ملاحقات الهيئة، اشير في التقرير الى انه لا يُسمح للمنظمات المدنية القيام بأي برنامج بخص للمرأة إلا بعد الاطلاع الكامل عليه، وحذف كل نشاط لا يريده مسؤولو الهيئة، واجبارها على التبرير أمام المنظمات الدولية بأنّ البرنامج "لا يتوافق مع الواقع السوري" وليس لأنّ الهيئة قامت بإلغائه.


من جانبها، تسرد الناشطة الحقوقية والإعلامية (ر. ج) تجربتها تحت حكم داعش، ثم هيئة ت ح ر ي ر الشام بعد حضور قصير للجيش، بأنّ وضع المرأة تحت حكم د ا ع ش كان أشبه بالموت، لافتة الى أنّ موقف هيئة تحرير الشام تجاه المرأة مثل د ا ع ش لكن بدرجة أقل، بحكم سياستها التي تريد إظهارها للمجتمع الدولي، مشيرة الى ان لدى هيئة ت ح ر ي ر الشام مؤسسات مثل الحسبة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تسائل النساء حول أي خروج عن الخطّ التقليدي المرسوم للمرأة.


واقع تجربتها تحت حكم هيئة ت ح ر ي ر الشام، عرضته الإعلامية والناشطة (م . أ) في التقرير، مشيرة الى انها اُعتقلت عند جبهة النصرة، وحقق معها أميرٌ منهم، وحين سألته عن تهمتها قال "مرتدة"، كاشفة ان الهيئة تتدخل في كل ما يتعلق بالمرأة من اللباس والزي والتفتيش داخل البيوت وتحريض الرجال ضدّ النساء، وتشجيع الزواج الثاني للرجال، لافتة الى انهم يبحثون ايضا عن حذاء المرأة، ويطلبون منها ارتداء أحذية مستوية بالأرض، ومن تخالف تتعرض للعقاب.


اما اذا تم تفتيش المنزل من قبل منسوبات الهيئة في الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما حصل مع احدى صديقاتها، ففي حال وجدن مجموعة من النساء يستمعن لأغنية أو تدخن إحداهن السجائر أو النرجيلة، يتعرضن للعقاب، ويأخذن صاحبة المنزل إلى دورة شرعية لمدة 30 – 40 يوماً لإعادة تأهيلها، لأنّها بحسبهن غير مؤتمنة على تربية الأبناء.


اما عن الخدمات الصحية للنساء، فتؤكد الإعلامية والناشطة الحقوقية (م. أ) أنّ المرأة ممنوعة من التشخيص عند الأطباء الرجال حتى لو ماتت، ويُمنع عليها التعامل في الصيدليات مع رجل، لانها ستكون بمثابة "خلوة غير شرعية".


يعاني المجتمع السوري اليوم من ازمة مجهولي النسب، الذي نتج بسبب زواج القاصرات،حيث تروي الناشطة (ر. ج) التي عاشت تحت حكم د ا ع ش، ثم النصرة، كيف ان تزويج القاصرات من أعضاء التنظيم من مختلف الجنسيات، خلق مشكلة الأطفال مجهولي النسب في مدينة الباب، الى جانب استغلال التنظيم للأطفال في التجنيد في مدارس خاصة حملت اسم "أشبال الخلافة".


الناشطة (م . أ) كانت شاهدة على تلك الأزمة المستمرة، وتؤكد بأنّ زواج القاصرات منتشر بشكل كبير، إما محاولة من الأم لتخفيف عبء المسؤولية عنها، أو استباقاً لأن يُعجب أحد منتسبي هيئة ت ح ر ي ر الشام الأجانب بالبنت فيتزوجها رغماً عن الأهل.


أما عن طريقة الزواج من منتسبي الهيئة الأجانب، فتوضح أنّه زواج لا يرقى الى الزواج العرفي، فلا يكتب الرجال أسماءهم بل فقط الكُنى مثل (أبو القعقاع، أبو هاجة، أبو م ص ع ب ..). ويُوصي هؤلاء الزوجة بأنّ تتخذ رفيقاً له يحدده زوجها حال موته، فنشأ من ذلك جيل من الأطفال مجهولي النسب، كاشفة ان هيئة تحرير الشام تمنع أي محاولة للتعرف على نسب هؤلاء الأطفال، ومن يقترب لذلك الملف يتعرض للخطف والتعذيب.


وقدرت الناشطة عدد الأطفال مجهولي النسب، الناتجين عن الوضع السابق، بنحو (1000) طفل على الأقل، وفي أحد المخيمات توجد 350 أسرة تزوجت بناتهن من منتسبين الى النصرة، ولديهن أطفال مجهولي النسب.


وحول نسبة زواج القاصرات، فقد قدرت الأمم المتحدة أنه من بين 10 نساء متزوجات هناك 4 منهن قاصرات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3