في يومهم العالمي.. "إبادة جماعية" لمرضى السرطان في لبنان

زينة أرزوني- بيروت

2023.02.04 - 08:01
Facebook Share
طباعة

في يومهم العالمي، لم يدرك من أصابهم المرض "الخبيث" في لبنان، ان هناك من هو أخبث منه في بلدهم، سيعتمد سياسات صحية قاسية تطال مرضى السرطان وتحرمهم من العلاج ومن الادوية التي تعذّر عليهم تأمينها بسبب ارتفاع الدولار الجمركي الى 15 الف، وسعر صرف الدولار الرسمي من 1500 ليرة الى 15 الف ليرة.

الرابع من شباط، هو اليوم العالمي لمرضى السرطان، يقدم فيه العالم تحية للمرضى ويقدمون الدعم لهم في مسيرة محاربتهم للمرض، إلا في لبنان، حيث يمارس بحق هؤلاء المرضى ابادة جماعية، كما يصفها أصحاب المعاناة، الذين كانوا قد حملوا العام الماضي نعش موتهم الخشبي ورقصوا به وحطموه في ساحة ساسين وسط بيروت، إحتجاجاً على فقدان الأدوية ومعاناتهم في تلقي علاجهم، واليوم يتشح من بقي منهم على قيد الحياة بالسواد حزناً على واقعهم وحداداً على من رحل منهم، خلال اعتصام في ساحة رياض الصلح للمطالبة بأبسط حقوقهم وهي الحصول على الأدوية وتلقي العلاج.

فعلى الرغم من تطمينات وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض، إلى عدم اتخاذ قرار برفع الدعم عن أدوية الامراض السرطانية، وان لا زيادة على الاسعار لأن الدعم سيبقى على الـ1500 ليرة، إلا ان رئيس لجنة الصحة النيابية في البرلمان بلال عبد الله، يؤكد أن هناك نية واضحة بالتوجه لرفع الدعم جزئيا عن أدوية مرضى السرطان، معتبراً ان ذلك بحد ذاته كارثة.

واشار عبدالله الى ان لجنة الصحة لا زالت تحاول مع مصرف لبنان لعدم المضي بهذا القرار، او أن يمنح استثناءً لهذه الأدوية، ولكنها لم تحصل على جواب رسمي بعد، بحسب تعبيره.

ورأى عبد الله أن دور الحكومة في هذه الحالة هو أن تضغط وتفرض على مصرف لبنان، استثناء أدوية السرطان، وإلا فما من طريقة أخرى بحسب تعبيره، فالمستشفيات غير قادرة على تغطية فرق السعر الذي ضرب بـ10 مرات لاسيما أنها تنتظر وقتا لاستعادة أموالها من الدولة والمصارف وبالتالي سوف يزيد هذا الأمر من الأعباء والتهديدات التي تلحق بالقطاع الاستشفائي في لبنان.

لذا من المرجح أن يصبح العجز عن تأمين الدواء حالة عامة لدى مرضى السرطان في لبنان، إذا ما سلك قرار رفع الدعم، وهو ما يضع 30 ألف مريض في دائرة الخطر، ويجعل العلاج في لبنان حكراً على المرضى "الأغنياء" أما ميسوري الحال و الفقراء فيتركون لمصيرهم الغامض…

من جهته، رأى نقيب الشركات المستوردة للأدوية كريم جبارة أن أهم الأدوية التي تدخل لبنان هي أدوية الأمراض المستعصية ولا سيما الأمراض السرطانية، ولا بد من التعاطي مع هذا النوع من الأدوية بطريقة مختلفة.

وأشار جبارة الى ان النقص في هذه الأدوية ناتج عن أن أموال الدعم المتوفرة لشراء هذه الأدوية غير كافية لتغطية حاجة جميع المرضى اللبنانيين.

وأوضح أن المستورد لم يعد له دور أساسي وانما الوزراة هي الجهة التي تقرر الكمية والأنواع والى من تريد توزيع هذه الأدوية والى أي مستشفى.

لم يقتصر الامر ان يكون هم مريض السرطان رفع الدعم عن الدواء، بل صار هو المسؤول عن التأكد من جودة الدواء البديل في البلدان المجاورة، في ظل انتشار الادوية المغشوشة أو المنتهية الصلاحية، ما دفع بالمستشفيات إلى اتخاذ قرار بالإمتناع عن التعامل مع أدوية السرطان المستوردة من الخارج، بعد توثيقها لعشرات العينات التي تبيّن أنها مزورة إثر فحص جودتها، والذي أثبت أن البعض منها ممزوج بالماء والملح.

وحذر الأبيض من موجة واسعة للأدوية المغشوشة التي تشكل خطراً مباشراً على حياة المريض، وأوعز إلى المستشفيات بعدم التعامل بالأدوية البديلة المستوردة، محملاً إياها المسؤولية الكاملة في حال تعرض أي مريض لتداعيات خطيرة.

وكان قد سجل لبنان بحسب تقرير نشره "المرصد العالمي للسرطان" المنبثق عن منظمة الصحة العالمية في مارس 2021، 28,764 إصابة بمرض السرطان خلال السنوات الخمس الأخيرة، بينهم 11600 حالة عام 2020.

وسبق أن أشارت "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان"، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، عام 2018، إلى أن لبنان احتل المرتبة الأولى بين دول غربي آسيا، بعدد الإصابات قياساً بعدد السكان، وأن هناك 242 مصابا بالسرطان، بين كل 100 ألف لبناني.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6