سورية: الهزة الرئيسية وارتداداتها الثانوية... مستمرة هي وكمٌّ من الإشاعات

يانا العلي-سورية خاص لوكالة أنباء آسيا

2023.02.09 - 01:37
Facebook Share
طباعة

آن أوان الإنسانية أن تتحدى كل حصار وتتصدى لكل قرار يعاديها. فالزلزال الذي ضرب سورية في 6 شباط مضى عليه 3 أيام، لكنه يشبه مرور العمر بكامله، لما له من وقعٍ شديد الأثر على البشر والحجر والروح. فالواقع يناشد أقصى درجات المساعدة والعمل.

 

حدثت مئة هزة ارتدادية بعد الزلزال، كما أعلنت مراكز رصد الزلازل.. و تعليقاً على ذلك تحدثت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية هالة حسن أنه:"يجب الحذر خلال العشرة أيام القادمة من حدوث هزات ارتدادية بشدة قليلة، ولكن خطيرة ويمكن أن تؤثر على الأبنية المتصدعة."


أما أهل الساحل فكان ولازال لديهم تخوف كبير من حدوث تسونامي وذلك لكثرة الشائعات عن هذا الموضوع، ولتوضيح اللبس صرحت حسن ايضاً بأنه: "لايمكن حدوث تسونامي عقب الزلزال الذي ضرب البلاد، كون الزلزال حدث بصدع أرضي، والتسونامي يحدث بعمق 70كم في البحر بعد زلزال يفوق 7 على مقياس رختر، ومراكز الرصد لم ترصد مثل هذه الحالة."

إشاعات وأخبار، تحذيرات وتنبؤات، تساؤلات واستفسارات كثيرة عن الزلزال وتداعياته وأسبابه. فكان لوكالة أنباء آسيا لقاء خاص مع المهندس الجيولوجي باسل الخطيب لتوضيح عدة نقاط بداية فيما يخص الهزات الارتدادية حيث قال أن:" كل هزة متوسطة أو ضعيفة الشدة هي أمر حسن، وهي تفريغ للضغط الناتج عن تصادم الصفائح في باطن الأرض.و لكن هذا الزلزال لم يكن متوسط الشدة، إنما يحمل تصنيف الزلزال الكبير، و كل الهزات التي تواترت في الشهرين الماضيين، جعلته و الحمدلله أقل من أن يكون زلزالاً يحمل تصنيف الزلزال العظيم. ولكن مع هذا هناك شيء من اللامنطق نوعاً ما، أن ذاك الزلزال قد حدث بهذه الشدة، على الرغم من انه و على مدى أشهر يحصل تفريغ للضغط، فكيف وصلنا إلى هكذا زلزال وبهذه الشدة الكبيرة؟؟!!..." فكانت إحدى التفسيرات من الخطيب هي :" كمية المياه المحتبسة في السدود الاصطناعية الكبيرة جداً والكثيرة جداً على نهري دجلة و الفرات في تركيا. حيث أن المياه المحتبسة في تلك البحيرات الاصطناعية الكبيرة تولد ضغطاً إضافياً باتجاه شاقولي نحو الأسفل، يمنع تفريغ الضغط الناتج عن احتكاك الصفائح التكتونية، والذي محصلة جهته نحو الأعلى، لا سيما أن هذه البحيرات الاصطناعية، قد وصلت مع هذا الطقس الغزير الأمطار إلى سعتها التخزينية العظمى. "


وتابع الخطيب أنه :"لولا كل تلك الهزات الخفيفة والمتوسطة التي تحدث يومياً، وبعضها لا نشعر به، إنما تسجله أجهزة الرصد، لشهِدنا في كل اسبوع هكذا هزة..أما وقد حصلت هذه الهزة في اسوأ ظروف يمكن لها أن تحصل، أنها حصلت ليلاً والناس نيام، وحصلت والطقس في اسوأ حالاته، وبهذه الشدة لأول مرة، هذا يجعلنا نطمأن أننا اختبرنا حالة من الحالات الأسوء...


وعليه، يجب أن يجعلنا هذا الأمر أكثر خبرة، وأكثر دراية، كيف يجب علينا أن نتصرف في المرة القادمة.."


أما هل يمكن أن تحدث هكذا هزات لاحقاً؟ أجابنا الأستاذ باسل :نعم يمكن. وعن فيما إذا كان بالإمكان أن نتوقع أين مركزها؟ أو متى؟ أو ماهي شدتها؟.. فالجواب قطعاً لا...


وعن حديث الشائعات بخصوص تخوف العالم من حدوث تسونامي؟ أجاب السيد باسل :" أما أن يحصل تسونامي عنيف يصل ارتفاع امواجه عشرات الامتار، فهذا أمر مستبعد نوعاً ما، لأن ذلك يحتاج بحاراً مفتوحة، أو محيطات، ويحتاج أن يكون مركز الزلزال في عرض البحر، وذو شدة كبيرة تتجاوز 8 درجات، عدا عن ذلك وجود جزيرة قبرص قبالة سواحلنا، يشكل حاجزاً نوعاً ما أمام تشكل امواج عاتية إن حصل زلزال كبير في عرض البحر، ولكن يمكن أن يصل ارتفاع الأمواج إلى 5 أو 7 متر." أما عن كيفية التعامل مع الشائعات خصوصاً في مثل هذه الأحداث" قال الخطيب:" نرجو من الناس أن يحصلوا على معطياتهم و معلوماتهم في ما خص هكذا مواضيع من قبل الجهات المختصة أو من قبل المختصين، و ليس عبر صفحات الفيسبوك أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، و التي لا تقدم جميعها الخبر الصحيح أو الكامل."

 

وتبقى الصدمة هي للهزة الأولى، وما زالت ترافق السوريين لليوم الثالث على التوالي. أضف إلى ذلك الشعور الطاغي عند الأغلبية بالدوار والشعور المستمر بالهزة.. رغم كل ذلك يبقى التمسك بالأمل للعودة للحياة الطبيعية دون زلازل.. وبعيداً عن الاعتياد والتعايش مع الهزات الارتدادية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 5