ماذا وراء اللقاءات الأمريكية مع وجهاء من العشائر في سوريا؟

اعداد سامر الخطيب

2023.02.09 - 07:50
Facebook Share
طباعة

زار وفد من “التحالف الدولي”، يوم الاثنين الماضي، المركز الصحي في بلدة الباغوز بريف ديرالزورالشرقي، بحجة معرفة الاحتياجات والنواقص الطبية بالإضافة إلى مناقشة الواقع الصحي في البلدة ومايتبع لها إداريا من قرى. ووفقاً لما أعلنت عنه وسائل إعلام مقربة من التحالف ان الوفد وعد بدعم المركز الصحي قبل نهاية الشهر الحالي والمساعدة في تقديم احتياجات الأهالي والوقوف على معاناتهم. مضيفة ان الوفد تابع جولته نحو مجلس الباغوز المحلي، وعقد اجتماعا مع ممثلي البلدة الذين نقلوا بدورهم حجم الدمار والأضرار التي لحقت بالبلدة من مساجد ومدارس ومنازل ومحال تجارية وأشجار مثمرة، وقابل الوفد أيضاً عوائل الضحايا الذين فقدوا أبناءهم، أثناء سيطرة التنظيم على بلدة الباغوز. وطالب ممثلو البلدة من الوفد الزائر، أن يتم النظر بعين الاعتبار لحجم الخسائر وتقديم الدعم اللازم وجلب منظمات إنسانية لمساعدة أهالي البلدة وتخليصهم من المعاناة الخدمية والصحية وباقي الاحتياجات الأخرى
لكن، مصادر معارضة رأت أن الولايات المتحدة تسعى لتجنيب مناطق سيطرة “قسد” في الشمال السوري لغزو تركي وشيك وبهدف ضرب التقارب السوري التركي وإزالة أسبابه، لذلك كثفت من لقاءاتها مع شخصيات عشائرية ذات ثقل في محافظتي الحسكة والرقة بهدف تقديم الدعم لها لتشكيل “جيش عشائري” من أبنائها يسد الفراغ في حال انسحاب “قسد” من الشريط الحدودي.


وكشفت تقارير صحفية أن زيارة مبعوث الخارجية الأمريكية “نيكولاس غرينجر” بمنتصف الشهر الماضي ولقائه بشخصيات عشائرية من “شمر” و”البكارة” و”طي” وغيرها،وكان الهدف إقناعهم بتشكيل جسم عسكري جديد من أبناء العشائر العربية في المنطقة يكون ارتباطه المباشر مع قوات الاحتلال الأمريكي ولا يتبع لـ “قسد” مقابل تزويدهم بالمال والسلاح اللازم لجذب الشباب لهذا الفصيل الجديد.


وبينت أن الأمريكيين يسعون من خلال الخطة الجديدة إلى طمأنة مخاوف الأتراك عبر إبعاد “قسد” بما يقارب 30 كيلومتراً عن الشريط الحدودي، ونشر فصيل عربي مسلح يضبط أمن المنطقة، وينزع فتيل الحرب التي قد تبدأ في أي لحظة وفي الوقت ذاته إزالة أسباب التقارب التركي – السوري القائم على المخاوف من تنامي قوة قسد.


ويبقى السؤال الأهم هو ما موقف “قسد” من تشكيل هذا الفصيل في مناطق سيطرتها وهل الخطة الأمريكية الجديدة مجرد التفافة على المخاوف التركية وتخديرها في الوقت الحاضر؟ لاسيما أن هذه العشائر في عمومها تدين بولائها لقسد ويحظى شيوخها بالعطايا والمزايا المقدمة لهم من الأكراد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2