الشيخ بلال شعبان يكشف عبر وكالة آسيا تفاصيل لقائه بوفد طالبان في تركيا

يوسف الصايغ - بيروت

2022.10.24 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 أشار الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا الى أن  "اللقاء مع وفد من حركة طالبان في تركيا، جاء في إطار المؤتمر السنوي الذي يدعو اليه إتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في ديار بكر تركيا، حيث شاركت الكثير من الوفود العربية والإسلامية، ومن ضمنها كان وفد من أفغانستان وكانت هناك لقاءات ثنائية مع هذه الوفود، لا سيما مع وفد طالبان الذي ضم الناطق بإسم حكومة افغانستان ذبيح الله مجاهد والوفد المرافق، وذلك للإطلاع على مجريات الأمور هناك، خاصة بعد الإندحار الأميركي عن بلادهم" لا سيما وأننا على اطلاع مباشر ومتابعة مستمرة للقضية الافغانية فقد زرنا مع الوالد الكريم في ثمانينيات القرن الماضي قيادات الجهاد الأفغاني والتقينا بهم لمرتين، وبالتالي فإن علاقتنا بقادة الجهاد الأفغاني قديمة وليست آنية.

وعن الخشية من اتهامه بدعم الإرهاب على خلفية لقائه بوفد طالبان، يشير الشيخ شعبان الى ان العلاقة مع جميع فصائل المقاومة الاسلامية في لبنان وفلسطين وعلى امتداد العالم العربي والاسلامي، وعلاقتنا بالجمهورية الاسلامية وكل الدول الرافضة للهيمنة الاميركية يضعنا في هذه الخانة، وهذه جريمة نعتزّ بها ووسام شرف نضعه على صدرنا، فضلا عن أن اميركا لا يحق لها ان تصنف الدول والافراد وتقول من هو ارهابي ومن هو غير ارهابي،فهي أم الارهاب . 

علما أنه من واجبنا أن نكون إرهابيين بالمعنى القرآني، عملا بقوله تعالى "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، فهذا إرهاب محمود، فعندما تكون قويا كما هو الوضع في لبنان مثلا تدفع العدوان عن نفسك واهلك، فلولا قوة المقاومة الاسلامية في لبنان، لما استطاع احد من ان يمنع التجرؤ على شعبنا وأرضنا وثرواتنا ".

واضاف:"الاميركي بجرائمه والصهيوني بجرائمه هما الارهاب الحقيقي الذي تجاوز كل الحدود". 

وتابع:"أفغانستان بلد مستضعف يقاتل منذ 40 عاما ، والبداية من مقاومة احتلال الاتحاد السوفياتي حيث ارادت واشنطن افغانستان ميدانا لمواجهته وإسقاطه، كما تفعل اليوم بأوكرانيا، ثم بعد ذلك وقعت تحت الاحتلال المباشر لأرضه، وافغانستان هي جزء عزيز من امتنا وليست طرفا غريبا خارج إطار الأمة الإسلامية، والاعراق التي تتشكل منها هي اعراق اسلامية يجب ان تعود من جديد لتتفاعل مع كل مكونات العالم الاسلامي، وهي بلد مكلوم ردتها الحروب والاحتلالات وخاصة الاحتلال الاميركي الى ما قبل العصر الحجري.

ويعتبر شعبان ان "اهم تحدّ يواجهه المعسكر المناهض للهيمنة الاميركية هو الوقوف بوجه الجيل الرابع من الحروب، المتمثل بالاقتتال الداخلي لصالح الاعداء حيث نجحت الادارة الاميركية والغرب، ان تصنع حروبا داخلية فيما بيننا على المستوى المذهبي والديني والقبلي، واليوم مسؤوليتنا ان نجمع كل هذه الأطياف لتدافع عن أرضها ومقدساتها وثرواتها، والدعوة من اجل تجميع الصفوف بين المتخاصمين لمواجهة الكفر العالمي، لأن عولمة الشر الاميركي لا يمكن مواجهتها بالتجزئة والقطرية، ومن الظلم أن تقع تبعه مواجهة الاحتلال الصهيوني على عاتق الشعبين الفلسطيني واللبناني بمفردهما، فهي حرب عالمية وبالتالي تحتاج الى مواجهة عالمية، لذا نسعى للذهاب الى بؤر الاختلاف والتوتر من اجل إطفاء نار الفتنة، لنعمل على جمع الصفوف لتتعانق القلوب ثم تتعانق البنادق لتتجه صوب العدو الواحد.

واذ يؤكد شعبان انه ليس في موقع  يسمح له بتصنيف من هو اسلامي ومن هو غير اسلامي، يشدد على ان كتاب الله وسنة رسوله هو من يمثل حقيقة الدين، مستعينا بما ورد في القرآن الكريم (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا)، وعن الاختلاف مع طالبان يشير الشيخ شعبان الى ان "الحوار يكون بين المختلفين ونسعى من خلال ذلك للوصول الى القواسم المشتركة، والله شرَع الحوار مع اهل الكتاب، فما بالكم باهل الدين الواحد ؟ قال تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء)، الشعب الافغاني جزء من الأمة الاسلامية يضم حوالي 40 مليونا من المجاهدين الذين صابروا بمواجهة الاحتلال السوفياتي ومن ثم جاهدوا  ضد الاحتلال الاميركي، فهم يشكلون مخزونا جهاديا للأمة يجب أن نستفيد منه، للتوجه نحو القبلة الاولى.

