يوم السادس من شباط لم يكن تاريخاً عابراً. فقد أعاد سورية إلى الواجهة. زلزال هز الحجر فانهار، وهز البشر فتدفقت المساعدات الإنسانية ..وبدأت المؤشرات السياسية لتغيرات ربما ستحدث.
بعد عزلة سورية، عربياً ودولياً منذ 2011. حدث الزلزال ليجمع شتات البلدان العربية ويُغَيّب هذه العزلة. بحجة المساعدات الإنسانية باعتبار أن الواجب الإنساني هو الأساس. والثانوي أو اللاحق هو إعادة العلاقات الدولية. وللحديث أكثر عن هذا الموضوع كان لوكالة أنباء آسيا لقاء مع الإعلامي رفيق لطف حيث قال : "مُجرد هذا التكاتف العربي والدعم الذي هبَ بشكلٍ قوي تجاهَ سورية، وتواصل العديد من رؤساء الدول العربية مع الرئيس بشار الأسد، شَكّلَ صدمة للأمريكي والإسرائيلي والغرب عموماً.
الدول العربية بشكلٍ عام كانت تنتطر حدث لإعادة ربط العلاقات مع سورية و بالأصح كانت تنتظر فرصة لإعادة العلاقات مع سورية. واعتقد أن الزلزال كان فرصة لذلك وجميعنا يعرف أن الزلزال ليس الحدث الأكبر الذي حصل في سورية. لأنه على مدى اثني عشرة سنة من الحرب هناك كل يوم زلزال في سورية. فالشعب عانى، سواء من ويلات الحرب أو من ويلات الحصار لذلك اعتقد أنها فرصة للجميع لإعادة توحيد الصف العربي ولعودة العلاقات لسابق عهدها مع سورية. "
وعن سؤالنا بما يخص مدلولات هذا التدفق في المساعدات قال لطف :"هناك نية عربية صادقة لإعادة العلاقات مع سورية بالرغم أن بعض الدول لم يكن لها تحرك، مثل الكويت المغرب قطر. لكن بما أن كثير من الدول العربية تحركت ومنهم المملكة العربية السعودية التي صرحت على لسان وزير خارجيتها انها لن تكون عائق لعودة سورية للصف العربي وأنها مع الوقوف إلى جانب الشعب السوري.
إلى جانب موقف ملك الأردن القوي وموقف عُمان والجزائر وموقف العراق والإمارات وغيرهم الكثير من الدول التي كان موقفها واضح وصريح بضرورة التلاحم ووعودة العلاقات الجيدة مع سورية.
هذا التحرك العربي افقد الأمريكان هيبتهم وساهم بكسر الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا وأوروبا. لذلك صرحوا بأن العقوبات لاتشمل العمل الإنساني.
وهذا التصريح الأمريكي غايته حفظ ماء الوجه بعد كسر الحصار . واعتقد أن هذه القواعد التي كُسرت لن تعود ، وسيكون هُناك اجتماع مصغر على مستوى بعض القادة العرب في الشهرِ الثالث على الأغلب لحلحلة بعض المشاكل التي تهم العالم العربي لذلك لاشك أنه سيكون هناك توحيد للجهود بين الدول العربية وسنشهد عودة للعلاقات وعودة سفراء في المرحلة القادمة إلى سورية ."
مثلما لاحت مؤشرات عودة العلاقات من الدول العربية، ترافقها مؤشرات من الدول الأوربية فقال الأستاذ رفيق لأنباء آسيا :" أما على المستوى الأوربي هناك رغبة من بعض الدول. أنا اعلم تماماً أنه منذ أكثر من خمس سنوات زار وفد من البرلمان الإيطالي سورية، وكانوا متعاطفين جداً وكنتُ حاضر في هذا الاجتماع مع البرلمانين الذين جاؤوا وسمعت منهم أن الإيطالين بشكل عام غير راضيين عما يجري ولايرغبون الدخول بهكذا حروب أو حتى دعمها. لذلك تمت لقاءات على مستوى معين حينها وكان موقف الإيطالي إلى حدٍ ما جيد. وكما تعلمين أن إيطاليا من ضمن الدول التي أرسلت مساعدات، ومؤخراً ألمانيا أرسلت طائرة. ولكن بالنهاية بالنسبة للأوربيين لا يعول على ردود أفعالهم لأن العواطف ليست هي المحرك بالنسبة لهم، إنما السياسة والمصلحة هي المحرك الأساسي.
بات من المفروض كسر هذا الحصار الجائر عن سورية. واعتقد إن شاء الله أن هذا الحصار لن يستمر إذا كان هناك المزيد من الانفتاح الكبير على سورية."
حدث الزلزال وانتهى لكن لم تنتهي تبعياته بعد. فهل هذا يدلنا أنه كان محفزاً لاستكمال ومتابعة النية العربية في عودة العلاقات مع سورية؟.
وفتح الباب على مصرعيه للدخول في هدنة ثم صلح سياسي مع دمشق كما كانت الأوضاع في سابق عهدها.