عن أسرار الدور الاطلسي في جيش مغاوير الثورة ومحيط التنف

سفيان دروش - دمشق - وكالة انباء اسيا

2022.10.22 - 01:46
Facebook Share
طباعة

خرج مهند الطلاع قبل اسبوع في تسجيل فيديو متحدثاً عن أسباب عزله من منصبه كقائد لـ "جيش مغاوير الثورة"، المنتشر في محيط قاعدة التحالف الأمريكي في بلدة التنف على الحدود السورية - العراقي، زاعماً أن عزله مرتبط بـ "رفض الاندماج مع قوات سورية الديمقراطية"، إلا أن مصادر خاصة من داخل "مخيم الركبان"، أفادت بأن مسألة الاندماج مع "قسد"، طُرحت قبل عامين من الآن ولم يتم العودة إليها مؤخراً.


وتتحدث مصادر خاصة لـ "وكالة انباء اسيا"، عن حراك مكثف في مخيم الركبان من قوات تابعة للجيش البريطاني التي تنتشر بشكل مشترك مع نظيرتها الأمريكية في قاعدة التنف الاميركية، لإعادة هيكلة وانتشار" جيش مغاوير الثورة"، بعد أن عيّن "محمد فريد قاسم"، بدلاً عن مهند الطلاع الذي غادر إلى الأراضي التركية في 20 من الشهر الماضي. وتفيد معلومات حصلت عليها "آسيا" أن "القاسم" وزّع المنتسبين الجدد لـ "مغاوير الثورة"، على نقاط حراسة للحدود مع الأردن والعراق، وهؤلاء المنتسبون هم من بقايا فصيل "لواء شهداء القريتين"، الذي كان يقوده قبل أن يتسلم المنصب الجديد بقرار بريطاني.


وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عُقدت مع شخصيات من القوات البريطانية أمر "القاسم"، بتسيير دوريات على امتداد الحدود مع الأردن بالتوازي مع رفع سوية التدريبات وتكثيفها، ومحاولات التقارب مع معارضيه من قيادات "جيش مغاوير الثورة"، والهيئة السياسية لمخيم الركبان"، والشخصيات العشائرية في المحافظة، وكان التهديد واضحاً خلال الاجتماع الذي عقد في مقر قادة المغاوير بالقرب من قاعدة التنف، بأن التواصل الفردي من أي جهة في "مخيم الركبان" مع الحكومة السورية سيكون سبباً لعقوبة شديدة من "القيادة العسكرية"، والحديث هنا عن" القاسم"، الذي بات يعتبر نفسه حاكماً عاماً لمنطقة خفض التصعيد جنوب شرق الأراضي السورية، والتي تعرف باسم "منطقة الـ 55 كم".


وتقول مصادر "وكالة انباء آسيا"، في المخيم إن الحديث عن رغبة بريطانية أو أمريكية أو كليهما معاً، بدمج "مغاوير الثورة"، بـ" قوات سورية الديمقراطية"، لم يُطرح مؤخراً في "مخيم الركبان"، ولم يُنقل عن "الطلاع" إنه تلقى العرض مجدداً بعد أن حدث توافق بين جهات المخيم على رفضه قبل عامين، وتحديداً صيف العام 2020، حيث سرت حينها أحاديث عن نية التحالف نقل مجموعة من مغاوير الثورة لتنتشر في محيط مدينة "الشدادي" بريف الحسكة الجنوبي ليكون "مغاوير الثورة"، جزءاً من "قسد"، بشكل رسمي، على أن يكون الأمر مقدمة لتوسيع مروحة هذه القوات لتصل جنوب شرق محافظة السويداء، التي ترغب واشنطن بخلق حالة من الفوضى الأمنية فيها عبر الفصائل التي تعلن مواقف مضادة للحكومة.


وبرغم عدم طرح الموضوع، إلا أن مصادر خاصة، تشير إلى أن الأمر قابل لإعادة الطرح، فالتنسيق ما بين مغاوير الثورة وفصيل "قوة مكافحة الإرهاب"، انتقل قبل أشهر إلى العلن بحجة محاربة التهريب، ومحاولة مدّ انتشار "قسد"، عبر فصائل جديدة تزيد من مساحة سيطرتها ولو افتراضياً سيزيد من قوة موقف الإدارة الأمريكية جغرافياً بما يسهم بتعقيد الملف السياسي أكثر، ويوازي هذا الخيار، طرح ثان بتشكيل تحالف فصائل مشابه لـ "قسد" جنوب الأراضي السورية، يقوده "مغاوير الثورة"، مع مجموع فصائل في "الركبان" و"السويداء"، ويتوافق هذا والطرح الأمريكي المستمر لـ "فدرلة سورية"، لكن كلا الطرحين لم يعودا للعلن في المرحلة الماضية.


تصف المصادر الحديث الذي ساقه "مهند الطلاع"، بأنه محاولة لدق باب الفصائل الموالية لتركيا ليبحث لنفسه عن مكان بين قادة "الجيش الوطني"، فالعمل المسلح مكّنه من مراكمة ثروة حوّلها لمجموعة من الاستثمارات في مدينة "أورفا" التركية المقابلة لـ "تل أبيض"، شمال الرقة.
ترحيل للسوريين


طرد الأردن خلال الأسبوع الماضي ثلاث عوائل من داخل أراضيه الشمالية نحو مخيم الركبان، وكان قد سبق ذلك قيام القوات الأردنية بطرد عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص في بدايات الشهر الماضي، وبلغ عدد من طردوا منذ بداية العام الحالي بذات الطريقة 70 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين أن مجموع من طردوا منذ العام 2019 وصل إلى 48 عائلة، بمجموع يقترب من 450 شخص.


وكلمة طرد تعني تحديداً، إعتقال الافراد داخل الأراضي الاردنية وإخضاعهم للتحقيق من قبل جهاز الاستخبارات الأردني، ومن ثم ترحيلهم للنقاط الأمنية المقابلة لمخيم الركبان، بعد تخييرهم بالترحيل إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية او المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، والمقصود هنا تحديداً مخيم الركبان الواقع جنوب شرق الأرضي السورية، وبحسب المعلومات فإن من يتم ترحيله يقضي فترة اعتقال تتراوح بين 7-15 يوماً، وتتفاوت الأسباب الموجبة للترحيل حسب للقوانين الأردنية، لكن غالبية المرحلين هم من الداخلين حديثاً للمملكة ولم يتحصلوا على أوراق لجوء.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4