قال "Michael Koplow" في "world politics review", أنَّه من المتوقع أن تكون الحكومة الإسرائيليَّة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو مختلفة عن سابقاتها, بسبب احتمال إدراج حزبين قومي متطرِّف ويهودي متطرِّفَين, وأنَّ ذلك سيشكِّل ذلك تحديًا للولايات المتحدة, من حيث السياسات التي من المتوقع أن تنفذها[1], وأشارت " كارولين جليك", كاتبة عمود حائزة على جوائز ومؤلفة كتاب "الحل الإسرائيلي: خطة دولة واحدة للسلام في الشرق الأوسط", في معهد "jns", أنَّ إسرائيل ستشرع في مسار جديد في السياسة الخارجيَّة عقب وصول نتنياهو للحكومة, فنتنياهو وفريقه للأمن القومي, من جميع الأعضاء الكبار فيها, وزير الدفاع "يوآف غالانت" إلى وزير الخارجيَّة "إيلي كوهين" إلى وزير الشؤون الاستراتيجية "رون ديرمر", موحَّدُون في إيمانّهم بأنَّ السياسة الخارجيَّة لإسرائيل يجب أن تكون مستقلة بشكل عام, وتجاه إيران بشكل خاص, في حين أنَّ نتنياهو وفريقه حريصون على العمل مع إدارة بايدن حيثما أمكن ذلك, فإنَّهُم لا يتردَّدون في معارضة الإدارة عند الضرورة, حيث اختار بينيت ولابيد وغانتس الانصياع لواشنطن, ويعتقد نتنياهو وفريقه أنَّ سياسات إسرائيل الخارجية, يجب أن تكون موجَّهة نحو السعي الدؤوب لتحقيق المصلحة الوطنيَّة, وتحدَّث نتنياهو بحماس عن احتمال التوصُّل إلى اتفاق سلام من شأنه إضفاء الطابع الرسمي على علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية[2], وأشار "M.K. Bhadrakumar" في "news click", أنَّ نتنياهو بث روح جديدة في الاتجاهين اتفاقيات إبراهيم, (العلاقات الإسرائيلية السعودية), وعلاقات إسرائيل مع روسيا, وبالتالي ستظل على رأس أولوياته[3], كذلك قال "Yossi Alpher" المدير السابق لمركز جافي للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب, ومسؤول كبير سابق في الموساد, وضابط استخبارات سابق في جيش الدفاع الإسرائيلي, في معهد "peace now", يكاد يكون من المؤكَّد أنَّ الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستلفت الانتباه الدولي المتزايد, ولا سيما الاهتمام الأمريكي[4], وأشار "Lazar Berman" في "times of Israel", يضع نتنياهو السياسة الخارجية في صميم جدول أعماله, مدرجًا خلال خطابه إيقاف البرنامج النووي الإيراني كواحدة من أهم ثلاث مهام لحكومته, وفي الإرشادات الحكومية الصادرة, تم تحديد تعميق وتوسيع اتفاقيات إبراهيم كأولوية, كما تحدَّث رئيس الوزراء الجديد, الذي وقع اتفاقات إبراهيم في عام 2020 مع البحرين والإمارات والمغرب, عدة مرات عن إمكانية السلام مع المملكة العربية السعودية[5], وحسب موقع "rt" فإنَّ نتنياهو يعلن تغيير السياسة الخارجية, وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, إن إسرائيل ستراجع سياستها الخارجية, لجعلها أكثر انسجاما مع أولوياتها الوطنية, وقال في مؤتمر عقدته حركة بيتار الصهيونية في القدس إن الدولة لن تحني رأسها بعد الآن استجابة لمطالب العالم[6], وقال "Arie Krampf" أستاذ مشارك في الكلية الأكاديمية في تل أبيب يافو, وأستاذ زائر في قسم الحكومة بجامعة هارفارد, وباحث في جامعة برلين الحرة ومعهد ماكس بلانك لتاريخ العلوم, مؤلف كتاب "الطريق الإسرائيلي إلى النيوليبرالية: الدولة والاستمرارية والتغيير,في "jstribune", يعتمد مستقبل عقيدة نتنياهو أيضًا على العلاقة بين إسرائيل - الولايات المتحدة, لأن