القضاء الفرنسي يتجه للإدعاء على سلامة.. فهل يعرقله الادعاء اللبناني؟

زينة أرزوني- بيروت

2023.03.18 - 05:30
Facebook Share
طباعة

 على بُعد مترين من الطاولة التي توسطها كل من قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا والقاضية الفرنسية أود بوروسي وإلى جانبها محقق ألماني وآخر من بلجيكا، جلس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على كرسيه، في القاعة المخصصة لمجلس شورى الدولة في الطابق الخامس بمبنى قصر العدل، الذي اختاره له القاضي أبو سمرا، وهو ما لفت انتباه ديبلوماسيين فرنسيين واكبوا التحقيقات، لافتين الى ان القاضي تعامل مع سلامة بكل محبة، حيث وفر له الضيافة من حلوى ومشتقاتها، وسمح له بتدخين السيجار خارج القاعة أكثر من مرة خلال فترة الاستراحة.

سلامة وخلال جلستي الاستجواب اجاب على الاسئلة التي وجهت اليه من القاضية الفرنسية عبر القاضي ابو سمرا بنعم وكلا، كما ان اجاباته لم تحمل تفاصيلاً كثيرة بل كانت شاملة، واقرب الى ما كان يعلنه خلال مقابلاته الصحافية وبياناته التي يصدرها.

الحاكم الذي كان قد صُنّف عام 2006 أقوى حاكم مصرف مركزي في العالم، اجاب خلال جلستي الاستجواب على اسئلة تراوح عددها بين 196 و198 سؤالاً، ليصل زمن الاستجواب الكلي إلى حوالي تسع ساعات، وتمحورت الاسئلة حول حركة الأموال ما بين مصرف لبنان وشركة "فوري" لصاحبها رجا سلامة وحسابات باسمهما في عدة دول أوروبية، وعن حقيقة هذه الشركة إن كانت وهمية أو أنها موجودة فعلاً، وعن عمولاتها التي حُولت إلى أوروبا، وعن تفاصيل تتعلق بسندات اليوروبوند والتي جنى منها أكثر من 325 مليون دولار كعمولات، عبر بيع هذه السندات للمصارف اللبنانية.

ويشكك المحققون بدورٍ لعبته الشركة لشراء سندات خزينة و"يوروبوند" من مصرف لبنان عبر تلقي عمولة اكتتاب تم تحويلها إلى حسابات رجا سلامة في الخارج.

أسئلة أخرى طرحت حول أملاكه وعقاراته والشقة الموجودة في باريس، والتي تعود ملكيتها لوالدة إبنته، آنا كوزاكوفا، والتي استأجرها مصرف لبنان بحوالى نصف مليون دولار أميركي سنوياً.

هدوء سلامة تبدد خلال الجلسة، لحظة توجيه القاضية الفرنسية سؤالاً مباشراً اليه حول ثروته الشخصية، فسألته كيف لك خلال أقل من عشر سنوات ان تجاوز ثروتك التي كانت تقدر بـ15 مليون دولار الى حوالي 100 مليون دولار، فرد سلامة بأن لديه استثماراته الكثيرة في لبنان وخارجه، وأن حساباته هذه لا علاقة لها بحسابه في المصرف المركزي.

القاضية الفرنسية أود بوروزي، التي كانت مستاءة من عدم احضار سلامة للمستندات والوثائق التي كانت قد طلبتها منه والتي تتعلق ببعض التحويلات، وجهت اليه دعوة مع نهاية الاستجواب إلى المثول أمامها منتصف أيار المقبل من دون أن تحدد الصفة التي سيمثل فيها.

علماً ان هناك دعوى في فرنسا تتعلق بممتلكات لسلامة يتم التدقيق بمصدر الأموال التي اشتراها بها، وهي التي كانت قد اشارت اليها صحيفة "Le monde" الفرنسية، بالامتيازات الخارجية لسلامة وامتلاكه عقارات فخمة في المثلث الذهبي الباريسي، من بينها الشقة الموجودة في باريس، والتي تعود ملكيتها لوالدة إبنته، آنا كوزاكوفا.

ومع مغادرة وفد القضاء الاوروبي لبنان، وإمكانية عودته مرة أخرى في أواخر شهر نيسان المقبل، لاستجواب شقيق حاكم مصرف لبنان، رجا سلامة، ومساعدته ماريان الحويّك، توجهت الانظار إلى التحقيق المحلي مع سلامة، بعدما ادعت عليه الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، وهنا تتخوف مصادر متابعة للملف من أن يكون هذا التحقيق سبباً لعرقلة التحقيقات الأوروبية، إذ من المنتظر أن يحدد القاضي أبو سمرا موعداً جديداً لجلسة الاستماع إلى سلامة بدل تلك التي كانت محددة في 15 الجاري وجرى إرجاؤها، خصوصاً أن إدعاء القضاء الأوروبي على سلامة، وطلب توقيفه سيكون له وقع مختلف عن الادّعاء اللبناني، بحسب المصادر التي توقعت ان تدفع الحكومة اللبنانية سلامة إلى تقديم استقالته أو كفّ يده ليَتسلّم في هذه الحال نائبه الأول وسيم منصوري منصب الحاكمية وفق المادة 25 من قانون النقد والتسليف.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7