في سوريا.. تهافت الموظفين على سحب أموالهم قبل رأس السنة
تشهد الصرافات الآلية التابعة للمصارف السورية، حالة ازدحام غير مسبوقة، سببها حاجة العاملين في الجهات العامة والمتقاعدين لسحب أجورهم ومعاشاتهم الشهرية خصوصا قبل العطلة الطويلة التي اعلنتها الحكومة ابتداء من اليوم الجمعة وحتى الاثنين بعد المقبل، حيث تم دمج عطلتي الميلاد ورأس السنة بسبب عدم توافر المحروقات والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم تمكن الموظفين من الوصول الى اعمالهم، وعليه بات الحصول على الراتب آخر الشهر هما آخر يضاف إلى هموم السوريين الذين يعانون غلاء غير مسبوق وظروفا اقتصادية لم يعهدوها حتى في احلك سنوات الحرب.
وبسبب تلك الازدحامات أعلن مصرف سورية المركزي استمراره بفتح كوى الصناديق لديه بدمشق وفروعه في المحافظات خلال أيام الاثنين والثلاثاء 26 و27-12-2022 والسبت 31-12-2022، بعد شكوى الكثيرين من خروج العديد من فراغ الصرافات الآلية لاسيما في دمشق، الأمر الذي دفع بهم إلى التوجه نحو الصالات الرئيسة للصرافات مثل صالة العقارية في ساحة المحافظة، ما تسبب بحالة ازدحام شديدة على الصرافات خلال ساعات الدوام الرسمي.
ولعل ما زاد في حدة المشكلة، هو فرض عطلة لجميع الجهات العامة والمدارس لنحو 9 ايام ما جعل المواطنين يقفون لساعات طويلة في البرد القارس للحصول على مستحقاتهم المالية قبيل بدء العطلة وتوقف عمل الصرافات.
مدير المصرف العقاري مدين علي، قال إن تغذية الصرافات ستستمر طوال أيام العطلة المقبلة، وجرى تشكيل فريق من العاملين في المصرف لتغذية ومتابعة عمل الصرافات خلال أيام العطلة كما جرى حجز كتل مالية لطرحها عبر الصرافات، وفقا لصحيفة الوطن المقربة من الحكم.
لكنه اعتبر أن انقطاعات الكهرباء لساعات طويلة يعوق عمل الصرافات ويخرجها عن الخدمة ويجري الاستبدال عن ذلك بتشغيل مولدات تعمل على المحروقات لدى الفروع التي تتوافر لديها المحروقات.
ولسرعة تنفيذ عمليات السحب يتجه مصرفا العقاري والتجاري للتركيز على طرح الفئة النقدية الجديدة 5000 ليرة، بسبب التضخم الحاصل في البلاد، وهي أكبر فئة حتى الآن.
وفيما تعتبر خدمة الصرافات الآلية أساسية وتسهيلية في معظم دول العالم، غير أنها في سورية تختلف عن غيرها، حيث يعتبرها كثير من المواطنين عبئا إضافيا بسبب قلة عدد أجهزة الصراف الآلي المحدودة وازدحامها وأعطالها المتكررة وانقطاع الإنترنت والكهرباء عنها بشكل مستمر.
ووفق تصريحات رسمية، قال مسؤولون، إن عموم البلاد تحوي فقط 270 صرافا آليا قيد العمل، من أصل 700 جهاز صراف للبنكين التجاري والعقاري منتشرة في عموم سوريا.