إسرائيل لا تزال تعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة, وإن قدرة إسرائيل على صياغة علاقات مستقلة مع الصين وروسيا لها حدود بسبب المخاوف من نقل التكنولوجيا, وقد يكون الأمر كذلك أنه بعد حرب روسيا في أوكرانيا, ستضغط الغرب الذي تم تنشيطه بقيادة الولايات المتحدة على إسرائيل لإعادة تنظيم سياستها الخارجية, على الرغم من زيادة استقلالها المالي[7], حيث أشار "Tom Pepper" في "energy intel", أنَّ الطاقة محور رئيسي للحكومة الإسرائيليَّة الجديدة, حيث أنَّ الطاقة ستلعب دورًا مهمًا في السياسة الخارجية الإسرائيلية في ظل الحكومة الجديدة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو, حيث أجبرت حرب روسيا ضد أوكرانيا أوروبا على إيجاد مصادر بديلة للإمداد, لتقليل اعتمادها السابق على خطوط الأنابيب الروسية, ويمكن لإسرائيل ومنطقة شرق البحر المتوسط الأوسع أن تقدم مساهمة مهمة في هذا الجهد, ويبدو أن حكومة نتنياهو مستعدة لمواصلة عمل سلفها لبناء علاقات غاز استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي, مع سعي أوروبا للحصول على مصادر جديدة للغاز لتحل محل الواردات من روسيا, وقامت وزيرة الطاقة السابقة "كارين الحرار" بتغيير جذري في سياسة الطاقة العام الماضي, بعد أن أعطت الأولوية للاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة على تطوير الغاز, وفي تشرين الثاني (نوفمبر), وقعت شركة New Med Energy الإسرائيلية والمرفق الألماني Uniper اتفاقية مؤقتة لاستكشاف إمدادات الغاز الطبيعي المسال من إسرائيل إلى أوروبا وتطوير الهيدروجين الأزرق والأخضر, وفي عام 2021, اقترحت وزارة الطاقة بالفعل تخفيف سياسة تتطلب تخصيص 60٪ من إنتاج الغاز الإسرائيلي للسوق المحلية, وأوصت بضرورة زيادة الجزء المتاح للتصدير من 40٪ إلى 60٪[8].
1. فلسطينيَّاً:
قال "Amer Al-Sabaileh", في معهد "Jordan news", عن يعتقد العديد من المراقبين أن سياسات الحكومة اليمينيَّة المتطرفة الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستثير موجات من التصعيد في الضفة الغربية, حيث سيكون نتنياهو مهتمًا باستئناف حركته لتحقيق السلام مع العرب والترويج لاتفاقات إبراهيم, التي توفر له غطاءًا سياسيًا مفيدًا, ومن الواضح أن عودة نتنياهو ستعيد اتفاقات إبراهيم إلى الواجهة, خاصة أنها أداة جيدة للسياسة الخارجية, وبالتالي في هذه المرحلة, سيتضمَّن تركيز نتنياهو على المستوى الإقليمي الترويج لاتفاقات إبراهيم, باعتبارها الطريق الوحيد نحو السلام الإقليمي, وركيزة السلام العربي الإسرائيلي[9], وحسب معهد "synergia foundation", كانت إدارات نتنياهو السابقة من أشد المؤيدين لنشاط إسرائيل الاستيطاني في الضفة الغربية, ومن المتوقع أن يزداد هذا الدعم في ظل الإدارة الجديدة, فعلى طول الطريق, اضطر نتنياهو إلى تقديم تنازلات ضخمة للحلفاء, مثل الوعد بزيادة المستوطنات في الضفة الغربية, وخطة لإضفاء الشرعية على التمييز ضد أفراد مجتمع الميم, وزيادة المساعدة المالية للرجال الأرثوذكس المتشددين الذين يرغبون في متابعة التعليم بدلاً من ذلك[10], تناقش "Lucy Kurtzer-Ellenbogen" من معهد الولايات المتحدة للسلام "usip", الآثار المحتملة للحكومة الإسرائيلية الجديدة على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني, وعلى علاقات إسرائيل الإقليمية والخارجية, وتحدثت عن وصول المتطرفين