ويلفت شعبان انه "خلال لقاء وفد حكومة طالبان كان تأكيد على ضرورة التصدي لمشروع الاحتلال لمقدسات المسلمين وخاصة في المسجد الاقصى، وحديث وفد طالبان كان في هذا الاتجاه، وهنا مسؤوليتنا ان نتجه مع بعضنا البعض نحو وحدة الامة وتوحيد مقدساتها.

وينقل شعبان عن تساؤل الناطق باسم الحكومة الافغانية عن توقيت اللافت وغير البريء للعمليات الانتحارية بعد الاندحار الامريكي التي يقوم بها التكفيريون ضد المساجد والحسينيات والمستشفيات ومدارس الاطفال ويقول هل هو ثأر لخروجهم المذل من افغانستان ويؤكد ان كل هذا الفكر الى انحسار

الشيخ شعبان لفت إلى أن "المشروع الغربي نجح في شيطنة المشروع الاسلامي عبر مجموعات الغلو والتطرف في مختلف مذاهبنا، فالداعشية ليست حكرا على طائفة دون اخرى، بل إنها في كل المذاهب وحتى الطوائف غير الإسلامية، والذي يزرع الخلاف وينمي الاختلاف المذهبي بين اطياف الامة ويتناول مقدسات المسلمين من هنا وهناك هو عدو لأمته او خادم لاعدائه، أراد أم لم يرد، علم أم لم يعلم .

وعلى هذا الأساس يستفيد الغرب من كل هؤلاء الغلاة ليوجهوهم ضد امتهم، ولا يهم إن كانوا مسيحيين ام مسلمين سنة ام شيعة ام احمدية .... المهم استخدامهم كأسافين تدق بين اطياف الامة لتفرقتهم وزرع الشقاق بينها، ففي لندن مثلا هناك فضائيات متطرفة سنية وشيعية في نفس المبنى تموّلها المخابرات البريطانية، والهدف بث الغلو ورزع الشقاق والكراهية بين السنة والشيعة، وقد أفلحوا في ذلك الى حد بعيد، وهذا ما يجب ان ينتبه اليه الجميع، فغاية  الكفر العالمي تشويه صورة الإسلام، ومسؤولية الجميع ان نقف بوجه كل اشكال هذا التطرف والغلو، والانطلاق نحو وحدة اسلامية عالمية، وليس المطلوب أن تتوحد المذاهب بل ان يفهم بعضنا البعض، لاننا نصنّف عند الغرب على اساس اننا ارهابيون ومتخلّفون، ونشكَل عقبة بوجه مشاريعهم التوسعية والاستعمارية للسيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية على العالم .

ويشير الشيخ شعبان الى "مساحة مشرقة من التكامل في ما بين مذاهبنا في اللقاء الذي يجري على امتداد ساحة المقاومة، من لبنان الى فلسطين الى ايران والعراق وسوريا وحتى الى تركيا، وعندما يلتقي العلماء من مختلف الاعراق والمذاهب ليتحدثوا عن القواسم المشتركة، فمن اجل ان ينطلقوا نحو غاية وهدف واحد".

ويعتبر ان " تحرير فلسطين والقدس والاقصى انطلقت كحركة شعبية ومن ثم كمقاومة وطنية ثم قومية ومن مختلف الشرائح، والمقاومة الاسلامية اليوم هي امتداد لكل المقاومات التي ابتدأت في عامي 48 ثم 67 والمقاومة يجب ان تعمّم كأنموذج، بأنها قضية لكل المستضعفين والمسلمين في العالم، واللقاء الذي عقدناه تناول كيفية تكرار التجربة في تحرير افغانستان وكيفية تطبيقها في تحرير فلسطين ومقدساتها، فالأفغان استطاعوا ان يهزموا دولا كبرى ويمكن الاستفادة من ذلك عبر مقاومة ترفد جهاد الشعب الفلسطيني، ونحن في مؤتمراتنا مع اهلنا الاكراد نذكرهم بالاقصى والقدس وبدور الناصر صلاح الدين الايوبي في تحرير الاقصى والقدس، وفي افغانستان وباكستان وماليزيا واندونيسيا نتحدث عن ضرورة حشد كل الطاقات والقوى للالتقاء في لحظة تاريخية في ميدان واحد وهو ميدان تحرير الاقصى والقدس وفلسطين، ونعمل من اجل صنع شراكة دمٍ يمتزج مع بعضه في سبيل هدف واحد.

ويشير الى أن "هناك شعباً في افغانستان عانى الأمرَّين على مدى اكثر من 40 عاما من الحروب الخارجية واركع امريكا واضعفها، لذلك من واجبنا ان نقف الى جانبه، كما يجب الوقوف الى جانب الشعب اللبناني والسوري والفلسطيني الذين يتعرضون للحصار بسبب خياراتهم، لذلك يجب ان يتضامن المستضعفون والمحاصرون من اجل تأسيس محور متكامل يجد له موطئاً في الساحة الدولية".

ويختم الشيخ شعبان حديثه مؤكدا على ضرورة الوقوف الى جانب الشعب الافغاني بعد كل هذه الحروب، حتى لا يقع فريسة بين براثن المطبّعين، وكي لا يعاد ابتزازه ليستخدم مجددا في حروب ومعارك بديلة، ومسؤوليتنا جميعا ان نحتضن هذا الشعب كي يأخذ مكانه واصطفافه في موقعه الطبيعي، 

مسؤوليتنا باختصار مساعدته في تأمين الاستقرار،  والتنمية وكسر الحصار ، حتى يعود ملايين المهاجرين الافغان الى بلادهم من ايران ودول الجوار ، وهذا مصلحة شرعية كسر لشوكة الدول الكبار والاستعمار.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1