اللبناني رهينة تقاذف المسؤوليات.. وفيضان جونية لن يكون الأخير!

زينة أرزوني - بيروت

2022.11.30 - 11:20
Facebook Share
طباعة

مرّة جديدة، فضحت الأمطار في لبنان هشاشة البنى التحتية وقنوات الصرف الصحي وتقاعس السلطات عن إنجاز أعمال الصيانة للطرقات، رغم مليارات الدولارات التي تحرَّر لها، ما يجعل الفيضانات من السيناريوهات المتكررة مع كلّ شتوة.


فتغرق الطرقات، ويُحاصر المواطنون لساعات داخل سياراتهم إلى أن تتدخّل العناية الإلهية، فيتحسن الطقس نسبياً، وتُفتح الطرقات بعد تسرّب المياه، فلا حلول لدى الوزارات والبلديات سوى الانتظار حتى تبدّل الظروف الجوّية، والمتضرر الوحيد دائماً هو المواطن.


الصورة الأسوأ سجلتها منطقة جونية، شمالي بيروت، حيث كانت الفيضانات الحدث الأبرز، وتحوّلت طريق جونية إلى أنهار جرفت السيارات والمارة على الطريق وأدت إلى تسجيل زحمة سير خانقة، كما دخلت المياه الى المنازل والمحال التجارية.


ولم يقتصر ما حصل على الأوتوستراد الساحلي لجونية فحسب، بل إن المياه دخلت الأحياء والشوارع الداخلية، وارتفع منسوب المياه إلى حدود المتر، ممّا أدّى إلى أضرار مادّية، فيما لم تُسجّل أي إصابات في صفوف المواطنين، علماً أن في مرّات سابقة كانت هذه الطوفانات والسيول تتسبّب بحالات وفاة.


وفي حين انتظر المواطنون ساعات في سياراتهم إلى أن تحسّنت الظروف الجوية وانخفض مستوى المياه على الطرقات، جرى تقاذف المسؤوليات والتهم بين المعنيين عبر الإعلام.


فقد نشر وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر" "فيديو من منطقة ساحل علما - شننعير يُظهر بوضوح مكان تدفّق المياه وخروجها عن مجراها إلى الطرقات في البلدات لتتشكل عبرها سيول، جارفة معها الأتربة إلى الأوتوستراد".
وقال: "هذا بسبب التعديات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة (بلديات- وزارة الطاقة)".


وفي تغريدة ثانية، سلط الوزير حمية الضوء على عمل ورش متعهدي الوزارة في تنظيف الشوارع.


وكتب: طوال الليلة الماضية عملت ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل على رفع الأتربة والحصى والأوساخ التي جرفتها معها السيول المتدفقة من الاعالي إلى الأوتوستراد فضلا عن تعزيلها من مجاري التصريف منعاً لانسدادها ونجدد الدعوة لقيام الجميع بمسؤولياتهم داخل البلدات وعلى مجاري الأنهر.


بدوره، حذّر رئيس بلدية جونية جوان حبيش من أن هذا المشهد سيتكرر طيلة فصل الشتاء كلما كانت الأمطار غزيرة بهذا الشكل، موضحاً أن سبب السيول الأساسي ضيق المجاري التي لا تستوعب كميات كبيرة من المياه، وغزارة الأمطار القياسية التي تساقطت أمس.


ولفت حبيش إلى أن "الأوتوستراد والواجهة البحرية لجونية من مسؤولية وزارة الأشغال والنقل، أما الأنهار التي تفيض، فهي من مسؤولية وزارة الطاقة، فيما مسؤولية البلدية تنحصر بتنظيف الأقنية ومعالجة أزمات الطرقات الداخلية، وهذا ما يحصل منذ شهر أيلول، لكنه ليسا كافياً وحده.


إلّا أن وزير الأشغال كان حاسماً في هذا الملف، وأشار إلى أن طرقات لبنان بأكلمها لم تغرق، باستثناء أوتوستراد جونية، ما يعني أن المشكلة موضعية.


في حين، استفاقت مناطق جونية، غزير وكفرحباب اليوم على مشهد الاضرار الكارثي جراء الفيضانات، وبدأ سكانها بإحصاء خسائرهم، التي لن تعوضها الدولة عليهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9