لمناصب وزارية[11], وقال "Barak Ravid", في "axios", يتم تعريف الحكومة الجديدة في الغالب من خلال صعود اليمين المتطرف الإسرائيلي, اثنان من قادتها المعروفين بالتعبير عن وجهات النظر العنصرية واليهودية المتعصبة "بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير " أصبحا وزيرين رفيعي المستوى, وأدى سموتريش اليمين وزيرا للمالية وسيعمل أيضا كوزير في وزارة الدفاع له سلطة على الوحدات العسكرية المسؤولة عن السياسة المدنية في الضفة الغربية المحتلة, وهذا سيمنحه نفوذاً غير مسبوق على السياسة المتعلقة بالمستوطنات الإسرائيلية, وأدى بن غفير اليمين الدستورية كوزير جديد للأمن القومي, مع سلطة غير مسبوقة على الشرطة, وفقًا لاتفاق ائتلافي, وسيكون مسؤولاً أيضًا عن قوة أمنية مستقلة جديدة من وحدات حرس الحدود شبه العسكرية, ومن المتوقع أن تتخذ الحكومة الجديدة خطوات نحو ضم الضفة الغربية[12],
2. بالنسبة للولايات المتَّحدة:
قال "Omer Taspinar" في معهد "epc", العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل, سيعتمد الكثير على الديناميكيات بين بايدن ونتنياهو, وقدرة نتنياهو على السيطرة على شركائه في التحالف, وأولويات بايدن الخاصة, فعلى الرغم من رغبة إدارة بايدن في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وقبول أوسع لإسرائيل في العالم العربي, إلا أن البيت الأبيض لديه حاليًا أولويات سياسية أكثر إلحاحًا, مثل أوكرانيا وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية, وأوضحت إدارة بايدن أنه سيكون من الصعب الحفاظ على تعاون أمني ثنائي وثيق إذا تم تعيين سموتريتش و / أو شريكه السياسي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير في مناصب وزارية متعلقة بالدفاع, سموتريش هو زعيم حركة الاستيطان في الضفة الغربية ويسعى إلى زيادة هائلة في بناء المساكن اليهودية في الأراضي المحتلة التي يطالب بها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية, وفقًا لتايمز أوف إسرائيل, أبلغت واشنطن نتنياهو صراحة أنه "سيفعل جيدًا" لتعيين وزراء في مناصب الدفاع والأمن العام الذين يمكن للبيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية العمل معهم عن كثب, وفي 4 كانون الأول (ديسمبر), في أول تعليق علني ورسمي لها على تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة, قال وزير الخارجية توني بلينكين إن إدارة بايدن ستتواصل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بناءً على سياساتها, وليس بناءً على وزراء محددين, كذلك يعتقد مراقبون أنَّه سيحترم الاتفاقية البحرية الإسرائيلية اللبنانية التي تم إبرامها مؤخرًا, على الرغم من انتقاداته السابقة, هناك تفاؤل مماثل بشأن استمرار قدرته على مواصلة العلاقات الجيدة بين إسرائيل والخليج, ومن المرجح أن يختبر بايدن حدود أخوته مع نتنياهو في قضايا مثل أوكرانيا, فنتنياهو طموح في التوسط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني زيلينسكي, وسيكون بلا شك سياسة ذكية بالنسبة له لإقامة قضية مشتركة مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا, وشحن إيران للطائرات بدون طيار إلى روسيا, مع ذلك, هناك أيضًا حدود واضحة لمدى المخاطرة التي سيخاطر بها نتنياهو في علاقاته مع موسكو, وسيكون مترددا في تعريض غرفة إسرائيل للعمل في سورية للخطر, وهو ما تتيحه روسيا[13].
وقال "Ross Barkan" في "nymag", مع عودة بنيامين نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء, فإنَّ تأثير اليسار في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل, سوف يتضاءل أكثر, نتنياهو, الذي تولى منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل, سيطر على السياسة الإسرائيلية مثل الانصهار المجنون لدونالد ترامب وفرانكلين روزفلت, مجسِّدًا انحرافًا يمينًا يبدو دائمًا, حكومة نتنياهو الجديدة هي الجناح الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل, وهي ائتلاف من الليكود, ومركز القوة المحافظ, ومجموعة متنوعة من الفصائل اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة[14], وحسب تحديث "David Miller", مفاوض الشرق الأوسط السابق بوزارة الخارجية الأمريكية لموقع "Tucson", فإنَّ بايدن يواجه مأزق إسرائيل مع حكومة نتنياهو الجديدة, والتي تُعتبر تعقيد غير مرحب به لفريق بايدن للأمن القومي, الذي يسعى إلى تحويل الانتباه بعيدًا عن الشرق الأوسط, ونحو المنافسين مثل الصين وروسيا, ويأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي يسيطر فيه الجمهوريون على مجلس النواب, ويتوقون إلى تصوير بايدن على أنَّه غير ودِّي لإسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2024م, حيث ستواجه واشنطن الرئيس الجديد فيما يتوقع منها بالنسبة لتأجيج التوتر مع الفلسطينيين, وكذلك العلاقة مع روسيا, ومنذ فوز نتنياهو في الانتخابات المتنافسة بشدة العام الماضي بدعم كبير من اليمين الإسرائيلي, قال المسؤولون الأمريكيون إنهم سيحكمون على حكومته بناءً على أفعال وليس شخصيات[15], وأشار "Mojtaba Babaei" في "Tehran times", بسبب آرائه المناهضة لحقوق الإنسان واليمين المتطرف في حكومته الائتلافية, قد يشكل نتنياهو تحديًا لسياسة بايدن الخارجية, لأنه ضد الأقليات, وخاصة العرب الذين يعيشون في إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة, ويمكن الطعن في سياسة بايدن الخارجية بحيث إذا تصرف ضد إسرائيل, فإنه سيغضب حليفه القديم, وإذا لم يتصرف, فسيتم اتهامه بأنه انتقائي وذو عقليتين[16], وأكَّد "Tracy Wilkinson staff" في "la times", أنَّ هناك صداع جديد في السياسة الخارجية لبايدن, حيث تشكل إسرائيل أكثر حكومة يمينية على الإطلاق, والتي قد تقف في طريق الأهداف الأمريكية الأساسية للشرق الأوسط, وسيشكل التعامل مع الحكومة التي يقودها نتنياهو تحديات كبيرة لإدارة بايدن, التي ترغب في حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقبول أوسع لإسرائيل في العالم العربي[17], وقال "Matthew Lee" في "apnews", أنَّ الحكومة الجديدة هي تعقيد غير مرحب به لفريق بايدن للأمن القومي, وقال بايدن عندما تولَّى نتنياهو منصبه في 29 كانون الأول (ديسمبر), "أتطلع إلى العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو, الذي كان صديقي منذ عقود, للتعامل بشكل مشترك مع العديد من التحديات والفرص التي تواجه إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط, بما في ذلك التهديدات من إيران", فبينما يعرف بايدن ونتنياهو بعضهما البعض منذ سنوات, إلا أنهما ليسا قريبين, ولا يزال بايدن والمسؤولون السابقون في إدارة أوباما الذين يعملون الآن مع بايدن يشعرون بالاستياء تجاه رئيس الوزراء الذي سعى, خلال تكراره السابق كزعيم لإسرائيل, إلى عرقلة إنجازهم البارز في السياسة الخارجية: الاتفاق النووي الإيراني, مع ذلك, تشير الإدارة إلى أنها ستتعامل مع نتنياهو مع تجنب الأعضاء الأكثر تطرفا في حكومته, وقال "ألون ليل", المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية, إن المزيد من التقارب الأمريكي مع الفلسطينيين قد يكون السبيل الوحيد للتأثير على نتنياهو, "إذا كانوا يريدون حقًا ممارسة الضغط (على إسرائيل), يجب أن يقول بايدن غدًا في الأشهر المقبلة, سننظر في إعادة فتح السفارة الفلسطينية في واشنطن, وقال ليل "بعد ذلك سيرون الأرض تهتز هنا"[18].
3. تركيَّاً:
بالنسبة لتركيا, تساءل موقع "rfi", هل تؤدِّي عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل, إلى ذوبان الجليد في علاقته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, فخلال حكم نتنياهو السابق, تبادل هو وأردوغان الإهانات بشكل روتيني, "أعتقد أن هناك قضية في هذا التاريخ بين هذين الزعيمين, نعم", حذرت جاليا ليندنشتراوس, المحللة في معهد دراسات الأمن القومي, وهي منظمة بحثية في تل أبيب, وأضافت ليندنشتراوس "كانت هناك معارك كلامية بينهما", "خاصة بعد أن وصلت محاولة التطبيع السابقة في 2018م إلى نقطة الأزمة, لكن كلا الزعيمين براغماتيين للغاية, كلاهما في السلطة لفترة طويلة والآن هذه البراغماتية ستساعدهما", حيث سارع أردوغان إلى الاتصال بنتنياهو لتهنئته بفوزه في الانتخابات في محادثة قال الجانبان إنها ودية, ويقول مسعود كاسين, المستشار الرئاسي في جامعة يديتيب بإسطنبول, إن إيران توفر أرضية مشتركة, مع مشاركة أردوغان نتنياهو مخاوف نتنياهو بشأن تنامي النفوذ الإقليمي الإيراني وبرنامج طهران للطاقة النووية, وفي حادثة "بن غافير", ندد وزير الخارجية التركي, مولود جاويش أوغلو, في اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين, بالزيارة, لكن أردوغان, الذي نادرا ما يفوت فرصة لمهاجمة إسرائيل لأعمال مماثلة, التزم الصمت بشأن الحادث, وتشير أسلي أيدنتاسباس من معهد بروكينغز في واشنطن إلى أن أولويات أنقرة ربما تغيرت, وحسب التقرير, "الحقيقة هي أن القضية الفلسطينية لم تعد حرجة أو مهمة أو مترتبة على قيادة الحكومة التركية في الوقت الحالي"[19], وحسب موقع "aze media", أنَّه على الرغم من العلاقة الصعبة التي تطورت في الماضي بين نتنياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان, كان هناك بعض التقارب بين الدولتين, لا أنقرة ولا تل أبيب مهتمان بالتفاقم, من جهتها, تقيم إسرائيل تحالفات اقتصادية وعسكرية وسياسية مع اليونان وقبرص, وتزود هذه الدول بالسلاح, وتعتزم تطوير وتصدير الغاز إلى أوروبا من الحقول في شرق البحر المتوسط جنبًا إلى جنب معهم ومع آخرين انضموا إلى ذلك, وبدأ نتنياهو التقارب مع أثينا, وسيواصل بلا شك هذا المسار, ويواجه بيبي الآن المهمة الصعبة المتمثلة في تعزيز العلاقات مع أثينا دون استعداء أنقرة, مع ذلك, هناك أرضية مشتركة بين إسرائيل وتركيا حيث تتوافق مصالحهما, أذربيجان, أهم حليف لتركيا في جنوب القوقاز, شريك استراتيجي لإسرائيل والمشتري الثاني (بعد الهند) للأسلحة الإسرائيلية, والتي لعبت, إلى جانب تركيا, دورًا مهمًا في انتصار باكو في حرب الـ 44 يومًا - الأمر الذي يعود إلى أهمية الإمدادات العسكرية الإسرائيلية, لكن إسرائيل لا تحتاج فقط إلى مشترٍ ثري لمنتجاتها التصديرية, وترى أنَّ تعزيز القوة العسكرية لأذربيجان, يجب أن يكون رادعا ضد خصم تل أبيب الرئيسي, طهران[20].
4. مع روسيا:
حسب موقع "aze media" بالنسبة للسياسة الخارجية لنتنياهو, فلا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة هنا, خاصة فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا, فنتنياهو كان مهندس سياسة التقارب الإسرائيلية مع موسكو وكان فخوراً بها في الماضي القريب, وفي الوقت نفسه, رفضت إسرائيل وستواصل رفض إمداد أوكرانيا بالأسلحة[21], وقالت "Caitlin McFall" في "fox news", أنَّ إسرائيل تتعهد بـ الحديث أقل علناً عن الحرب الروسية في أوكرانيا, وسط توتر العلاقات بين نتنياهو وزيلينكسي, حيث أثار كوهين إدانة دوليَّة, خلال خطابه الأوَّل كوزير للخارجية الإسرائيلية عندما تحدث عن الحرب في أوكرانيا, قائلاً: "فيما يتعلق بالمسألة الروسية الأوكرانية, سنفعل شيئًا واحدًا مؤكدًا - علنًا - سنتحدث أقل", ورفض كبار المؤيدين للمساعدة لأوكرانيا مثل السناتور الجمهوري ليندسي جراهام تعليقات وزير الخارجة الإسرائيلي الجديد, "إيلي كوهين", قالوا: "إن فكرة أن تتحدث إسرائيل أقل عن الغزو الإجرامي الروسي لأوكرانيا تثير القلق بعض الشيء", وأضاف "آمل أن يفهم السيد كوهين أنه عندما يتحدث إلى لافروف الروسي, فإنه يتحدث إلى ممثل نظام مجرم حرب يرتكب جرائم حرب على نطاق صناعي كل يوم", وبحسب ما ورد لم يتحدث وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مع نظيره الإسرائيلي الجديد, على الرغم من أن نتنياهو تحدث مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي[22], وأشارت وكالة "TASS" أنَّ نتنياهو يؤكِّد أن العلاقات الروسية الإسرائيلية ستتطور, حيث لوحظ أن فلاديمير بوتين تمنى أيضا لبنيامين نتنياهو ولجميع الإسرائيليين عيد هانوكا سعيدا, وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع بنيامين نتنياهو, زعيم حزب الليكود, الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية, حسبما أفاد المكتب الصحفي للكرملين, وجاء في البيان "تمت مناقشة القضايا الملحة في جدول الأعمال الثنائي والوضع الدولي, وتم التعبير عن الثقة المتبادلة بأن العلاقات الروسية الإسرائيلية ستستمر في التطور التدريجي مع الحفاظ على التفاعل على مختلف المستويات", كما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أيضا عن هذه المحادثة[23],
5. بالنسبة للصين:
أشار "Assaf Orion" عميد إسرائيلي متقاعد واستراتيجي دفاعي, والذي يتراوح نطاق بحثه الواسع من العلاقات مع الصين إلى استراتيجية وسياسة إسرائيل السياسية والعسكرية الإقليمية, هو زميل ليز وموني روفين الدولي في "Washington institute" عن سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة المرتقبة تجاه الصين, وقال في الوقت الذي يروج فيه نتنياهو لعلاقات اقتصادية موسعة مع بكين, يجب أن يظل مدركًا لكيفية تقييم أسلافه للمخاوف الاستراتيجية العميقة لواشنطن بشأن الأمن القومي والتكنولوجيا, وعلى خلفية المنافسة الاستراتيجية العالمية, يجب على الحكومة الإسرائيلية السابعة والثلاثين التنقل بحكمة بين القوى العظمى, وفي حديثه عن علاقات إسرائيل مع الصين في مقابلة مع باري فايس, قال نتنياهو: "لقد فتحت إسرائيل بحماس للتجارة مع الصين والشركات الاقتصادية مع الصين, أفترض أنني سأستمر في القيام بذلك, لكن مسائل الأمن القومي تحتل المرتبة الأولى في أذهاننا, مثل هم في أذهان الآخرين. سنواصل العمل مع الصين لكننا سنحمي أيضًا مصالحنا الوطنية", وأضاف الكاتب في ضوء مجموعة القضايا السياسية المطروحة على جدول الأعمال بين القدس وواشنطن - إيران والفلسطينيين وروسيا وأوكرانيا, والعديد من المسائل الداخلية - تبدو علاقات إسرائيل مع الصين موضوعاً لا تحتاج الحكومة فيه ولا مصلحة لها[24].
6. علاقة متطورة مع الهند:
قال "Mukul Sharma" في "wionews", أنَّ إعادة انتخاب نتنياهو, سيطور العلاقة مع "ناريندرا مودي" في الهند, نيودلهي وبنيامين نتنياهو في القدس, هناك "سحر معين" في العلاقات بين الهند وإسرائيل, وأشار الخبراء الذين تواصل معهم WION إلى تلاقي المصالح بين الهند وإسرائيل, والذي من المتوقع أن يغذي التعاون الثنائي خلال فترة ولاية نتنياهو المقبلة في مكتب رئيس الوزراء في القدس, هذا التقارب في المصالح يعني أنه عندما كان توجه السياسة الخارجية لإسرائيل تجاه جيرانها العرب يخضع لعملية تحول, وجدت شريكًا مثل الهند لإنشاء آليات إقليمية مثل I2U2 ومعالجة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ, كما يقول "سمير باتيل", زميل أول, مؤسسة Observer Research Foundation, وعقدت مجموعة I2U2, التي كانت تسمى في البداية المنتدى الدولي للتعاون الاقتصادي, قمتها الأولى تقريبًا في يوليو 2022م, وأكد بيانها المشترك دعم اتفاقيات أبراهام وتعهدت باستثمارات تتمحور حول الهند بقيمة 2.33 مليار دولار في مجالات الأمن الغذائي والطاقة النظيفة, يتضمن ذلك مشروع طاقة متجددة هجين 300 ميغاواط في ولاية غوجارات الهندية بتكلفة تقديرية تبلغ 330 مليون دولار بالإضافة إلى استثمارات بقيمة 2 مليار دولار لتطوير سلسلة من مجمعات الطعام في جميع أنحاء الهند, وقالت الباحثة "سيفرا لينتين": كان مضمون العلاقات الثنائية هو نفسه حتى في ظل خلفائه, ولكن, نعم, هناك سحر معين مع مودي بيبي على رأسه"[25].